مقابلة: لافروف يقول إن روسيا والصين تقدمان قدوة في كيفية بناء العلاقات

موسكو 22 مارس 2021 (شينخوا) قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الصين شريك استراتيجي حقيقي لروسيا ودولة مماثلة الفكر، ويجب أن يكون حوارهما القائم على الثقة والاحترام المتبادلين قدوة للدول الأخرى.

وقال لافروف لوكالة أنباء ((شينخوا)) والعديد من وسائل الإعلام الأخرى في مقابلة أجريت عبر الإنترنت، قبل زيارته الى الصين يومي الاثنين والثلاثاء، إن "العلاقات الروسية-الصينية الحالية تقيم من قبل قادتنا ومواطنينا في الوطنين بأنها الأفضل في تاريخهم بأكمله. وهذا تقييم مستحق وعادل".

وقال الدبلوماسي الروسي الكبير إن "العلاقات الروسية-الصينية تتسم بالشراكة الشاملة والتنسيق الاستراتيجي وقد دخلت حقبة جديدة"، مضيفا أن العلاقات الثنائية من وجهة نظره قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق بفضل المعاهدة الصينية-الروسية لحسن الجوار والتعاون الودي الموقعة في يوليو عام 2001.

وبينما تحل الذكرى العشرين لتوقيع المعاهدة هذا العام، أشاد لافروف بالتعاون "الديناميكي" بين روسيا والصين على مدى العقدين الماضيين، واصفا الاتفاقية بأنها وثيقة "تاريخية" أرست الأسس السياسية والقانونية لنمط جديد من العلاقات بين البلدين.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن "نموذج التفاعل بين روسيا والصين خال تماما من أي قيود أيديولوجية. إنه ذو طبيعة أصيلة ولا يخضع لأية عوامل انتهازية ولا يستهدف أي دولة ثالثة".

في الوقت نفسه، أشار لافروف إلى أن الوضع الدولي يمر بتغيرات عميقة، مع تنامي قوة مراكز النفوذ الاقتصادي والمالي والسياسي الجديدة.

وقال "ومع ذلك، فإن هذه التطورات الموضوعية، التي تؤدي إلى تشكيل عالم متعدد الأقطاب وديمقراطي حقا، تُعرقل للأسف من الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة"، مضيفا أنها تسعى لمواصلة الهيمنة بأي ثمن على الاقتصاد العالمي والسياسة وفرض إرادتها وشروطها على الآخرين.

وردا على ذلك، قال لافروف إن البلدين يعملان على تعزيز أجندة بناءة وموحدة ويأملان في أن يكون نظام الحوكمة الدولي عادلا وديمقراطيا ويعمل بسلاسة ويستند إلى تفاعل مكثف بين الدول ومبادراتها الرامية للتكامل.

وأردف لافروف أن "التعاون بين روسيا والصين على الساحة الدولية يؤثر بشكل عام على استقرار الوضعين العالمي والإقليمي"، مضيفا أن "الحوار القائم على الثقة والاحترام المتبادلين يجب أن يكون قدوة للدول الأخرى".

وسلط لافروف الضوء على تقليد إقامة الأعوام المشتركة بين البلدين منذ عام 2006، مثل العامين الوطنيين، وعامي التبادلات الودية بين الشباب، وعامي السياحة، وعامي اللغة، وغيرها من المشاريع المماثلة، التي أدت إلى تعزيز أسس الصداقة الروسية-الصينية بشكل كبير وإثراء العلاقات.

وأشار لافروف إلى تخطيط أكثر من 1000 حدث للعام الصيني-الروسي للابتكار العلمي والتكنولوجي 2020-2021.

كما أشار إلى إقامة عدد من الفعاليات والمؤتمرات الخاصة بتبادل الخبرات في مجال مكافحة فيروس كورونا الجديد في إطار عام الابتكار العلمي والتكنولوجي.

وقال "لقد حافظنا على تعاون وثيق للغاية منذ التقارير الأولى عن اندلاع كوفيد-19. وقدم الجانبان على الفور المساعدة المتبادلة: قدمنا المساعدة لأصدقائنا الصينيين الذين قدموا يد العون للروس فيما بعد".

وقال لافروف "أؤكد مرة أخرى أننا قدمنا قدوة لكل الدول في كيفية بناء العلاقات مع بعضها البعض".