تعليق: ضرورة الحفاظ على اليقظة لاحتمال نمو منظمات ارهابية بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان

ذكر وانغ تشيانغ، الباحث في جامعة الدفاع الوطني في مقال نشر على صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية مؤخرا، أن تفجيرات مطار حامد كرزاي الدولي في كابول العاصمة الأفغانية تظهر تشكيل بعض مناطق " الفراغ" مع الانسحاب المتسارع للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، حيث لم تختفِ أرض الأنشطة الإرهابية، ومن المرجح أن تستغل المنظمات الإرهابية في أفغانستان وبعض المناطق في الشرق الأوسط الفوضى، وتصبح مرة أخرى خطرًا كبيرًا على السلامة في المنطقة وحتى في العالم. مما يستدعي أن يكون المجتمع الدولي يقظًا للغاية، وأن يستجيب بشكل مطرد.

أولاً، القوى الإرهابية في أفغانستان قد تستعيد ظروف النمو والانتشار

منذ أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب في أفغانستان، لم تفشل في القضاء على تهديد الإرهاب فحسب، وإنما ظهر المزيد من المنظمات الإرهابية في أفغانستان، ومن الأرقام الفردية في أوائل القرن إلى أكثر من 20 خانة في الوقت الحاضر، هناك ما يقرب من 10000 إرهابي أجنبي. وعلى الرغم من استعادة حركة طالبان الأفغانية للسلطة، إلا أنه لا يمكن تجاهل الضغوط والصعوبات المتعلقة بسرعة تشكيل هيكل حكم فعال. وإذا كانت الحكومة الأفغانية الجديدة تفتقر إلى القدرة على الحد من نمو القوى الإرهابية في بلادها، فإنه يبقى من الصعب التخلص من تأثير الحروب الأهلية والصراعات، والاستمرار في الوقوع في الاضطرابات السياسية والاضطرابات الاجتماعية، وسيجد البلاد صعوبة في الانتقال إلى المستقبل. ويجب على المجتمع الدولي، ولا سيما البلدان المسؤولة الرئيسية المجاورة، أن تنطلق من مصالحها الخاصة والإقليمية وأن تقدم أكبر قدر ممكن من المساعدة والدعم لإعادة إعمار أفغانستان.

ثانيا، ضغوطات المنظمات الإرهابية في المنطقة لم يتضاءل

تدفقت بعض المنظمات الإرهابية وتجمعت وتطورت في أفغانستان ودول إقليمية أخرى في السنوات العشرين الماضية أو نحو ذلك، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين والإقليميين. وبالأخص، تشكل "حركة تركستان الشرقية الإسلامية"، باعتبارها منظمة إرهابية دولية مدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي، تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للصين.

وقد صرح زعيم طالبان في أفغانستان للجانب الصيني مؤخرا بوضوح، أنه لن يُسمح لأي قوة استخدام الأراضي الأفغانية للقيام بأشياء تعرض الصين للخطر، وقد أرسى هذا أساسًا سياسيًا جيدًا للتعاون بين الصين وأفغانستان لمكافحة الإرهاب. ومع ذلك، قد تعطي الاضطرابات الإقليمية بعض التحفيز للقوى المتطرفة الدينية في المنطقة، والتي بدورها ستوفر فرصًا جديدة للقوات الإرهابية العنيفة، والقوى الانفصالية العرقية، والقوى الدينية المتطرفة لمواصلة التقارب والتعاون. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الأسلحة والمعدات المختلفة التي تم التخلي عنها وتركت في المنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، حولت أفغانستان في الواقع إلى ترسانة من المنظمات الإرهابية، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط الأمني في المناطق المحيطة.

ثالثاً، الحذر من استخدام الدول الغربية لقوات إرهابية كحيلة سوداء ضد الصين

انطلاقا من الوضع الفعلي للقوات الغربية المعادية للصين التي تتكهن بشأن قضايا شينجيانغ في الأيام الأولى، بالتأكيد، سيستمر بعض السياسيين في الدول الغربية في المستقبل، في ربط الإرهاب بدول أو حكومات أو أعراق أو أديان معينة، واستخدام قوى إرهابية، المنظمات الإرهابية والأنشطة الإرهابية لتعرقل نمو خصومها الاستراتيجيين الرئيسيين، ولا ينبغي الاستخفاف بذلك.

رابعاً، ضرورة تعزيز تعاون المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بشكل مستمر

الإرهاب هو أحد السرطانات الرئيسية التي تهدد السلام والتنمية في العالم، وهو العدو المشترك للبشرية جمعاء. ويظهر فشل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في أفغانستان مرة أخرى أنه في الحرب ضد الإرهاب، التأكيد الأعمى على أنه لا يوجد مخرج من الضربات العسكرية، وأن نموذج حكم السلطة الذي يضع مصالح الدول الفردية فوق مصالح الدول الأخرى وحتى مصالح البشرية، لن يحل مشكلة الارهابية الدولية من الجذور.

وتجدر الإشارة إلى أن أفغانستان كانت دولة مراقبة في منظمة شنغهاي للتعاون في السابق. وإن استمرار طالبان في هذه العلاقة بعد وصولهم إلى السلطة، واستجابة للوضع الحالي والتطور المستقبلي في أفغانستان، من الضرورة مواصلة تعزيز وظيفة مكافحة الإرهاب في منظمة شنغهاي للتعاون، وتشجيع وتنسيق حكومات جميع الدول الأعضاء لاعتماد جميع الوسائل الضرورية، والالتزام بالوقاية أولاً، واتخاذ زمام المبادرة للقضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب.