بكين 25 أغسطس 2021 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية اليوم (الأربعاء) مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
قال شي في المكالمة الهاتفية، إنه منذ بداية العام الجاري اتخذت الصين وروسيا الاحتفال بالذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار للصداقة والتعاون الودي بين الصين وروسيا، نقطة بداية جديدة لتعزيز التنسيق الاستراتيجي والتعاون العملي الشامل بين البلدين.
وأضاف شي أن سلسلة الإنجازات الجديدة في هذا الصدد تقدم دعما مهما لتطوير البلدين، وتلعب دورا محوريا في توحيد المجتمع الدولي لتخطي الصعوبات.
وتابع شي قائلا إنه يتعين على البلدين استكشاف طرق جديدة للتعاون، وتوسيع مجالات التعاون، والعمل لتحقيق المزيد من نتائج التعاون.
وأضاف شي أن وضع جائحة كوفيد-19 الآن يشبه موجات متباينة من المد والجزر، ما يفرض على المجتمع الدولي مهمة شاقة لمكافحة المرض، مشيرا إلى أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتعميق التعاون في تطوير اللقاحات وإنتاجها، وضمان سلامة واستقرار السلسلة العالمية للإمداد باللقاحات، من أجل حماية أرواح وصحة شعبي البلدين والإسهام في بناء مجتمع صحة مشترك للبشرية.
وأكد شي أن من يرتدي الحذاء هو فقط من يعرف ما إذا كان يناسبه أم لا، قائلا إن شعبي البلدين هما من يملكان القول الفصل بشأن النظام الذي ينجح في بلديهما.
وقال شي إنه يتعين على الصين وروسيا، باعتبارهما شريكتين بينهما تنسيق استراتيجي شامل لعصر جديد، تعميق التعاون في مواجهة التدخل الخارجي، والإمساك بمستقبلهما الوطني بقوة في أيديهما.
وأضاف شي أن الصين تدعم روسيا بشدة في اتباع طريق تنمية تتناسب مع ظروفها الوطنية، وتؤيد بحزم التدابير التي تتخذها روسيا لحماية سيادتها الوطنية وأمنها الوطني.
واستطرد شي قائلا إنه يتعين على البلدين استغلال فرصة حلول الذكرى الـ20 لتأسيس منظمة شانغهاي للتعاون هذا العام، للعمل في جهود مشتركة مع أعضاء المنظمة الآخرين لتعزيز التضامن والتنسيق والدعم المتبادل، من أجل حماية المصالح الأمنية والتنموية الخاصة ببلدان المنطقة.
كما تبادل الزعيمان وجهات النظر العميقة حول الوضع في أفغانستان.
وأكد شي أن الصين تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها، وتلتزم بسياسة عدم التدخل في شؤونها الداخلية، لافتا إلى أن الصين لعبت دورا بناء في حل القضية الأفغانية عبر وسائل سياسية.
وقال شي إن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع روسيا والمجتمع الدولي الأوسع، لتشجيع جميع الفصائل في أفغانستان على بناء هيكل سياسي مفتوح وشامل من خلال التشاور، وتطبيق سياسات محلية وخارجية معتدلة وحكيمة، والابتعاد تماما عن جميع الجماعات الإرهابية، والحفاظ على علاقات ودية مع باقي العالم، خاصة الدول المجاورة.
ومن ناحيته، قال بوتين إن الجانب الروسي سعيد بتطور العلاقات الروسية-الصينية.
وأضاف بوتين أن هذا العام يمثل أهمية خاصة بالنسبة للعلاقات الثنائية، لأنه يصادف الذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار للصداقة والتعاون الودي بين الصين وروسيا.
وقال بوتين إنه خلال السنوات الـ76 الماضية، قدمت روسيا والصين تضحيات وطنية هائلة ومساهمات حاسمة في تحقيق النصر في الحرب العالمية ضد الفاشية.
وأضاف بوتين أنه في ظل الظروف الراهنة، يتعين على الجانبين تكثيف التنسيق الاستراتيجي ودعم بعضهما بعضا بقوة وحماية النصر الذي تم تحقيقه في الحرب العالمية الثانية والدفاع عن الحقيقة التاريخية.
واستطرد بوتين قائلا إن روسيا تلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة، وتدعم بثبات مواقف الصين المشروعة بشأن حماية مصالحها الأساسية في الشؤون المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ وبحر الصين الجنوبي، وتعارض بحزم تدخل أي قوة خارجية في شؤون الصين الداخلية.
وذكر بوتين أن روسيا تعارض تسييس تتبع أصول كوفيد-19، وتأمل أن تعمل مع الصين لمواصلة تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات وتعزيز التعاون في مكافحة المرض.
وفيما يتعلق بأفغانستان، قال بوتين إن تطور الوضع في البلاد يظهر أن السياسات التي تتبناها قوى خارجية لفرض أنماطها السياسية على دول أخرى لا تنجح، ولن تجلب إلا الدمار والكوارث إلى الدول المعنية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا والصين تتشاركان مواقف متشابهة ومصالح مشتركة فيما يتعلق بالقضية الأفغانية، قائلا إن بلاده مستعدة للعمل مع الصين لتكثيف التواصل والتنسيق، والمشاركة بفعالية في الآليات متعددة الأطراف ذات الصلة، والدفع من أجل تحقيق انتقال سلسل للوضع في أفغانستان.
ودعا بوتين إلى بذل جهود منسقة لمكافحة الإرهاب، ووقف تهريب المخدرات، ومنع انتشار المخاطر الأمنية التي قد تأتي من أفغانستان، ومقاومة تدخل القوى الخارجية والاضطراب الذي تحدثه، وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين.
وقد اتفق الجانبان أنه من المهم والضروري للغاية أن تحافظ الصين وروسيا على التواصل في الوقت المناسب بشأن القضايا الثنائية والتعددية الكبرى، في ظل الوضع الدولي والإقليمي المعقد الذي يتطور باستمرار.
كما اتفقا على الحفاظ على تواصل وثيق بمختلف الطرق.