2 مارس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لخّص الأستاذ الأمريكي في جامعة شيامن الصينية ويليام براون، التغيرات التي شهدتها الصين على مدى العقود القليلة الماضية في جملة واحدة: " الصينيون لم يمتلكوا المال في الماضي، ولا يمتلكون المال في الحاضر". ما هو أعظم سحر للصين بالنسبة لويليام براون؟ لماذا يقول إن الشعب الصيني اليوم "لا يملك المال"؟
بعد سبعة سنوات من تقاعده من القوات الجوية الأمريكية عام 1981، باع ويليام براون عمره 32 عاما، شركته، وانتقل مع عائلته للعيش في الصين. ولم يتوقف طوال 30 عامًا عن إخبار أقاربه وأصدقائه عن الصين من خلال الرسائل.
لم يكن ويليام براون مهتمًا بالصين على الإطلاق في سن العشرين، وأوضح: " كنت أفكر في الذهاب الى أستراليا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط، وفي أي مكان آخر باستثناء آسيا، لان الأخيرة لم تكن ضمن المقررات المدرسية، ولا نعرف شيء عنها." لكن، بعد انقاله للعيش في الصين، وجد أن كل شيء في الصين كان جذابًا للغاية! لم يستطع ويليام براون إلا أن يتواصل مع أقاربه وأصدقائه عبر الرسائل لإخبارهم عن الصين التي رآها. وكتب ويليام براون عن الصين في أول رسالة الى عائلته عام 1988، قائلا:" هناك في الصين الجيد والسيء". لكن، الرسالة اغضبت اقاربه وأصدقائه الذين كانوا ينتظرون سماع الجانب السيء فقط، والذي يجعلهم يشعرون بتفوقهم.
وفي جدال بين بعض الخبراء في الشؤون الصينية في الغرب الذين يزعمون بأن التغيرات في الصين شملت المناطق الساحلية فقط، وليس المناطق النائية، وويليام براون ، سألهم الأخير:" كيف تعرفون، وأنتم لم تزورونها يوما؟"، رد هؤلاء:" أنت أيضا لم تزرها ".
بعد هذا الجدال، قرر ويليام براون أن يرى بأم عينيه ما يحدث في المناطق النائية من الصين، وسافر مرتين لاكتشاف المناطق النائية في الصين.
المرة الأولى، في عام 1994، حيث كانت ظروف الطريق سيئة للغاية، قطع هو وعائلته أكثر من 40 ألف كيلومتر عبر الصين، بما في ذلك التبت ومنغوليا الداخلية وصحراء جوبي. وعلى طول الطريق، أولى ويليام براون اهتماما خاصا لزيارات المناطق الفقيرة في غرب الصين مثل نينغشيا، وتشينغهاي، وقد تأثر بعمق بجهود الحكومة الصينية لمساعدة الفقراء في المناطق النائية. وفي هذا الصدد، قال ويليام براون: "كانت نينغشيا فقيرة للغاية في ذلك الوقت، حيث كانوا قد بدأوا بالفعل في بذل جهود كبيرة لإصلاح الطرق وتوصيل الكهرباء ...”
والمرة الثانية، في عام 2019، ووصف ويليام براون حجم التغيرات في الصين بجملة فكاهية قائلا:" الصينيون لم يكن لديهم مال في عام 1988، ولا يملكون المال اليوم أيضا! (لأنهم يستخدمون الهواتف المحمولة في كل شيء اليوم)."
مضيفا: "اليوم، يتواصل المزارعون في نينغشيا النائية ومناطق جبال الألب الجبلية في التبت يتواصلون معي من خلال الويتشاد، يبيعون ويشترون الأشياء عبر الإنترنت. لقد أثبتت الحقائق أن الإجراءات والتدابير التي اتبعتها الصين في توفير أدوات تخفيف حدة الفقر للناس في المناطق النائية والفقيرة لها أهمية كبيرة."
وقال ويليام براون الذي تأثر بشدة بعد أن شهد تطور الصين من دولة فقيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم:" هذه هي الصين، تعتمد على الوسائل الاقتصادية فقط، وليس الوسائل العسكرية."
باختصار، يأمل ويليام براون أن يدرك بعض الساسة الغربيين بوضوح أن الصين لم تعد دولة ضعيفة، ومن المستحيل للغرب نهب ثروتها دون تكلفة. ويجب على من يريد جني الأموال من الصين أن يقوم بأنشطة تجارية حقيقية وتقديم قيمة حقيقية.