"لا يمكن زراعة التلال الجرداء، والحصى تتحرك بقوة الرياح، والعواصف الرملية تجتاح المدينة في فصل الربيع، والفيضان يغرقها بعد المطر"، هكذا يصف أنور تاسي، مدير مكتب الغابات والأراضي العشبية في مدينة أتوشي، البيئة القاسية التي كانت المدينة عليها في الماضي.
من أجل تغيير تلك الظروف القاسية، بدأت ولاية كيزيلسو كيرغيز ذاتية الحكم ومدينة أتوشي في تنفيذ مشاريع التخضير والاستصلاح، حيث قامت حكومة الولاية باستثمار إجمالي 211 مليون يوان صيني لبناء قاعدة التخضير على الجبال الشمالية والجنوبية ليتم زراعة كل من الأشجار الرفيعة والشجيرات وتركيبات العشب بالإضافة إلى الأشجار المثمرة فيها، ووصلت مساحة التشجير إلى 2567 هكتار.
كان أنور بصفته أحد "رواد التشجير"، شاهدا على هذه المعجزة البيئية التي تحولت فيها الأرض القاحلة إلى أرض خصبة في مدينة أتوشي.
يقول أنور "إن النباتات في مدينة أتوشي قليلة ومتناثرة، والبيئة الإيكولوجية هشة للغاية. فلا يمكن تحسين البيئة بشكل حقيقي إلا من خلال تطوير الغابات."
بدءا من عام 2004، بدأت ولاية كيزيلسو كيرغيز في تنفيذ مشروع التخضير على الجبل الشمالي على ثلاث مراحل. ففي الفترة من عام 2004 إلى عام 2008، تم استثمار ما مجموعه 19.6 مليون يوان صيني وزراعة 380 ألف شجرة على مساحة 433 هكتار؛ وفي الفترة من عام 2011 إلى عام 2013، تم استثمار ما مجموعه 56.56 مليون يوان صيني وزراعة 764.7 ألف شجرة على مساحة 1200 هكتار. وفي عام 2017، نفذت مدينة أتوشي مشروع تخضير على المنحدر الشمالي للجبل الجنوبي، حيث تجاوزت الاستثمارات في هذا المشروع 71 مليون يوان الصيني وتم زراعة 164.4 ألف شجرة على مساحة 500 هكتار.
في هذا المكان تبدو "زراعة شجرة والحفاظ عليها أصعب من تربية طفل"، وبعد 17 عاما من الكفاح المستمر للمسؤولين والسكان المحليين، أصبحت صحراء غوبي "سابقا" حديقة و "مولد أكسجين طبيعي" لمدينة أتوشي.
قامت إدارة قاعدة التخضير ببناء مشاريع الري الموفرة للمياه والطرق ومشاريع السيطرة على الفيضانات، وأنشأت 3 محطات للإدارة والحماية، مما خلق 359 فرصة عمل للسكان المحليين.
جوماهونغ هي إحدى حراس الغابات في قاعدة التخضير على الجبل الشمالي، ويتضمن عملها تسميد وتقليم شتلات الأشجار المثمرة مثل أشجار عناب والجوز، وتقول إنها عملت كحارسة للغابة لأكثر من 3 سنوات، وإنها سعيدة جدا برؤية الأشجار التي تتابع نموها بعناية تنمو يوما بعد الآخر.
أصبح معدل بقاء الأشجار في قاعدة التشجير في مدينة أتوشي يصل إلى 95%، وقد تحسنت الفوائد البيئية لها بشكل كبير. وبدأت أشجار الخوخ والعناب والجوز المزروعة في الجبل الجنوبي أن تثمر بالفعل.
وقال أنور: "في الخطوة التالية، سنزيد من معدلات الجودة والكفاءة من خلال زراعة أنواع جديدة من الأشجار المثمرة عالية الجودة لتحقيق الفوائد البيئية والاقتصادية في آن واحد."