"17 ديسمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "لدي أفضل وظيفة في العالم! عندما تنظر إلى عيون الجنود الفخاريين من خلال عدسة التصوير، يمكنك أن تشعر بأنفاسهم. وفي هذه اللحظة، لا تشعر بأن من يقف أمامك مجرّد تماثيل، وإنما أسلافنا." يقول تشاو تشن، مصور الآثار الثقافية بمتحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ.
يعمل تشاو تشن في المتحف منذ أكثر من 20 عامًا. مع بث العدد الأخير من سلسلة "الكنز الوطني" على تلفزيون الصين المركزي، شارك تشاو تشن قصته في التقاط الصور الفوتوغرافية لما يقرب من 8 آلاف تمثال الجنود والخيول الصلصالي في ضريح الامبراطور تشين شي هوانغ. وبينما قد يرى البعض، أن التقاط الصور لتماثيل الجهود والخيول الصلصالية كل يوم عملًا مملاً، إلا أن تشاو تشن لا يشعر بالتعب. بل يستمتع بعمله، ويدقق في تفاصيل كل تمثال تستهدفه العدسة، للتعرف على شخصية كل محارب ومهارة الحرفيين التي صنعت هذه الروائع. ويعتقد تشاو تشن، أن ما يقوم به ليس مجرّد تصوير، وإنما تفاعل بين المصور والموضوع، وحوار بين الأحفاد والأسلاف.
" ذات يوم، وبينما كنت ألتقط الصور، انتبهت إلى وجود بصمات أصابع على وجه تمثال. وتبيّن لاحقا أن هذه البصمات، قد تركها الحرفي الذي صنع التماثيل قبل ما يزيد عن 2200 عام. وعندما رأيت هذا المشهد، اختفى الوقت، وشعرت بأن الحرفي قد غادر المكان قبل قليل، وأنني أقف على آثار أقدامه"، يقول تشاو تشن.
لكن المفاجأة لا تتوقف عند هذا الحد، فالجنود "يعودون للحياة" مرّة كل عام. وهذه القيامة المزعومة، تحدث نتيجة لتداخل الضوء والظل فوق وجوه التماثيل، بما يجعلها ذات لون رصاصي مشع ونابض بالحياة.
من أجل انتظار "القيامة" السنوية، يذهب تشاو تشن في نهاية شهر ديسمبر إلى المتحف، ليرابط كل يوم داخل حفر التماثيل من الساعة الثانية ظهرا إلى ما بعد غروب الشمس، لإنتظار اللحظة الحاسمة. ويقول تشاو تشن: "حتى وإن لو التقطت صورتين فقط خلال هذا الانتظار الطويل، فإن الأمر يستحق!"