القاهرة 23 أبريل 2021 (شينخوا) يحيي العالم اليوم (الجمعة) اليوم العالمي للكتاب، والذي يعتبر جسرا للتواصل الإنساني والمعرفي بين الشعوب والحضارات والثقافات وخاصة الثقافتين الصينية والعربية.
ويكتسب اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف هذا العام أهمية كبيرة، وزخما متزايدا في ظل تزايد الاهتمام بالتبادل الثقافي العربي - الصيني، والتوسع في حركة الترجمة والنشر بين الجانبين.
وتشهد ترجمة الكتب الصينية إلى اللغة العربية نشاطا واسعا وملحوظا، في الفترة الأخيرة، باعتبارها البوابة الرئيسية لتقليص الفجوة الثقافية والمعرفية بين العرب والصينيين.
وصدر مؤخرا ترجمة للعديد من الكتب الصينية إلى اللغة العربية، من بينها رواية "ظلان لا يفترقان"، للأديب شيويه تاو، ورواية "برونز وعباد الشمس"، للأديب تساو ون شيوان، ورواية "صلوات تبتية" للأديب تسي رنلوهبو، وديوان "هوية" للشاعر الصيني جيدي ماجيا، ورواية "جهة العمل" للروائي ليون جين يون، وكتاب "ألف حكمة وحكمة صينية".
وكانت باكورة الإصدارات للترجمة من اللغة الصينية للعربية رواية "بيت من القش"، للأديب الصيني الشهير تساو ون شيوان، الحاصل عنها على جائزة أندرسن الأدبية لعام 2016، وهي الرواية التي بيع منها 50 مليون نسخة وتحولت إلى فيلم سينمائي وأدرجت في المناهج التعليمية.
ورواية "بيت من القش" الصادر ترجمتها العربية عن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة، تلقي الضوء على تفاصيل الحياة في الريف الصيني، التي تتشابه مع الحياة في الريف المصري، حتى يشعر القارئ العربي أنها تتحدث عنه بنفس القدر الذي تتحدث فيه عن الصين، وقد بنى الكاتب عالما كاملا داخل بلدة صغيرة، من خلال سرده قصة طفولة مؤثرة وعاطفية حدثت في الريف الصيني في أوائل ستينيات القرن الماضي، وتتناول قالبا من البراءة التي لا تشوبها شائبة بين الصغار، والتشابك العاطفي المربك بين الكبار.
وأكد الدكتور أحمد السعيد رئيس مؤسسة بيت الحكمة للثقافة، أهمية الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، باعتباره جسرا للتواصل بين الثقافات والشعوب.
وقال السعيد، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الترجمة تلعب دورا كبيرا في تفاهم الشعوب وتقاربها، مؤكدا أن القراءة تجعل القارئ لديه العديد من الخلفيات الثقافية والسياسية والاجتماعية للشعوب الأخرى.
وتابع قائلا إن " ترجمة الأدب الصيني بشكل خاص يمكن أن تمثل دفعة كبيرة نحو تقارب أفضل وفهم متبادل بين الشعب الصيني والشعوب العربية".
وأكد رئيس مجموعة بيت الحكمة الثقافية أن اللغة الصينية لغة غنية جدا ومليئة بالعواطف الجياشة التي يجب نقلها إلى المتلقي عند ترجمتها للغات أخري مما يمثل صعوبة أحيانا للمترجم.
وشدد على أن نسبة كبيرة من المواطنين المصريين أصبحوا شغوفين للاطلاع على الثقافة الصينية ولديهم الرغبة في التعلم في الصين وأن الكتاب سواء ورقي أو الكتروني يلعب الدور الأساسي في ذلك.
وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب، نظم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، ندوة اونلاين بعنوان "لماذا يحتاج العرب قراءة الثقافة الصينية من منظور موضوعي"، تحدث فيها الدكتور محسن فرجاني أستاذ الأدب الصيني بجامعة عين شمس، تناول فيها دور الترجمة في تعريف الشعوب العربية بالثقافة الصينية، والمراحل المختلفة التي مرت بها.
وعلى هامش الندوة، نظم المركز الثقافي الصيني مسابقة ثقافية طرح خلالها عدة أسئلة تناولت عددا من مجالات التعاون الصيني العربي خاصة الثقافية منها، رصدت لها 23 جائزة مالية.
كما نظم المركز مسابقة للقراءة خلال الفترة من 23 - 30 أبريل الحالي، والمشاركة بما يتم قراءته من كتب تتناول الشأن الصيني، رصدت لها 10 جوائز مالية.
وأكد الدكتور محسن فرجاني أستاذ الأدب الصيني بجامعة عين شمس أن حركة الترجمة ساهمت بشكل كبير للغاية في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي وساهمت في تحقيق التقارب الإنساني بين الأمتين الصينية والعربية.
وقال فرجاني لوكالة أنباء (شينخوا) إن الترجمة تعتبر جسرا للتواصل الحضاري والثقافي بين الشعبين المصري والصيني، مشيرا إلى أن اليوم العالمي للكتاب هو تأكيد على دور الثقافة في التقارب الإنساني.
وأضاف أن الترجمة أبرزت بشكل كبير جيل جديد من كتاب الأدب الحديث والذين نشروا أعمالهم بالصين منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، من خلال ما يعرف بالأدب الصيني المعاصر منذ إطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، وهو البداية الحقيقية للتعرف على الصين.
وأوضح أن هناك تركيزا على حقبة صغيرة من الأدب والثقافة الصينية وهي الفترة الأخيرة والمعاصرة، مشيرا إلى أن الصين أمة عمرها 5 ألاف عام وتمتلك تراثا حضاريا عريقا وزاخرا وهي ثقافة ملتحمة لا يوجد انفصال بين القديم والحديث وتتوارث الحس الأدبي العام.
ويهدف اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف إلى تعزيز القراءة قدر الإمكان، إلى جانب تسليط الضوء على مفهوم الملكية الفكرية وحق المؤلف في نسب مؤلفاته الخاصة إليه.
ويقام في هذا اليوم العديد من الاحتفالات بمختلف دول العالم من أجل تكريم كل من الكتاب والمؤلفين وكذلك تشجيع المواطنين على اكتشاف متعة القراءة.
وقد ساعد هذا اليوم على زيادة فهم الناس لكافة قوانين حقوق النشر والتدابير الأخرى من أجل حماية الحقوق الفكرية الخاصة بالنشر وإلزام كافة الناس بمختلف الدول بها.