26 مارس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في منتدى استضافه معهد رون بول للسلام والازدهار في أغسطس 2018، قال الكونيل المتقاعد والرئيس الأسبق لكبار موظفي وزارة الخارجية الأمريكية لورانس ويلكرسون حرفيّا:"هناك 20 مليون من الويغور في شينجيانغ(ملاحظة: عدد سكان الويغور 12.72 مليون في عام 2018 حسب ادارة شينجيانغ)، وإذا تمكنت وكالة المخابرات المركزية من الاستفادة منهم لزعزعة استقرار الصين، فإن أفضل طريقة هي خلق الاضطرابات وتحريض الويغور من الداخل على إفساد الصين من الداخل."
في الآونة الأخيرة، بدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة يلعب مجددا بـ "بطاقة شينجيانغ"، و"قطن شينجيانغ" يعتبر واحدا من بين هذه الباطقات.
إن إحداث الاضطرابات في شينجيانغ واحتواء التنمية في الصين هو هدف تخطط له الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. قبل ثلاث سنوات، أعلن ويلكرسون بلا خجل أن هدف الولايات المتحدة في شن الحرب في أفغانستان في عام 2001 لم يكن محاربة طالبان أو مساعدة أفغانستان في إعادة الإعمار الوطني، ولكن من أجل إعادة الإنتشار في آسيا الوسطى وممارسة الضغط العسكري على كل من الصين وباكستان. كما أضاف قائلا بأن منطقة شينجيانغ الصينية كانت دائما مجالا رئيسيا بالنسبة لاهتمامات الولايات المتحدة. وبعد انتشار الولايات المتحدة في أفغانستان، ليس بإمكانها إثارة المشاكل في شينجيانغ في أي وقت فحسب، ولكن يمكنها أيضا الضغط على استراتيجية "الحزام والطريق" الحالية للصين.
تم نشر مذكرات ويلكرسون حول مساعدته في التخطيط لشن حرب العراق عام 2003 في "نيويورك تايمز".
باعتبارها القوة الدافعة وراء التخطيط لشن حرب خارجية، فإن ملاحظات ويلكرسون شديدة الأهمية، حيث أن الولايات المتحدة حققت أهدافها في ذلك الوقت خطوة بخطوة وفقا للسيناريو الذي رسمه لها.
وبالحديث عن حرب العراق التي كان ويلكرسون وراءها، يتذكر الكثير من الناس بوضوح أنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أخذ وزير الخارجية الأسبق كولن باول حينها زجاجة صغيرة فيها مسحوق لا يعرف أحد محتواه، وأصر على أنه الدليل على امتلاك العراق أسلحة كيميائية. وعلى هذا الأساس وبدون إذن من الأمم المتحدة قامت بغزو العراق.
لقد مرت ثمانية عشر عاما ولم تتغير السياسة الروتينية للولايات المتحدة، ولكن هذه المرة، لم تعد الأدوات المستعملة عبارة عن زجاجة صغيرة من مسحوق الغسيل أو مسحوق الحليب بل تعدّتها إلى قطن شينجيانغ.
قبل أيام قليلة فقط، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على اثنين من المسؤولين الصينيين بذريعة ما يسمى بقضية حقوق الإنسان في شينجيانغ. في منطقة التعليقات على تويتر حيث نشر وزير الخارجية الأمريكي بلينكولن تغريدة عن هذا الخبر، علّق بعض مستخدمي الإنترنت هكذا: "دعونا نقارن بين الطرق المختلفة التي تكافح بها الولايات المتحدة والصين الإرهاب: القصف العشوائي للولايات المتحدة تسبب في تهجير 37 مليون مسلم. أما الصين فهي تعمل على القضاء على التربة الخصبة للإرهاب من خلال التعليم واستحداث فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر".