رام الله/غزة 24 أبريل 2021 (شينخوا) حملت هيئات وأوساط فلسطينية اليوم (السبت)، إسرائيل مسؤولية التوتر الميداني "الأعنف" منذ أعوام في مدينة القدس.
وشهدت المدينة المقدسة الليلة الماضية مواجهات "عنيفة" بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية حتى الساعات الأولى من فجر اليوم أسفرت عن وقوع إصابات في الجانبين.
وجاءت المواجهات بعد أن شهدت منطقة باب العامود بالبلدة القديمة في القدس، وهي منطقة غالبية سكانها من الفلسطينيين، أول أمس الخميس صدامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد خروج حوالي 500 إسرائيلي يميني من منظمة "لهافا" مرددين "الموت للعرب".
وتشهد منطقة باب العامود مواجهات بين قوات الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين منذ اليوم الأول لشهر رمضان عقب خروجهم من صلاة التراويح في المسجد الأقصى.
واعتبر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية السفير أحمد الرويضي، أن ما يجري في القدس "حرب منظمة تقودها الحكومة الإسرائيلية ضد الوجود الفلسطيني بالمدينة تتركز على استهداف المسجد الأقصى وترهيب المصلين".
وقال الرويضي للصحفيين في رام الله، إن إسرائيل "تعتقد واهمة بسماحها للجماعات الاستيطانية بالعبث بالمسجد الأقصى أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف الأيدي وعدم الدفاع عنه".
وحمل الرويضي الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عما يجري في القدس وتوفير الغطاء للجماعات الاستيطانية المدججين بالسلاح وتدعو بالموت للعرب دون التدخل لمنعهم".
بدوره، حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني، من خطورة الأوضاع في القدس جراء "العنف" الإسرائيلي الممارس تجاه الفلسطينيين في المدينة منذ بداية شهر رمضان.
وقال الحسيني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الأوضاع في القدس "صعبة وسيكون هناك مزيد من المواجهات والعنف من إسرائيل تجاه المقدسيين في البلدات والقرى المقدسية من جهة والمصلين في المسجد الأقصى من جهة أخرى".
وأضاف الحسيني أن "الجانب الإسرائيلي يعيش أزمة سياسية واقتصادية ويحاول تصديرها للجانب الفلسطيني، ما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه التصرفات الإسرائيلية غير المقبولة".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، أن 4 من أفرادها أصيبوا الليلة الماضية بجروح طفيفة خلال المواجهات "العنيفة" في شرق القدس التي تخللها إلقاء حجارة ومفرقعات وزجاجات حارقة بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وذكر قائد لواء القدس في الشرطة البريغادير دورون تورجمان، أنه تم اعتقال 52 شخصا خلال الأعمال المخلة بالنظام، متهما مجموعات "متطرفة" عربية ويهودية بالمسؤولية عن أعمال الشغب والعنف.
وقال رئيس بلدية القدس الإسرائيلية موشيه ليؤون بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، إنه "لا مكان للعنف في المدينة"، مشيرا إلى أن الشرطة تصدت لها بكل حزم.
وردا على الأحداث في المدينة المقدسة أطلقت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكثر من 30 صاروخا محلي الصنع ليلة الجمعة - السبت تجاه إسرائيل التي ردت بقصف أهداف في غزة.
وقالت حركة حماس في بيان للناطق باسمها فوزي برهوم إن إسرائيل "تتحمل كل تداعيات ونتائج استمرار التصعيد" بحق الفلسطينيين في غزة والقدس.
وبموازاة ذلك أعلن مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، أن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع في القدس وقطاع غزة.
من جهته قال نائب حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، إن الحديث عن تهدئة الأوضاع مرهون بوقف "انتهاكات" المستوطنين ضد القدس والمسجد الأقصى.
واعتبر العالول لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أن ما يجري في القدس "حراك فلسطيني لكل المقدسيين ولمن يتفاعل معهم ومن يستطيع الوصول للمشاركة هناك"، داعيا إلى حراك عربي شامل واسع في مواجهة "انتهاكات" إسرائيل.
من جهتها دعت حركة الجهاد الإسلامي خلال وقفة داعمة للقدس نظمتها الفصائل في غزة، إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة "انتهاكات" إسرائيل والتوافق على استراتيجية تحمي المقدسات والحقوق والثوابت.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة خالد البطش خلال الوقفة، إنه حين "زادت الاعتداءات بحق القدس كان رد الفصائل واضحًا بأنه لا مساومة على القدس وسنحميها بالرباط والصلاة والاعتكاف فيها".
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.