عدن، اليمن 24 يناير 2021 (شينخوا) بدأت في العاصمة الأردنية عمان اليوم (الأحد) جولة جديدة من مشاورات تبادل الأسرى والمعتقلين بين أطراف الصراع في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
والجولة الجديدة هي الخامسة من نوعها التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن ملف تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي.
وانعقدت آخر جولة مشاورات بشأن الأسرى في سبتمبر الماضي بمدينة مونترو السويسرية، وتوجت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير ومعتقل بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين، في أكبر صفقة لتبادل الأسرى منذ بدء الحرب في اليمن أواخر 2014.
وقبل مشاورات سويسرا، عقدت جولات تمهيدية من المشاورات في الأردن آخرها في فبراير العام الماضي.
وتأتي هذه المشاورات في ملف الأسرى والمعتقلين، بناء على اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر 2018 خلال مشاورات ستوكهولم بالسويد، حيث وقعت الحكومة والحوثيين حينها اتفاقا من عدة نقاط، منها الافراج عن الأسرى والمعتقلين تحت قاعدة (الكل مقابل الكل)، وتم وقتها تبادل أسماء لأكثر من 15 ألف شخص ضمن قوائم المطلوب الإفراج عنهم.
وتنعقد المشاورات الجديدة حاليا في الأردن برعاية من الأمم المتحدة، وإشراف مباشر من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وحث غريفيث طرفي المشاورات الجارية على أن تتصدر أولويات مناقشاتهما إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال إضافة إلى إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين تعسفياً بمن فيهم النساء على الفور "دون أي قيد أو شرط".
وقال مصدر يمني مفاوض لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الجلسة الافتتاحية اليوم عقدت بحضور غريفيث، وممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفريقي الحكومة والحوثيين.
وأضاف أن جلسة اليوم كانت "مجرد اجتماع افتتاحي بروتوكولي" لكن "سيتم مواصلة الجلسات يوم غد الاثنين".
وتابع "ستكون جلسات النقاش مباشرة بين وفدي الفريقين" ممثلي الحكومة والحوثيين.
وأشار المصدر إلى أن الفترة الزمنية للمشاورات القائمة لم تحدد بعد، وستعتمد على مدى التقدم في الجلسات.
وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع على المشاورات الجارية في الأردن، إن هذه الجولة ستكون "حاسمة" في جزئية منها، لكن سقف التوقعات لنتائج الجولة منخفض.
وأوضح المصدر، لـ ((شينخوا)) مفضلا عدم كشف هويته، أن "سقف التوقعات لنتائج هذه الجولة غير مرتفع، ولا نتوقع تحقيق تقدم كبير خاصة وأن الجولة تأجلت عدة مرات".
وتأجل انعقاد هذه المشاورات لثلاث مرات خلال أكتوبر وديسمبر الماضيين ومنتصف يناير الجاري.
واستدرك المصدر قائلا "يظل التفاؤل قائما".
وبحسب المصدر، فان هذه الجولة من المفترض أن تكون حاسمة فيما يتعلق بطلب الحكومة الإفراج عن أربع شخصيات مشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216؛ وهذا كان متفق عليه في الجولة السابقة.
والأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي هم وزير الدفاع السابق في الحكومة اليمنية اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، واللواء فيصل رجب قائد اللواء 119 مشاة سابقا، والسياسي محمد قحطان، القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للاصلاح.
وأشار المصدر إلى أن التصنيف الأخير من قبل واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية" وما لوحظ من تشدد في المواقف خاصة بعد هجوم مطار عدن الدولي نهاية ديسمبر الماضي، "قد يعرقل الإفراج عن الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن في هذه الجولة".
وأعلنت الإدارة الأمريكية السابقة في الحادي عشر من الشهر الجاري جماعة الحوثي في اليمن "منظمة إرهابية أجنبية"، ورحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بالتصنيف واعتبرت أنه ينسجم مع مطالبها.
وجماعة الحوثي في اليمن، جماعة مسلحة تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني ذات الكثافة السكانية منذ أواخر 2014 .
ويخوض الحوثيون معارك ضد القوات الحكومية في مناطق واسعة من اليمن منذ ست سنوات.