القاهرة 6 فبراير 2021 (شينخوا) خضع آلاف الأطباء في مصر، اليوم (السبت)، لامتحان إلكتروني موحد على مستوى الجمهورية، كشرط للحصول على رخصة مزاولة الطب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، في خطوة تهدف إلى النهوض بمهنة الطب في مصر.
وذكرت وزارة الصحة والسكان، أن وزيرة الصحة هالة زايد تابعت عن كثب اليوم "عملية سير الامتحان القومي لمزاولة مهنة الطب"، للوقوف على أية تحديات قد تواجه الأطباء الخريجين خلال أداء الامتحان، وحلها على الفور.
ويعقد "الامتحان القومي لمزاولة مهنة الطب" لأول مرة في تاريخ مصر، ويشترط للقيد لأول مرة في سجلات وزارة الصحة أن يجتاز الطبيب الامتحان، على أن يتم القيد لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لمدد مماثلة، طبقا للقانون رقم 153 لسنة 2019، حسبما ذكر المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان.
ويطبق هذا الأمر على خريجي كليات الطب بجميع الجامعات المصرية، بداية من دفعة ديسمبر 2019، بهدف التأكد من أن الخريجين مؤهلين لممارسة مهنة الطب، وكذلك التأكد من حصولهم على التدريب المناسب قبل الحصول على ترخيص مزاولة الطب.
وتتعاون وزارة الصحة مع كل من هيئة التدريب الإلزامي، ووزارتي التعليم العالي، والتربية والتعليم، وبنك المعرفة المصري، لإتمام جميع الإجراءات الخاصة بعقد الامتحان.
وأدى الأطباء الامتحان إلكترونيا، حيث قام اليوم أكثر من تسعة آلاف طبيب خريج بالدخول على منصة إلكترونية محددة، وتسجيل أسمائهم وكلمات المرور وبياناتهم، ومطابقتها بقاعدة البيانات المسجلة على المنصة، بالإضافة إلى استخدام بصمة التعريف بالوجه للتأكد من شخصية الطبيب خلال المدة الزمنية المحددة لإتمام الامتحان، كما تحتوي المنصة على نظام مراقبة إلكتروني طيلة مدة الامتحان، وفقا للبيان.
وتكون الامتحان، الذي تبلغ مدته 3 ساعات، من 100 سؤال اختيار من متعدد، ويشمل التخصصات الطبية الخمس وهي الجراحة العامة، وطب الأطفال، والباطنة، وطب الطوارئ، والنساء والتوليد، وبعض الأسئلة عن طرق مكافحة العدوى، وعلم الأوبئة، والرعاية الصحية، وسلامة المريض، وقوانين وأخلاقيات المهنة.
وأوضح مجاهد، أن أسئلة الامتحان موحدة على مستوى الجمهورية بنماذج مختلفة لكل طبيب خريج، ما يضمن المساواة وتكافؤ الفرص للجميع.
وبلغت نسبة النجاح في امتحان اليوم 99.2 %، فيما بلغت نسبة الرسوب 0.8 %، بحسب البيان.
من جانبه، قال الدكتور إيهاب كمال مساعد وزيرة الصحة والسكان لشؤون التعليم الطبي المهني، إنه سيتم عقد الامتحان مرة أخرى خلال يومي 13 و21 فبراير الجاري، لتمكين الأطباء من تحسين نتائجهم، ومنح فرصة أخرى أمام الخريجين الذين لم يأدوا الامتحان اليوم.
وتظهر نتيجة الامتحان على المنصة الإلكترونية فور الانتهاء منه، على أن يتم احتساب النسبة الأعلى في الاختبارات.
وتابع كمال، أن الحد الأدنى لاجتياز الامتحان 50 %، أما في حالة رسوب الطبيب خلال الـ 3 محاولات، فيمكنه إعادة الامتحان مرة أخرى في سبتمبر المقبل.
وبمجرد النجاح في الاختبارات، سيكون للطبيب الحق في استخراج تصريح مزاولة المهنة لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد وفق اشتراطات قانون مزاولة المهنة الجديد.
بدورها، كشفت الدكتورة نجوي الشافعى وكيل مجلس نقابة الأطباء، عن أن النقابة كانت ترفض في البداية إجراء مثل هذه الامتحانات.
وقالت الشافعي، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "النقابة حاولت إقناع وزارة الصحة بالعدول عن إجراء هذا الامتحان، خاصة أن هؤلاء الطلبة امتحنوا فى الجامعات".
وأضافت أن "الوزارة أصرت على عقد الامتحان، على عكس رغبة النقابة، لذلك طلبت النقابة أن يتضمن الامتحان المعلومات الإكلينيكية الأساسية التي من المفترض أن يكون الطبيب قد تدرب عليها أثناء سنة الامتياز".
وتابعت "لقد اتفقنا مع وزارة الصحة على إجراء الامتحان بنظام نجاح ورسوب وليس درجات، لأنه ليس من العدل أن يعود الطبيب للمذاكرة من جديد، وتقاس كفاءته بمجموع درجات".
ومع ذلك، وصفت الشافعي الامتحان الذي عقد اليوم بأنه "جيد ونسبة النجاح كبيرة".
وأشارت إلى أن الهدف من الامتحان، حسب وزارة الصحة، هو التأكد من كفاءة الطبيب ومهاراته في التعامل مع المرضى من أجل النهوض بمهنة الطب في مصر.