غزة 11 مايو 2021 (شينخوا) تواصل القصف المتبادل بشكل عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل اليوم (الثلاثاء)، لليوم الثاني على التوالي فيما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 28، في تصعيد أشعلته المواجهات في المسجد الأقصى شرق القدس.
وكثف الطيران الإسرائيلي هجماته على القطاع منذ ساعات الصباح طالت مواقع عسكرية ونشطاء وأراضي زراعية وبنى تحتية ومنشآت صناعية ومدارس وشقق سكنية في مناطق مأهولة في خطوة متقدمة.
وشوهدت سحب الدخان البيضاء في سماء غزة جراء إطلاق الصواريخ بأعداد كبيرة من كل مكان، في وقت تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الأسود يلتف مناطق القطاع جراء غزارة الغارات الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن حصيلة الغارات الإسرائيلية حتى اللحظة أسفرت عن مقتل 28 فلسطينيا وإصابة 152 شخصا بجروح مختلفة في تصعيد يعد الأعنف بين الجانبين منذ أعوام.
وقال مسئولون في الوزارة لـ ((شينخوا))، إن التصعيد الإسرائيلي على غزة يثقل عمل الوزارة التي تحارب مرض فيروس كورونا "كوفيد-19" وتكتظ المستشفيات بالمصابين.
وذكر المسئولون، أن بين الإصابات في القصف الإسرائيلي حالات خطيرة وحرجة تحتاج إلى عمليات جراحية وعلاج في وقت تعاني الوزارة من نقص في المستلزمات الطبية.
ومن بين القتلى 10 أطفال بينهم أنثى وسيدة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أنه لا تراجع عن معادلة القصف بالقصف التي تفرضها المقاومة الفلسطينية بكل قوة على الاحتلال الإسرائيلي"".
وقال برهوم في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن" تعمد استهداف الاحتلال للبيوت الآمنة ولأطفال غزة ونسائها وقتلهم، يكشف حجم جرائمه ووحشيته".
وشدد برهوم، على أن "المقاومة ستبقى الدرع الحامي للشعب الفلسطيني، وستستمر في صد العدوان وبكل قوة مهما بلغت التضحيات، وعلى العدو الإسرائيلي أن يعيد حساباته ويفهم المعادلة جيدًا".
بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، التصعيد الإسرائيلي في غزة الذي أسفر عن عشرات القتلى من المدنيين وتدمير المنازل والممتلكات.
وحملت الخارجية في بيان صحفي، الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن "عدوانها الوحشي المتواصل ضد غزة"، منتقدة، المجتمع الدولي المسؤولية "لصمته وتقاعسه عن الضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان والجرائم المرافقة له".
وبدأ التصعيد الميداني عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي الفلسطيني من عصر أمس الاثنين، بعد إطلاق نشطاء فلسطينيون عشرات الصواريخ على دفعات باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من 400 صاروخ أطلق من غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية منذ أمس بداية التوتر وحتى اليوم الثلاثاء على مناطق مختلفة من البلدات والمدن الإسرائيلية.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان، استهداف "أسدود وعسقلان ب137 صاروخا من العيار الثقيل في ضربة صاروخية هي الأكبر من نوعها خلال خمس دقائق، ولا زال في جعبتنا الكثير".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية ومقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي، دوي انفجارات ضخمة هزت عسقلان وأسدود وشوهدت أناس يركضون في اتجاه الملاجئ مع انطلاق صافرات الإنذار بلا توقف".
وأعلنت نجمة داود الحمراء الإسرائيلية عن مقتل إسرائيليتين اثنتين جراء إطلاق قذائف صاروخية من القطاع تجاه مدينة عسقلان جنوب إسرائيل سقط أحدهم داخل منزلهما.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن 90 إسرائيليا أصيبوا خلال الساعات ال24 الماضية بجروح ما بين متوسطة وطفيفة وخطيرة جراء إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، تم نقل عددا منهم إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان.
وإلى جانب ذلك تضرر عدد كبير من المنازل الشاهقة وحديثة البناء بالأسمنت المسلح ما يشير إلى أن الصواريخ تحمل قدرة تدميرية عالية، في وقت طلب الجيش الإسرائيلي من سكان المدينة البقاء في المناطق "المحصنة حتى إشعار آخر".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن "خلل فني" أصاب منظومة القبة الحديدية هو السبب وراء فشل اعتراض الصواريخ في عسقلان وسقوطها بأعداد كبيرة على المدينة.
في المقابل أفاد الجيش في بيان، بأنه هاجم أكثر من 130 هدفا يتبع للفصائل الفلسطينية في القطاع من بينهم حماس وقتل 15 ناشطا فلسطينيا وتدمير نفقين هجوميين للحركة محاذيين للسياج الأمني.
ومن بين النشطاء قائد عسكري كبير في الجهاد الإسلامي يدعى سامح المملوك قائد الوحدة الصاروخية الخاصة لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة واثنين من مساعديه قتلوا في غارة جوية استهدفتهم داخل شقة في بناية سكنية.
كما أعلن الجيش استهداف قائد منظومة حماس للصواريخ المضادة للدروع في مدينة غزة إياد شرير المسؤول عن تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ مضادة للدروع ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن المنظومة كانت في حالة جاهزية لتنفيذ عملية إطلاق صاروخ وقت استهدافه.
وفي السياق قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان، "قام العدو بقصف هدفٍ كان يتواجد فيه مجاهدوها في إطار رفع الجهوزية والاستعداد لصد العدوان ويوجد لدينا شهداء ومفقودين" دون نشر المزيد عن الحادثة.
وبموازة ذلك أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجيش الإسرائيلي بتشديد وتعزيز الغارات التي يشنها على غزة في ختام مشاورات أمنية في مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية بحضور وزير الدفاع بني غانتس ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي.
وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، "نحن في أوج المعركة وجيش الدفاع يشن منذ يوم أمس مئات الغارات على حماس والجهاد الإسلامي وضربنا عددا كبيرا جدا من أهدافهما النوعية، وسنشدد الغارات وسنعزز وتيرتها"، مشددا على أن حماس ستتكبد ضربات لم تتوقعها.
وحذر المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إسرائيل من أن تل أبيب ستتعرض لضربة صاروخية قاسية تفوق عسقلان في حال تمادت وقصف الأبراج السكنية المدنية في غزة.
واندلع التصعيد في غزة على إثر المواجهات "العنيفة" بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المسجد الأقصى ومناطق أخرى شرق القدس أمس (الاثنين)، تزامنا مع احتفال إسرائيل بعيد "العلم الإسرائيلي" الذي تحتفل به بتوحيد القدس بعد حرب 1967.
وحذرت كتائب القسام الاثنين إسرائيل بضرورة أن تسحب قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى قبل السادسة مساءا، وفور انتهاء المهلة، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة، بينها حماس، وابلا من الصواريخ.
وللمرة الأولى منذ عام 2014، دوت صافرات الإنذار في مدينة القدس بعد إطلاق سبعة صواريخ اتجاهها أدت لإلغاء مسيرة المستوطنين بالمدينة، فيما تصدت منظومة القبة الحديدية لواحد منها فيما سقط الباقي في أماكن مفتوحة وفقا للجيش الإسرائيلي.
ووصف نتنياهو أمس ، إطلاق صواريخ من غزة باتجاه القدس "تجاوز للخط الأحمر"، محذرا، من أن إسرائيل سترد بقوة (..) من يهاجم سيدفع الثمن غاليا.
ويتزامن التصعيد مع استعداد المواطنين في القطاع الذي تديره حركة حماس ويشهد حصار إسرائيلي خانق منذ 15 عاما التحضير لعيد الفطر، إلا أن القصف الإسرائيلي أحدث حالة من الخوف وانعكس بذلك على الحالة الشرائية في الأسواق.
وفي السياق قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلغاء كافة الاحتفالات لمناسبة عيد الفطر، واقتصارها على الشعائر الدينية فقط، وتنكيس الأعلام حدادا على أرواح القتلى في القصف الإسرائيلي على غزة.
وتحاصر إسرائيل القطاع الذي تديره حركة حماس ويقطن فيه زهاء مليون شخص منذ 2007، وحصلت 3 حروب مدمرة منذ ذلك الوقت بين حماس وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.
-- مواجهات القدس الأعنف منذ أعوام--
قال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية "لن نقبل ولن يقبل شعبنا تمرير مخططات الاحتلال في القدس، وسيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم".
وأضاف هنية، "المقاومة مستعدة ومتحفزة ولن تقف مكتوفة الأيدي، وستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال ويضع حدًا لمخططاته الشيطانية".
وتشهد شرق القدس التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لهم منذ بداية شهر رمضان مواجهات بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي إسرائيلي بإخلاء أربعة منازل تسكنها عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.
وتتدخل قوات الشرطة الإسرائيلية لتفريق التجمعات والتظاهرات، مستخدمة القوة والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت بينما يستخدم الفلسطينيون المفرقعات والحجارة ومن ثم انتقلت الصدمات أمس الاثنين لباحات المسجد الأقصى هي الأعنف من أعوام أدت لإصابة أكثر من 600 فلسطيني بجروح بينهم بالرأس والأعين، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 32 من عناصرها.
وحذر دبلوماسيون أوروبيون عقب زيارة قاموا بها اليوم إلى حي الشيخ جراح شرق القدس، من أن خطط إسرائيل إخلاء فلسطينيين من منازلهم في الحي "تأجج التوتر" على الأرض.
وقال بيان صادر القناصل بينهم ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون بورغسدورف، إن "ما يجري في الشيخ جراح ومناطق أخرى في القدس من إخلاء عدد من العائلات الفلسطينية "يثير القلق الشديد".
واعتبر البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن خطط إخلاء الفلسطينيين "أعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر على الأرض".
ودعا البيان، السلطات الإسرائيلية إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوتر الحالي في القدس، و"تجنب أعمال التحريض حول المسجد الأقصى شرق المدينة واحترام الوضع الراهن".
-- مواجهات في الضفة الغربية--
ودعت فصائل وأوساط فلسطينية في الضفة الغربية لتظاهرات شعبية في مراكز المدن ونقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي اليوم احتجاجا على التصعيد في غزة والمسجد الأقصى.
واندلعت مواجهات الليلة الماضية بين فلسطينيين وقوات الجيش في مدن جنين وطولكرم وقلقيلية ونابلس ورام الله والخليل أدت لإصابة قرابة 80 شخصا بجروح وحالات اختناق.
واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها، الجيش الإسرائيلي "باستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التابعة للجمعية"، مشيرة إلى أن إحدى سياراتها تعرضت "لإطلاق رصاص أدى لإصابة الزجاج الأمامي على حاجز حوارة في نابلس".