بكين 5 ديسمبر 2020 (شينخوا) يمثل أحدث تدبير فرضته الولايات المتحدة لكبح السفر والذي يقيد بشكل تعسفي الزوار الصينيين في الولايات المتحدة،على أساس انتماءاتهم للحزب الشيوعي الصيني، ضربة جديدة لأكثر العلاقات الثنائية حيوية في العالم.
فقد شهدت العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة تقلبات بالفعل، ولكن لم تتخذ أي إدارة أمريكية أخرى مثل هذه الخطوة المتهورة.
سيكون من الخطأ الافتراض بأن الحكومة الأمريكية تجهل الحزب الشيوعي الصيني. فقد تعاملت إدارات أمريكية متعاقبة، ديمقراطية وجمهورية، مع الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية - الأمريكية عام 1979. وهناك سبب يجعل هذا التعاون الممتدد منذ أربعة عقود، مثمرا.
فعندما أسست الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع الصين خلال الـ40 عاما الماضية، كانت تعلم أن الصين دولة اشتراكية يقودها الحزب الشيوعي الصيني، وأن العلاقات الصينية - الأمريكية ترتكز على التوافق بأن كلا الجانبين يعترف بالنظام الاجتماعي للآخر ويحترمه .
وخلال العقود الأربعة الماضية أو نحو ذلك ، حققت العلاقات الصينية - الأمريكية تقدما كبيرا وجلبت منافع هائلة لشعبي البلدين واسهمت بشكل كبير في حل التحديات العالمية والتمسك بالسلام والاستقرار والتنمية على المستوى العالمي، بفضل الجهود المشتركة للصين والولايات المتحدة وشعبيهما.
ولكن في بعض الآحيان يشوه بعض السياسيين الأمريكيين صورة الصين بنية خبيثة ويهاجمون الحزب الشيوعي الصيني بشراسة في محاولة للوقيعة بين الحزب والشعب الصيني. وبإثارة "الذعر الأحمر" في الولايات المتحدة، يظهر أن هدفهم الحقيقي هو تسييس وتسليح الخلافات الأيديولوجية واختطاف العلاقات الصينية - الأمريكية والرأي العام الأمريكي، من أجل أجنداتهم الأنانية.
ولطالما التزم الحزب الشيوعي الصيني بجعل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة سلسة ومربحة للجانبين، ودعم التبادلات السياسية والاقتصادية والثقافية والشعبية. ومقارنة بالتحولات الفوضوية والعشوائية في السياسة الأمريكية، كان الحزب الشيوعي الصيني قوة استقرار مسؤولة.
يضم الحزب الشيوعي الصيني حوالي 92 مليون عضو، وإذا أخذنا أعضاء أسرهم المباشرين في الاعتبار، وعلى افتراض أن كل أسرة تتكون من ثلاثة أفراد، الذين يؤثر عليهم أيضا قرار واشنطن الأخير، فإن العدد يتجاوز 270 مليونا.
سيكون تقييد هذا العدد الكبير من المجتمع الصيني، خسارة للولايات المتحدة من دون شك.
وكما أثبتت الحقائق مرارا وتكرارا، ففي كل مرة يشوه فيها السياسيون الأمريكيون سمعة الصين، يصبح الشعب الصيني أكثر اتحادا ووطنية وإخلاصا في تأييده لقيادة الحزب الشيوعي الصيني. وكلما هاجم هؤلاء السياسيون الحزب الشيوعي الصيني بشكل خبيث وقمعوا واضطهدوا أعضاء الحزب على نطاق أوسع، فإنهم يجعلون أنفسهم أعداء لجميع الصينيين البالغ عددهم 1.4 مليار صيني.
سوف يكون لهذه الخطوة نتائج عكسية وسوف تجعل الشعب الصيني عن حق ، أكثر التفافا حول الحزب الشيوعي الصيني، سواء كانت الأيادي الخفية المسؤولة عن قيود السفر الأمريكية هذه تحب هذا أم لا.
إن هناك المزيد والمزيد من الأصوات العاقلة الناقدة والرافضة لهذه السياسات في الولايات المتحدة ، ولذا فإن سياسة البلاد الحالية بمثابة تشويه للذات.