بكين 9 فبراير 2021 (شينخوا) أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) بالتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، داعيا الدول المعنية إلى الحفاظ على الزخم والعمل معا من أجل فتح فصل جديد في التعاون بين الجانبين.
وأدلى شي بهذه التصريحات أثناء إلقاء كلمة رئيسية في قمة الصين ودول وسط وشرق أوروبا،عبر رابط فيديو.
وقال شي: "التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا جزء لا يتجزأ من العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، والتي ينطوي تقدمها الطيب على فرص جديدة للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا".
"حاصل 17 + 1 قد يكون أكثر من 18"
وأشاد شي بالتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، قائلا إن "حاصل 17 زائد 1 قد يكون أكثر من 18".
في عام 2020، أحرزت العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بشكل عام تقدمًا جديدًا رغم التحديات التي سببتها جائحة (كوفيد-19). واختتم الطرفان المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار الشاملة وفقا للجدول الزمني المقرر، ووقعا اتفاقية المؤشرات الجغرافية، كما دشنا شراكات للتعاون الأخضر والتعاون الرقمي.
وقال شي: "وقف الجانبان بحزم أيضًا في مساندة التعددية وتصديا للتحديات العالمية معا".
وأشار شي إلى أن "التجارة بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا باتت اليوم أكبر بنحو 85 بالمئة مما كانت عليه قبل تسع سنوات"، مضيفًا أن خط السكك الحديد السريع بين الصين وأوروبا، وصل إلى معظم دول وسط وشرق أوروبا، مُقدما أكثر من 30 ألف خدمة شحن حتى الآن.
وانطلقت آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا في عام 2012 على خلفية أزمة الديون الأوروبية.
وقال شي: "تم إحراز تقدم مذهل في العديد من مشاريع التعاون، لاسيما ميناء بيرايوس في اليونان، ومصنع سميديريفو للصلب في صربيا، وجسر بيليساك في كرواتيا".
وشدد شي على أن التعاون بين الجانبين يقوم على الاحترام المتبادل ولا يرتبط بقيود سياسية، مضيفا أن جميع الدول المعنية، بغض النظر عن حجمها، شركاء متساوون في آلية تعاون تتميز بمشاورات مكثفة وإسهامات مشتركة ومنافع مشتركة.
وأشاد شي بالتقدم الذي أحرزته الصين ودول وسط وشرق أوروبا في تعاون الحزام والطريق. وقال إنه من خلال العمل بروح مبتكرة ورائدة، اتخذت الصين ودول وسط وشرق أوروبا خطوات مبكرة لاستكشاف إمكانية مواءمة التعاون عبر الأقاليم مع تعاون مبادرة الحزام والطريق، ما يجعل وسط وشرق أوروبا المنطقة الأولى التي وقعت فيها جميع الدول اتفاقيات بشأن تعاون الحزام والطريق.
تعزيز التعاون وسط المصاعب
قال شي: "إننا بحاجة إلى التصدي المباشر لمرض (كوفيد-19) وتعزيز الثقة في التعاون للتغلب على الأوقات العصيبة"، مضيفًا أن الصين ستعمل مع دول وسط وشرق أوروبا من خلال التضامن والتنسيق والتعاون لإكمال المهمة الملحة للاستجابة للمرض.
إن اللقاحات المضادة لـ(كوفيد-19) بمثابة سلاح قوي لهزيمة فيروس كورونا المدمر، وتلك اللقاحات التي طورتها وأنتجتها الصين تحظى بانتشار وإقبال. وقد تلقت صربيا مليون جرعة لقاح من شركة صينية حتى الآن، وهناك تعاون مستمر بين المجر وشركات اللقاحات الصينية.
وأضاف شي أن "الصين ستدرس بنشاط مثل هذا التعاون مع دول أخرى في وسط وشرق أوروبا، إذا كانت هناك حاجة لذلك".
وفي إشارته إلى أن الصين ودول وسط وشرق أوروبا بحاجة إلى وضع مسارات سلسة للتعاون من أجل تحقيق التنمية المترابطة، اقترح شي متابعة تعاون الحزام والطريق عالي الجودة. وهذا يعني تسريع العمل بالمشاريع الهامة مثل خط السكة الحديد بين بودابست وبلغراد، ومواصلة تطوير خط السكة الحديد السريع بين الصين وأوروبا، لإطلاق كامل إمكانات التعاون.
ولتحقيق نتائج تعاون ملموسة وزيادة محصلات التعاون التي تعود بالفائدة على الجانبين، أشار شي إلى السنوات الخمس المقبلة على وجه الخصوص. وقال إن الصين تعتزم "استيراد بضائع من دول وسط وشرق أوروبا بقيمة تتجاوز 170 مليار دولار أمريكي" وتعتزم أيضا "العمل على مضاعفة الصادرات الزراعية من دول وسط وشرق أوروبا إلى الصين، وزيادة التجارة الزراعية المتبادلة بنسبة 50 بالمئة".
ومعربا عن تطلعه إلى تحقيق التنمية الخضراء وإنشاء محركات للتعاون الموجه نحو المستقبل، حث شي أيضًا على النهوض بالتعاون الدولي بشأن تغير المناخ. كما حث على التنفيذ المشترك لاتفاقية باريس والاستفادة من مختلف أنماط الأعمال التجارية الناشئة لتوسيع نطاق التعاون في الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية وقطاع الصحة.
وقال ليو تسوه كوي، وهو باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن "المقترحات التي طرحها شي لتعزيز التعاون مع دول وسط وشرق أوروبا، أولت الاهتمام الكافي بالمصالح الجوهرية لتلك الدول. كما جسدت شعور الصين بالمسؤولية العالمية والاستعداد للعمل من أجل تحقيق نتائج تفيد الجميع".
انفتاح الصين من أجل توسيع آفاق التعاون
وقال شي إن "الصين ودول وسط وشرق أوروبا تتشارك الاقتناع بأن الانفتاح يجلب الفرص والشمول يضمن التنوع. وهذا هو السبيل لتحقيق الحيوية المستدامة للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا".
وقد تعهد شي خلال خطابه بأن تواصل الصين فتح أبوابها على نطاق أوسع، مع التركيز على الانفتاح المؤسسي الذي يشمل القواعد واللوائح والإدارة والمعايير، لتوسيع آفاق التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وقال: "سنواصل جهودنا لتعزيز بيئة أعمال قائمة على مبادئ السوق، ويحكمها القانون، وتتوافق مع المعايير الدولية".
ويوافق هذا العام بداية خطة الصين الخمسية الـ14 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبدء رحلتها الجديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة.
وتنشئ الصين أيضًا نمطًا تنمويًا جديدًا، يتخذ من التداول المحلي دعامة أساسية، وتعزز فيه التداولات المحلية والدولية بعضها البعض.
وقال شي: "هذا سيطلق كامل إمكانات سوق الصين الهائلة والطلب المحلي الناتج عن 1.4 مليار نسمة، ما يشمل أكثر من 400 مليون صيني من ذوي الدخول المتوسطة. وبالتالي، سيعزز الطلب العالمي ويخلق المزيد من الفرص لبقية العالم".
وتعهد الرئيس الصيني بالاضطلاع بدور أكثر فعالية في التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف والإقليمي الذي يقدم مستويات أعلى من المنفعة المتبادلة للجميع.
وقال شي "نرحب أيضًا بمشاركة الدول الأخرى والمنظمات الدولية فيما نضطلع به من تعاون لتحقيق نتائج مفيدة للجميع".