11 أغسطس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أطلقت الصين يوم 16 يوليو سوقها الوطني لتجارة انبعاثات الكربون. وقد تم افتتاح هذا السوق رسميًا على الساعة 9:30 صباحا، إلا أنه وبعد 10 دقائق فقط من افتتاحه، وصل حجم الصفقات التراكمية أكثر من 20 مليون يوان. وفي غضون أربع ساعات من التداول خلال اليوم الأول، بلغ حجم التداول 4.1 مليون طن كما أن سعر الاغلاق ارتفع بنسبة 6.7%
منذ افتتاحه كانت المعاملات في سوق الكربون الوطني نشطة للغاية، حيث ارتفع سعر التداول بشكل مطرد وظل السوق يعمل بثبات. وإلى غاية 30 يوليو، بلغ إجمالي حجم التداول لحصص انبعاثات الكربون في هذا السوق نحو 6 ملايين طن، بإجمالي حجم تداول يقارب 300 مليون يوان. وفي دورة أدائه الأولى، تم تضمين أكثر من 2000 وحدة انبعاثات رئيسية في صناعة توليد الطاقة والتي تغطي حوالي 4.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
قال تشو شوي ليانغ نائب المدير العام لشركة هنغ يون في قوانغتشو: "قبل إطلاق سوق الكربون الوطني، تم تنفيذ العمل التجريبي لسوق الكربون المحلي لمدة 10 سنوات، مما عزز التحول الأخضر للعديد من الشركات، حيث قامت شركتنا في سنة 2014 بشراء حوالي 250 ألف طن من مخصصات الكربون بسعر 60 يوانًا للطن".
تعتبر قوانغدونغ واحدة من أولى المقاطعات التي نفذت برامج تجريبية لتجارة انبعاثات الكربون. وباعتبارها شركة رئيسية لإنتاج الطاقة، تم إدراج هذه الشركة في إدارة انبعاثات الكربون في عام 2014. في ذلك الوقت وبسبب حصص الكربون غير الكافية، اشترت الشركة حوالي 15 مليون يوان في حصص الكربون للوفاء بالعقد.
مع تعميق الصفقة التجريبية، أدركت الشركة تدريجيًا أن تقليل الانبعاثات ليس مجرد ضغط فقط، بل إن إدارة أصول للكربون وتطبيق تكنولوجيا الحد منه يمكن أن يجلب أيضًا فوائد اقتصادية. ونتيجة لذلك، أنشأت الشركة فئة خاصة لتوفير الطاقة وخفض الكربون وقامت بتحديث مجموعة من المولدات وتحويلها وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة منخفضة الكربون مثل توليد الطاقة بالغاز الطبيعي. وقد سمحت سلسلة من التحولات والتحسينات لهذه الشركة بالتحول من إنفاق الأموال على مخصصات الكربون إلى بيع أصول الكربون من أجل الربح. وفي سنة 2020 حققت الشركة أرباحا تزيد عن 30 مليون يوان من بيع أصول الكربون.
ومثل شركة هنغ يون في قوانغتشو، هناك العديد من الشركات في الصين التي ذاقت حلاوة تحقيق الأرباح من التحكم في مستوى انبعاثات الكربون. حيث قال مينغ مينغ المدير العام لتبادل حقوق انبعاثات الكربون في قوانغتشو: "تدرك المزيد من الشركات أنه فقط من خلال تقليل الانبعاثات بشكل فعال يمكنها الاستفادة من التحول الأخضر ومنخفض الكربون". خلال العملية التجريبية، كان سوق الكربون في قوانغدونغ نشطًا نسبيًا، وإلى غاية يونيو من هذا العام، تجاوز حجم المعاملات التراكمية لحقوق انبعاثات الكربون 4 مليارات يوان لتحتل بذلك هذه المقاطعة المرتبة الأولى في البلاد.
والأهم من كل هذا هو أن سوق الكربون قد عزز بشكل فعال تأثير تقليل الانبعاثات الدفيئة. من خلال التحكم الكامل في انبعاثات الكربون والتخصيص المستهدف وآلية التنفيذ حقق سوق الكربون في قوانغدونغ بصفة عامة انخفاضًا كبيرا للانبعاثات. في عام 2019 ، بلغ الحد من الانبعاثات 43.74 مليون طن بانخفاض قدره 11.4%. ويعتقد منغ منغ أن كلاً من الممارسات الأجنبية والمشروعات التجريبية المحلية، قد أظهرت أن سوق الكربون هي أداة سياسية يمكنها تحقيق تخفيضات في الانبعاثات بأقل تكلفة وأعلى كفاءة.
إن المنتج الذي يتم تداوله في سوق الكربون هو حقوق انبعاث الكربون. ومثل شركة هنغ يون، يجب على الشركات التي حصلت على قدر معين من بدلات انبعاثات الكربون شراء مخصصات في سوق الكربون للانبعاثات الزائدة، حيث يمكنها بيع الفائض المسموح به إذا نجحت في تقليل الانبعاثات. وانطلاقا من تشغيل المشاريع التجريبية المحلية السبعة، بلغ متوسط سعر الكربون المرجح في العامين الماضيين حوالي 40 يوانًا للطن الواحد. وقال مي ديوين المدير العام لسوق بكين الأخضر بأنه على الرغم من أن المناطق التجريبية قد حققت استكشافًا مفيدًا، ولكن نظرا لمحدودية نطاق السوق، لم يتم تشكيل سعر الكربون الذي يعكس حقًا التكلفة الاجتماعية الشاملة لانبعاثات الكربون بعد. لذلك فإن إيجاد سعر معقول وفعال للكربون هو هدف مهم لبناء سوق الكربون الوطني.
كما أضاف قائلا:" فقط عندما تنضم المؤسسات والمنتجات المالية المتنوعة يمكن أن يكون سوق الكربون أكثر نشاطًا ويمكن أن يكون تسعير الكربون أكثر كفاءة. لدى كيانات السوق المتنوعة تفضيلات وتوقعات ومصادر معلومات مختلفة للمخاطر، وبهذه الطريقة فقط يمكن تكوين سعر عادل نسبيًا ويمكن تشكيل آلية تسعير فعالة في السوق.