تونس 19 يناير 2021 (شينخوا) أكد رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، اليوم (الثلاثاء) أن "التحركات الليلية غير بريئة ولا مجال لبث الفوضى"، وذلك في أول رد فعل على الاحتجاجات الليلية التي عرفتها غالبية مدن البلاد خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقالت رئاسة الحكومة التونسية، في بيان، إن هذا التأكيد جاء في كلمة ألقاها اليوم هشام المشيشي خلال إجتماع مع القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية، خُصص لاستعراض الوضع الأمني الحالي واستعدادات مختلف الأجهزة الأمنية في مختلف أنحاء البلاد، خاصة مع "تواتر أحداث التخريب والعمليات الاجرامية التي شهدتها عدة مناطق من البلاد".
وشدد في هذا الصدد على أن "أعمال النهب والسرقة ولاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة، لا تمت بصلة للتحركات الاحتجاجية، والتعبيرات السلمية التي يكفلها الدستور والتي نتفهمها ونتعامل معها بالحوار الجاد والبحث، بالتعاون مع شركاءنا الإجتماعيين عن الحلول الكفيلة بالإستجابة لتطلّعات التونسيات والتونسيين".
وشجب في هذا الإطار، "كل دعوات الفوضى التي تروج على صفحات التواصل الاجتماعي لبث الفوضى والاعتداء على المؤسسات الدستورية"، مؤكدا في نفس الوقت على "ضرورة مجابهتها والتصدي لها عبر القانون".
وعلى عكس ذلك، واصلت نواب المعارضة في البرلمان التونسي، انتقاداتهم لأداء الحكومة في تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية، حيث قال النائب الصافي سعيد في مداخلة له خلال أعمال جلسة عامة عقدها البرلمان اليوم، إن "من طرد بن علي واسقطه هو الجيل الذي ترعرع في ظل نظامه ومن يقوم اليوم بالاحتجاج هو جيل الثورة وينبغي على البرلمان والحكومة الاستجابة لمطالبه".
وفيما إعتبر الصافي سعيد أن "الشعب لا يعجبه اليوم لا الرئيس ولا المجلس ولا الحكومة، ونحن ذاهبون إلى الظلام ومهددون بالكنس"، ربط زميله النائب منجي الرحوي الإحتجاجات بحالة الفقر والتهميش في البلاد.
وقال في مداخلة له خلال نفس الجلسة البرلمانية العامة، إن "الأحداث الأخيرة التي عرفتها تونس والمواجهات بين أمنيين ومحتجّين هي نتاج للفقر وتجاهل أبناء الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية لمطالبهم المشروعة في التشغيل والكرامة وتحقيق أبسط مقومات العيش الكريم".
وشدد على أن من يقف وراء تلك الأحداث، "هو طرف واحد وهو الجوع والفقر والحرمان وهو الطرف الذي وحّدهم ودفعهم الى التظاهر والاحتجاج بالليل والنهار"، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة "المشاركة فيها ودعمها وتأطيرها وتقديم لها ما يمكن تقديمه من أجل أن تصوّب هذه الحركة الاحتجاجية مسار الثورة، بعد أن تم خنق مسارها ".
وكانت الاحتجاجات قد تواصلت مساء أمس الإثنين في عدة مدن تونسية لليوم الرابع على التوالي وتخللتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسط ردود فعل سياسية وحزبية متباينة.
وتجددت الاحتجاجات في عدة أحياء بالضاحيتين الغربية والشمالية لتونس العاصمة، ومن بينها حي الانطلاقة والكرم الغربي، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
وخرج العشرات من الشبان إلى الشوارع في هذه الأحياء في تحد واضح لقوات الأمن، التي عززت صفوفها بالمدرعات.
واشتبك المحتجون في هذه الأحياء مع أفراد الأمن، الذين استخدموا بكثافة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن تونسية أخرى احتجاجات مُماثلة، خاصة مدينة القصرين بغرب البلاد، حيث اندلعت مواجهات بين عدد من الشباب والوحدات الأمنية.