تقرير إخباري: مصر تفتح أبواب قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة أمام الزوار (2)

/مصدر: شينخوا/  2021:04:19.09:40

القاهرة 18 أبريل 2021 (شينخوا) فتحت قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بضاحية الفسطاط جنوبي القاهرة اليوم (الأحد) لأول مرة أبوابها أمام الزوار لرؤية مومياوات 20 من ملوك وملكات مصر القديمة.

وتزامن فتح قاعة المومياوات الملكية مع يوم التراث العالمي، وتتكون من عدة غرف عرض ذات جدران داكنة وخافتة الإضاءة تتصل ببعضها عبر ممرات، ويتم عرض المومياوات وتوابيتها داخل فاترينات زجاجية.

وفي الثالث من أبريل الجاري نقلت المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير في وسط القاهرة لتستقر في المتحف القومي للحضارة المصرية في موكب مهيب تحت اسم "موكب المومياوات الملكية".

وقالت نائب المدير التنفيذي للإدارة والتشغيل بالمتحف القومي للحضارة فيروز فكري سليم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد خططنا لفتح قاعة المومياوات الملكية للزوار في يوم التراث العالمي بعد ترميم المومياوات".

وأضافت سليم أن "إقبال الزوار كبير"، مشيرة إلى "أن أول من دخل قاعة المومياوات الملكية بعد فتحها للزوار في الصباح الباكر هم ثلاثة سياح من ألمانيا".

وزار أكثر من 150 ألف زائر المتحف القومي للحضارة منذ افتتاح قاعة العرض المركزية وقاعة المومياوات الملكية من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الثالث من أبريل الجاري، بحسب نائب المدير التنفيذي.

وتقع قاعة المومياوات الملكية أسفل القاعة المركزية، ويتم الوصول إليه عن طريق درج نازل عند مدخل المتحف.

وبمجرد دخول قاعة المومياوات، يتبع الزوار أسهم الاتجاهات الموجودة على الأرضية للتجول في القاعة بأكملها ومشاهدة جميع المومياوات.

ويتم عرض معظم المومياوات بجانب التوابيت التي تم العثور عليها فيها.

وتعود المومياوات إلى 18 ملكا وأربع ملكات من الأسر الفرعونية الـ17 والـ18 والـ19 والـ20 التي حكمت مصر القديمة منذ أكثر من 3000 عام.

وتعد مومياء الملك سقنن رع تاعا أول مومياء تستقبل الزوار.

وكان الملك سقنن رع تاعا، هو من قاد الموكب الملكي لنقل المومياوات، وهو من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وكان حاكما لطيبة (الأقصر حاليا)، وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس.

وتم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري غرب الأقصر جنوب مصر عام 1881.

وتشير الدراسات إلى أنه مات في الأربعينيات من عمره، وأن جمجمته تعرضت للكسر، مما أدى إلى إصابات بالغة برأسه أثناء معاركه ضد الهكسوس.

أما باقي المومياوات فمنها مومياء الملك رمسيس الثاني ومومياء الملكة تي، والتي لا تزال تحتوي كل منهما على شعر الرأس بحالة جيدة من الحفظ.

وقالت الشابة الهولندية جوديث أدريانسي، لـ((شينخوا)) بعد أن زارت قاعة المومياوات الملكية، "إنه شيء جميل ومثير للإعجاب أن نرى كل تلك المومياوات، التي عاشت من زمن طويل معروضة معا في مكان واحد".

وأضافت أدريانسي أنها تعمل في مصر منذ ستة أشهر، وأكدت أنها سوف تحضر والديها لزيارة المتحف عندما يأتيان لزيارة مصر.

من جانبه، أعرب توماس، وهو زائر هولندي آخر، عن اندهاشه من الحالة العامة الجيدة للمومياوات، خاصة أسنانها.

وقال توماس مبتسما، "لقد سمعنا عن أسماء هؤلاء الفراعنة، لكن من الرائع جدا رؤيتهم جميعا في مكان واحد".

وبلغ عدد زائري قاعة المومياوات اليوم من المصريين والأجانب 2000 زائر، بالرغم من الارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة ومواعيد شهر رمضان، بحسب ما نقل بيان لوزارة السياحة والآثار المصرية عن الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أحمد غنيم.

وعلى الرغم من نقل 22 مومياء إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، إلا أن قاعة المومياوات الملكية تستوعب 20 مومياء معروضة حاليا، وسوف يتم عرض المومياوين الأخريين بالتناوب، بحسب كبير أمناء المتحف محروس الصناديدي.

وأوضح الصناديدي أن "مساحة قاعة المومياوات الملكية تبلغ 850 مترا مربعا، ويتم حاليا عرض 20 مومياء و12 تابوتا وبعض المقتنيات الخاصة لأمنحتب الثاني وتحتمس الرابع"، معتبرا أن المومياوات الملكية هي "فخر المتحف الجديد".

وتم وضع حجر الأساس للمتحف القومي للحضارة المصرية في عام 2002، وافتتحت قاعة العرض المؤقتة في عام 2017، وذلك بفضل الجهود المشتركة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والحكومة المصرية.

وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف قرابة 33 فدانا، أي حوالي 138600 متر مربع، بينما تبلغ مساحة القاعة المركزية حوالي 2000 متر مربع، وتعرض قطع أثرية من عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالأسرات الفرعونية المختلفة، ثم العصور الإسلامية والقبطية، وصولا إلى مصر الحديثة.

ووصف المصري محمد سعادة، وهو طالب بكلية الهندسة، المومياوات المعروضة بأنها "شيء لا يصدق"، وختم قائلا، "هذا المتحف حقا يجعلني أشعر بالفخر لكوني مصريا".