طرابلس 25 مارس 2021 (شينخوا) أجرى وفد أوروبي ضم وزراء خارجية فرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، وإيطاليا لويغي دي مايو، مباحثات اليوم (الخميس)، في طرابلس تناولت العلاقات الأوروبية الليبية في ظل السلطة التنفيذية الجديدة التي تقود البلاد في المرحلة الراهنة وصولًا إلى الانتخابات العامة نهاية العام الجاري.
والتقى الوفد مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة الذي عبر عن "شكره وامتنانه لموقف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والشركاء الأوربيين كافة علي دعمهم لخريطة الطريق وحرصهم على التوافق بين الفرقاء الليبيين".
وأكد الدبيبية "استعداد حكومة الوحدة الوطنية لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع الدول كافة مما يعزز دور ليبيا في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، بحسب بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة الليبية عبر حسابه على ((فيسبوك)).
وتطرق اللقاء، بحسب البيان، إلى "عدة ملفات على رأسها إرساء قواعد للتعاون المشترك وعودة للشركات الأوروبية لاستكمال مشاريعها المتوقفة في ليبيا وكذلك عودة شركات الطيران من وإلى ليبيا، بالإضافة إلى تعزيز تواجدهم الدبلوماسي من داخل طرابلس ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية كونها مسؤولية تضامنية بين ضفتي المتوسط".
كما تم خلال اللقاء "تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والإعداد للإستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم".
وعبر الوفد الأوروبي عن "تهانيه للشعب الليبي وحكومة الوحدة الوطنية، للبدء في إنجاز خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي، والتي أنهت حالة الانقسام المؤسسي وتشكيل مؤسسة تنفيذية واحدة".
ووفقا للبيان، أبلغ أعضاء الوفد الدبيبة "حرص بلدانهم علي ترسيخ الاستقرار في ليبيا لما له من أهمية بالغة في استقرار دول الجوار وحوض البحر المتوسط، وأن زياراتهم هذه تشكل رسالة أوروبية موحدة لدعم جهود حكومة الوحدة الوطنية".
وأكد الوزراء الثلاثة "تصميم بلدانهم علي تقديم مختلف وسائل الدعم والمساندة لحكومة الوحدة الوطنية للإيفاء بالتزاماتها كافة حيال العديد من الملفات ذات الأولوية في عملها".
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزراء الثلاثة، أكدت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، ضرورة خروج المرتزقة كافة من الأراضي الليبية بشكل فوري، مشددة على أن رفض أي مساس بسيادة ليبيا هو في صلب أساس استراتيجية عمل وزارتها.
وقالت المنقوش خلال المؤتمر الصحفي، "اتفقنا مع الوزراء الأوروبيين على عودة السفارات ومنح التأشيرات من داخل ليبيا وليس من خارجها"، لافتة إلى أن استقرار ليبيا إقليميا ينعكس إيجابا على أوروبا.
فيما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن "التقدم الذي شهدته ليبيا هو إحدى النقاط المضيئة القليلة في السياسة الخارجية خلال العام الماضي"، مجددًا التأكيد على "ضرورة انسحاب المرتزقة كشرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة في ليبيا".
وأشار الوزير الألماني إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل مراقبة حظر السلاح في ليبيا.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان الى فتح "الطريق الساحلي سرت" المؤدي إلى مناطق الشرق الليبي، مجددا التأكيد على سحب المرتزقة الأجانب من ليبيا.
وقال وزير خارجية إيطاليا دي مايو خلال المؤتمر الصحفي المشترك، "تابعنا بابتهاج منح مجلس النواب الثقة لحكومة الوحدة الوطنية"، مضيفا أن إيطاليا مقتنعة بأنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة في ليبيا".
وأعرب عن ارتياحه لإعادة فتح تصدير النفط الليبي وتبني أجندة حكومة الوحدة للأمور العاجلة لليبيين.
وأكد دعم إيطاليا للجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جهودها المبذولة في المسار الأمني، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف قائلا "علينا أن نضاعف الجهود لتدريب حرس الحدود والبحرية الليبية، وسنستمر في التعاون مع ليبيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية".
وتأتي الزيارة المشتركة بعد أقل من أسبوعين على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما أنها الثانية لوزير الخارجية الإيطالي دي مايو في أقل من أسبوع.
وانتخب عبد الحميد الدبيبة، رئيسا للحكومة ضمن سلطة تنفيذية جديدة في البلاد في الخامس من فبراير الماضي، ومنح مجلس النواب الليبي حكومته الثقة خلال جلسة في سرت في العاشر من مارس الجاري، قبل أن تؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان في منتصف الشهر الحالي في مدينة طبرق شرق البلاد.
ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، عانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة لكن البلاد يسودها في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي.