رئيس جهاز المخابرات المصري يجري مباحثات مع قيادة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة بشأن تثبيت التهدئة مع إسرائيل

غزة 31 مايو 2021 (شينخوا) أجرى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير اللواء عباس كامل اليوم (الاثنين)، مباحثات مع قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والفصائل الفلسطينية في غزة بشأن تثبيت التهدئة مع إسرائيل وإعادة اعمار القطاع.

ووصل اللواء عباس كامل والوفد المرافق له في وقت سابق، عبر حاجز (بيت حانون/ إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في زيارة هي الأولى منذ توليه المنصب عام 2018 استمرت عدة ساعات.

وانتشرت الأجهزة الأمنية والشرطة التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها لحركة حماس في الشوارع والمفترقات الرئيسية لتأمين زيارة اللواء كامل، فيما احتشد عشرات الفلسطينيين والجالية المصرية في غزة قبالة الحاجز لاستقبال الوفد الأمني المصري.

وتزامنا مع الزيارة انتشرت صورا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع ومفترقات القطاع الرئيسية في دلالة على أهمية مصر ودورها المحوري اتجاه القضية الفلسطينية.

وفور دخول اللواء كامل إلى غزة توجه والوفد المرافق إلى أحد الفنادق المطلة على شاطئ بحر غزة حيث عقد لقاء مغلق مع قيادة حركة حماس برئاسة يحيي السنوار.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية للصحفيين عقب اللقاء، إن الحركة ناقشت مع الوفد المصري عدة ملفات أهمها "إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس وجميع المناطق الفلسطينية ورفع الحصار عن القطاع بالكامل".

وذكر الحية، أن القضية الفلسطينية صدر بحقها قرارات دولية تعطي الشرعية في إقامة دولة للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين يجب تطبيقها، وإذا حدث ذلك يمكن عودة الهدوء والاستقرار".

وأضاف، أن الحركة ناقشت ملف الإعمار وضرورة الإسراع فيه ورحبنا بكل جهود لإعادة الإعمار، مؤكدا أن حركته والكل الوطني الفلسطيني سيكونوا مساهمين وداعمين لهذه الجهود.

وتابع الحية، أن قيادة الحركة أكدت ضرورة الإسراع في ترتيب البيت الفلسطيني بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية وطنية متكاملة للوقوف أمام العالم ببرنامج سياسي واضح لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشدد، على الدور المصري والعلاقات الثنائية مع مصر، معتبرا أن مصر لديها من أوراق القوة في دعم القضية الفلسطينية التي نأمل أن تحقق هذه المطالب بشكل سريع وإيجابي.

وبشأن ربط ملف الجنود الإسرائيليين لدى الحركة بإعادة الإعمار أكد الحية، أن ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي "مستقل ولا نقبل ربطه بملف إعمار غزة".

وقال "لا نقبل ربط ملف التبادل بالإعمار والحصار والحقوق الفلسطينية وهذا متفهم من الأشقاء في مصر، متهما إسرائيل بعدم جديتها في إحداث أي تقدم في مسار ملف التبادل.

وسبق أن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس عام 2017 للمرة الأولى أنها تحتفظ بأربعة جنود إسرائيليين من دون أن تحدد مصيرهم.

وأبرمت إسرائيل اتفاقا لتبادل الأسرى مع حماس أطلقت عليه الحركة الإسلامية (وفاء الأحرار) برعاية مصر عام 2011 تضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس منتصف عام 2006 مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية على دفعتين.

ولاحقا التقى كامل مع قيادة الفصائل الفلسطينية بينهم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ووزراء في الحكومة الفلسطينية قدموا من الضفة الغربية في نفس المكان.

وقال عائد ياغي القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن اللواء كامل استعرض أهم القضايا بعد وقف موجة العنف الأخيرة مع إسرائيل، مشيدا بتجاوب الفلسطينيين مع الجهود المصرية لوقف إطلاق النار.

وأضاف ياغي، أن المسئول المصري أكد وقوف القيادة المصرية مع الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه، مشددا على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد البيت الفلسطيني، وأن مصر مستمرة في جهودها، حتى تتم هذه الوحدة.

وتزامنا مع الجهود المصرية السياسية والدبلوماسية وصلت اليوم 56 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية هدية من الرئيس المصري وشعب مصر إلى سكان القطاع عبر معبر رفح البري.

وقبيل مغادرة القطاع توجه اللواء كامل إلى مدينة "الزهراء" وسط غزة حيث المنطقة المقترحة للبدء في إعادة اعمار القطاع في إطار مبادرة الرئيس السيسي بتخصيص 500 مليون دولار دعما للإعمار.

وقال رئيس حماس في غزة يحيي السنوار للصحفيين في المكان، إن إقامة مدينة مصرية "نموذج مقترح في هذا المكان وهي بداية بعد الدراسة من جهات الاختصاص".

وأضاف السنوار، أن الأحياء السكنية ستبنى على امتداد القطاع "للتوسيع عن أهله والأجيال الشابة التي حرمت الفترة الماضية من حقها في الحياة وبدأت تفقد الأمل".

وفي الشأن الداخلي الفلسطيني أعلن، أن القاهرة ستوجه دعوات للقاءات فلسطينية واسعة لبدء حوار فلسطيني عميق وجاد لإنهاء حالة الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني.

وأكد، ضرورة الخطوة " لننهض مرة واحدة كفلسطينيين موحدين تجتمع فينا المقاومة المسلحة والعمل السياسي والدبلوماسي لانتزاع حقوق شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وتوترت العلاقة بين فتح وحماس مؤخرا إثر إعلان الرئيس محمود عباس في 30 أبريل الماضي تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كانت مقررة في 22 من الشهر الجاري بسبب عدم سماح إسرائيل بإجرائها في شرق القدس.

ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة.

وأبدى السنوار، تفاؤله بشأن الحراك المصري في إحداث اختراق جدي على صعيد القضية الفلسطينية، داعيا الإدارة الأمريكية إلى تغير أولوياتها لتصبح القضية الفلسطينية هي الأولى على جدول أعمال العالم.

وبشأن إمكانية عقد صفقة تبادل أسرى قال السنوار، إن الملف شهد تحركا خلال الفترة الماضية ولكن توقف بسبب ما يعيشه الاحتلال من عدم استقرار، مؤكدا جاهزية الحركة لمفاوضات غير مباشرة وعاجلة وسريعة لانجاز الملف.

وغادر الوفد الأمني المصري برئاسة كامل غزة عبر حاجز بيت حانون/ إيرز شمال القطاع، علما أنه التقى قبيل زيارته القطاع أمس (الأحد)، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو عقب اللقاء، إنه طرح خلال لقاء رئيس المخابرات المصرية استعادة الجنود الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة في أقرب وقت.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن المباحثات التي شارك فيها وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات تركزت على تثبيت وقف للنار طويل الأمد، ووضع آلية لإعادة الإعمار في غزة.

وتوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 21 مايو الجاري، لينهي جولة قتال هي الأعنف منذ عام 2014، بعد وساطة مصرية بين الجانبين.

وخلف القتال الذي استمر لمدة 11 يوما 254 قتيلا فلسطينيا و12 قتيلا إسرائيليا، وفقا لأرقام فلسطينية إسرائيلية رسمية.