تونس 25 مارس 2021 (شينخوا) تعززت الحملة الوطنية التونسية للتلقيح ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بدفعة من جرعات لقاح "سينوفاك" الصيني كانت بكين قد تبرعت بها لتونس.
ووصلت هذه الدفعة من لقاح "سينوفاك" الصيني، اليوم (الخميس) إلى مطار تونس قرطاج الدولي على متن طائرة عسكرية تونسية قادمة من الصين.
وكان في استقبال الدفعة وزير الصحة التونسي فوزي المهدي، والمدير العام للصحة العسكرية التونسية مصطفى فرجاني، وسفير الصين لدى تونس تشانغ جيان قوه.
وقال وزير الصحة التونسي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه الدفعة من اللقاح الصيني ضد فيروس كوفيد-19، هي الثالثة التي تتلقاها تونس بعد حصولها على لقاحات (سبوتنيك5) الروسي و(فايزر- بيونتك) الأمريكي-الألماني".
وتابع المهدي أن هذه الدفعة "ستُخصص لتلقيح كبار السن والعاملين في القطاع الطبي وشبه الطبي المُسجلين في المنصة الإلكترونية لتلقي التلقيح التي تُعرف باسم (إيفاكس)".
وشدد بالمناسبة على أن "مساهمة الصين في معركة تونس ضد (كوفيد-19) ثابتة وواضحة، ذلك أن التعاون بين البلدين ليس حديث العهد، وإنما يعود لفترة طويلة ويشمل مختلف المجالات، وخاصة منها الصحي، وهو ما يعكسه المستشفى الجامعي بمحافظة صفاقس، الذي تم تشييده بتمويل صيني".
وأعرب الوزير التونسي في هذا السياق عن امتنناه الكبير للصين، حكومة وشعبا، لتقديمها هذه الهبة الكبيرة التي ستساعد تونس كثيرا في تسريع عملية التطعيم ضد (كوفيد-19) وفقا للاستراتيجية، التي ضبطتها الحكومة التونسية في الحملة الوطنية للتلقيح.
وأطلقت تونس في 13 من مارس الجاري حملة للتلقيح ضد (كوفيد-19) في 25 مركزا موزعا على مختلف مناطق البلاد ضمن استراتيجية وطنية، وهي تُخطط لتلقيح 50 % من التونسيين قبل نهاية العام الجاري.
وبلغ عدد سكان تونس في يناير 2020، أكثر من 11.7 مليون نسمة، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.
وتتطلع تونس إلى أن تساهم هذه الدفعة من اللقاح الصيني في تعزيز حملتها للتلقيح ضد هذا المرض، التي تم خلالها لغاية أمس الأربعاء تلقيح 26 ألفا و536 شخصا، بحسب بيان وزعته اليوم وزارة الصحة.
وتابع وزير الصحة التونسي أنه "على الرغم من أن الوضع الوبائي في تونس في علاقة بمرض كوفيد-19 أصبح مستقرا نسبيا، فإننا مازلنا نلاحظ ارتفاعا طفيفا في عدد حالات الاستشفاء".
وشدد المهدي على ضرورة "تعزيز معدل اليقظة والوقاية وعدم التهاون في تطبيق البروتوكولات الصحية".
بدوره، أعرب المدير العام للصحة العسكرية التونسية مصطفى فرجاني، عن "امتنانه للصين على هذه الهبة، التي من شأنها دعم وترسيخ التعاون الثنائي والشراكة مع الصين".
وقال فرجاني لـ((شينخوا)) إن هذه الهبة "تعكس بشكل مثالي المستوى الاستراتيجي للتعاون الثنائي التونسي الصيني، الذي يشمل عدة مجالات من بينها الصحة العسكرية (...) ونود بهذه المناسبة أن نشكر وزارة الدفاع الصينية".
وأشار الفرجاني إلى أن هذه اللقاحات "ستقدم وفق الأولويات التي حددتها اللجنة الوطنية لمكافحة كوفيد-19، ولا سيما الأفراد العاملين في الخطوط الأمامية ضد هذا المرض، وهم الكوادر الطبية وشبه الطبية".
وقبل ذلك، أكدت الرئاسة التونسية في بيان وزعته مساء أمس أن جرعات من لقاح "سينوفاك" الصيني المضاد لمرض كورونا سيتم توزيعها بإذن من الرئيس قيس سعيد، على مستحقيها وفق الأولويات المضبوطة في الغرض، وذلك بالتنسيق بين الجهات المختصة العسكرية والمدنية".
وقال سفير الصين لدى تونس تشانغ جيان قوه لـ((شينخوا)) إنه "بفضل الجهود المشتركة للبلدين، وصلت إلى تونس هذه الدفعة من اللقاح الصيني لتُصبح بذلك الصين أول دولة تتبرع لتونس باللقاح المضاد لكورونا الجديد".
وأعرب عن اقتناعه بأن هذه اللقاحات ستساهم في السيطرة على الوضع الوبائي في تونس، بما يمكن من حماية صحة التونسيين، إلى جانب المساهمة في تعافي اقتصاد البلاد".
وتابع الدبلوماسي الصيني قائلا، إنه "مع بدء انتشار الوباء في الصين وجه رئيس التونسي قيس سعيد، رسالة تعاطف وتضامن إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما تواصلت تونس حكومة وشعبا مع الصين".
وأشار إلى "أن الرئيس شي، أرسل بدوره رسائل إلى نظيره التونسي أكد له فيها استعداد الصين لدعم تونس في حربها ضد الوباء لضمان حق الشعبين في الحياة والصحة".
وأضاف أن هذه الدفعة من اللقاحات، التي تبرعت بها الصين لتونس "تعكس الأهمية التي تعلقها الصين على العلاقات الثنائية، وكذلك أيضا الصداقة العميقة التي تجمع بين البلدين"، مؤكدا في نفس الوقت على "دور الصين في تعزيز بناء مجتمع صحي للإنسانية".
وقال السفير تشانغ إن "البشرية تخوض الآن معركة شاقة ضد (كوفيد-19)، الذي تحول إلى عدو مشترك، وهزيمته مهمة للصين، ولتحقيق ذلك، نرى أن التضامن والتعاون الدولي هما خيارنا الوحيد: اللقاح أولوية اللحظة وتظل عنصرا حاسما في تعاون المجتمع الدولي لمكافحة الوباء".