شهد " التحدي" بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدا بدخول عام 2021. وأعلنت إيران مؤخرا، أنها بدأت في تنفيذ إجراءات زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 20٪ في منشأة فوردو النووية، وأخطرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإجراءات المذكورة قبل ذلك. وردًا على ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "من الواضح أن هذه محاولة لتعزيز حملتها للابتزاز النووي".
يعتبر الخلاف حول زيادة إيران لليورانيوم المخصب ليس الصراع الأخير الوحيد بين الولايات المتحدة وإيران. فمنذ نهاية عام 2020 إلى بداية عام 2021، شهدت الولايات المتحدة وإيران تحركات بشكل متكرر، واستمرت المواجهة في التصاعد، الأمر الذي جذب انتباه المجتمع الدولي.
في عام 2020، كان هناك دائمًا ظل العقوبات والاغتيالات والاستفزازات العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. وفي العام الجديد، والحكومة الأمريكية الحالية على وشك التنحي، لماذا توترت فجأة في العلاقات الأمريكية الإيرانية، والتي أثارت أعصاب العالم لفترة طويلة؟
يعتقد سون دي قانغ، الباحث في معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان، أن العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران تمر بفترة حساسة للغاية. " أولا، يوافق 3 يناير الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة، بالإضافة الى العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في نهاية شهر نوفمبر 2020، ما جعل الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن تغتنم إيران الفرصة للرد، بما في ذلك الهجمات على الأهداف العسكرية الأمريكية الصعبة، والأهداف المدنية الناعمة في العراق. ثانيًا، تشعر إيران بالقلق من أن الحكومة الأمريكية الحالية سوف تنتهز "نافذة الفرصة" الأخيرة، وتتبنى المزيد من السياسات الاستفزازية ضد إيران."
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية، أجرى الجيش الإيراني بشكل مكثف منذ يناير، تدريبات عسكرية متعددة الأسلحة وعبر الإقليمية أو عروض أسلحة لإحياء ذكرى سليماني.
كما تظهر الولايات المتحدة "قوتها" بشكل متكرر. ووفقا للتقارير، أرسل الجيش الأمريكي في 7 يناير، قاذفتين من طراز B-52 إلى الشرق الأوسط. وهذه هي المرة الرابعة التي يتخذ فيها الجيش الأمريكي مثل هذه الإجراءات في الشهرين الماضيين بهدف "إظهار القوة وردع التهديدات".
" عشية نقل السلطة، تستمر الحكومة الأمريكية الحالية في تبني سياسات " الضغط الأقصى" و " الولاية القضائية الطويلة"، من ناحية، سوف " تحفر ثغرات" للحكومة الجديدة، ومن ناحية أخرى، ستؤدي إلى تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران قدر الإمكان، وتجعل الحكومة الجديدة عديمة الفائدة. وأشار سون دي قانغ، إلى أن السياسات التدميرية والاستفزازية للحكومة الأمريكية الحالية ستؤدي إلى تفاقم التوترات في منطقة الخليج وتزيد من مخاطر الطوارئ في المنطقة.
ستتولى الحكومة الأمريكية الجديدة مهامها في 20 يناير الجاري. هل من الممكن للولايات المتحدة في ظل تناوب الإدارات القديمة والجديدة، أن تعدل سياساتها تجاه إيران، وإلى أين ستذهب العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية؟
يرى سون دي قانغ، أن الإدارات الأمريكية الحالية والجديدة لها نفس الأهداف في احتواء إيران ومنعها من تطوير أسلحة نووية ومعارضة توسعها في منطقة الخليج، لكن الوسائل ستكون مختلفة للغاية، حيث تعتمد الحكومة الحالية على القوة العسكرية الصارمة لدفع إيران لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، وعزل إيران قدر الإمكان، بما في ذلك تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط، واستخدام الطائرات الحربية لتنفيذ التطهير المستهدف، واعتماد عقوبات اقتصادية شاملة على إيران. في حين، تعتمد الحكومة الأمريكية الجديدة على القوة الدبلوماسية الناعمة من خلال استيعاب إيران في نظام الاتفاق النووي الإيراني، واستخدام مزايا النظام متعدد الأطراف لكبح جماحها وإصلاحها.
قبل ذلك، صرح الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن وفريقه مرارًا وتكرارًا علنًا أن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي الإيراني على أساس أن إيران تلتزم بالاتفاق. وفي 3 يناير، وكرر جاك سوليفان، مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، الذي أعلن بايدن عن ترشيحه، نفس الموقف، قائلا إن إدارة بايدن ستشرك قدرات إيران الصاروخية الباليستية في مفاوضات لاحقة معها.
قال سون دي قانغ:" الحكومة الأمريكية الجديدة قد تقترح شروطا للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، بما في ذلك الحد من وفرة إيران في تخصيب اليورانيوم، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي، ووقف تجارب الصواريخ الباليستية، ووقف توسع النفوذ الجيوسياسي في المناطق المحيطة بإسرائيل والدول العربية".