人民网 2020:09:24.09:37:24
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: عودة الموظفين الصينيين ومثابرتهم تضمن استقرار إمدادات الطاقة بالعراق في ظل أزمة "كوفيد-19"

2020:09:24.09:34    حجم الخط    اطبع

بغداد 23 سبتمبر 2020 (شينخوا) ساهمت شركة صينية في استقرار إمدادات الطاقة الكهربائية في العراق بعد أن شهدت البلاد تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الذي تزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة وصل لدرجات قياسية.

وضمنت شركة شانغهاي إلكتريك التي شيدت أكبر محطة للطاقة الحرارية في العراق، والتي يديرها أكثر من 300 موظف صيني، استقرار إمدادات الطاقة في بغداد وبقية المحافظات العراقية.

ومع استئناف الرحلات الجوية، بدأ موظفو الشركات الصينية بالعودة إلى العراق لمساعدته على استئناف العمل والإنتاج للتخفيف من معاناة العراقيين.

العودة للمساعدة

في ليلة كل ثلاثاء، ومع وصول رحلة الخطوط الجوية العراقية (IA474 ) إلى مطار بغداد الدولي قادمة من قوانغتشو، تنزل دفعات من الموظفين الصينيين بملابس واقية بيضاء من الطائرة، وبعد الخضوع لإجراءات الفحص الخاصة بـ(كوفيد-19) تتم المباشرة بإجراءات الدخول، ثم التوجه لمواقع العمل في حقول النفط والطاقة وغيرها من المواقع الأخرى.

ومن أجل تقليل مخاطر العدوى في الطريق، ارتدى خه تشوانغ، مدير مشروع محطة توليد الطاقة في العراق التابع لمجموعة شانغهاي إلكتريك، وزميله، تانغ تشوا نينغ، ملابس واقية وأقنعة (N95) قبل ركوب الطائرة، في رحلة شاقة ومنهكة استمرت أكثر من 10 ساعات للوصول إلى بغداد.

ومع استمرار تفاقم الأزمة في العالم إلا أن موظفي الشركات الصينية الموجودة في العراق أصبحوا أول من يستخدم اللقاح الطارئ ضد (كوفيد-19) المصنوع محليا في الصين وبدأوا بالعودة إلى العراق لمساعدة السكان المحليين على استئناف العمل والإنتاج.

وأعرب خه وزملاؤه الآخرون، الذين تلقوا جرعتين من لقاح (كوفيد-19) محلي الصنع، عن ثقتهم العالية وتأكيدهم على سلامة اللقاح، وعدم وجود أية أعراض سلبية أو جانبية.

وغادر خه منزله في شانغهاي وعبر إلى قوانتشو، متوجها إلى بغداد في رحلة استمرت أكثر من 10 ساعات، وبعدها توجه برفقة الشرطة العراقية المسلحة بالذخيرة الحية إلى محافظة واسط الجنوبية وبعد أكثر من ساعتين من السير في طريق فيه العديد من المطبات، وصل وزملاؤه إلى مقر الشركة في وقت متأخر من الليل.

وقال خه تشوانغ لوكالة أنباء (شينخوا) إنه وفقا للوائح الوقائية من المرض، فأنه وبعد الوصول، يلزم الحجر الصحي لمدة أسبوعين، وبعد التأكد من أن سلبية المسحة مرة أخرى، بالإمكان العودة إلى العمل والتناوب مع زملائه الذين كانوا في الموقع لفترة طويلة.

ضمان إمدادات الطاقة في أوقات الأزمات

تعتبر محطة واسط الحرارية، أكبر محطة للطاقة الحرارية في العراق، وقد تم إنشاؤها وتشغيلها من قبل مجموعة شانغهاي إلكتريك، ويشكل توليد الطاقة فيها حاليا حوالي 20 بالمائة من إنتاج شبكة الكهرباء الوطنية العراقية، وهي مسؤولة عن توفير الطاقة للعاصمة العراقية.

وينتشر المرض بشكل خطير في العراق الذي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة بنسبة عالية جدا حيث وصل نهاية يوليو الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 51.8 درجة مئوية ما أثر بشكل كبير على وضع إمدادات الطاقة وجعلها غير مستقرة.

وقال كبير المهندسين، ليو قوه تشينغ (57 عاما) "شهد هذا العام طقس نادر مرتفع الحرارة لم يشهده العراق في السنوات العشر الماضية، حيث بلغت أعلى درجة حرارة في الموقع 53 درجة مئوية وكانت المدة الأطول".

وأضاف "نحن نواجه اختبار خطر الوباء وارتفاع درجة الحرارة، لكننا قمنا بإكمال مهمة توليد الطاقة الكهربائية بنجاح".

وسجل العراق لغاية 22 سبتمبر الجاري 327580 إصابة مؤكدة بمرض (كوفيد-19) لكن الشركات الصينية تقوم بتشديد تدابير وإجراءات الوقاية من المرض وتعزيزها باستمرار ما يضمن للموظفين الصينيين عدم الإصابة بهذا المرض.

وقال ليو قوه تشينغ "خلال الوباء، انخفض عدد العاملين في العراق بشكل كبير، لكن رغم ذلك قاموا بإكمال عملهم، وقاموا ايضا بأعمال الصيانة التي زادت بسبب انتشار الوباء وتقليل عدد الموظفين".

وتابع "عندما حصل نقص في الموظفين العراقيين في موقع العمل بسبب انتشار وباء (كوفيد-19)، تبرعت الصين بـ 100 ألف كمامة ومعدات طبية أخرى لمنع تفشي الوباء".

ومنذ تشغيل الوحدة الأولى للمحطة العام 2013، أنتجت المحطة ما مجموعه 98 مليار كيلوواط ساعة.

وقال لو قوه تشينغ، الذي يعمل في موقع المشروع لمدة 14 شهرا متتالية ، "بالجهود المشتركة للموظفين الصينيين وموظفي وزارة الكهرباء العراقية، أنتجت محطة توليد الكهرباء 10.06 مليار كيلوواط ساعة من الكهرباء هذا العام، وهو مصدر رئيسي للشعب العراقي، حيث أدى النقل المستمر للكهرباء إلى استقرار كبير في استئناف العمل والإنتاج".

المثابرة وتجربة نمو الحياة

يوجد حاليا 310 موظفين من الصين في موقع المشروع، بينهم أكثر من 100 موظف من شركة هوبي لبناء مرافق الطاقة الكهربائية، وهم مسؤولون بشكل أساسي عن أعمال الصيانة.

وفي بداية تفشي الوباء، كان الموظفون المحليون في هوبي قلقين من أن آباءهم وأقاربهم سيعانون من إجراءات غلق المدينة، ومع استمرار تفشي الوباء في العراق، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، واجه الموظفون الصينيون أيضا صعوبات وتحديات لا يتحملها المواطنون العاديون، ومعظمهم تناوبوا على وظائفهم لأكثر من عام.

وقال المهندس من مدينة ووهان تشان يوي شيان "مع انتشار الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد حول العالم، شعرنا بالخطر الحقيقي لهذا الوباء".

وهذا هو العام الثامن الذي يأتي فيه تشان للعمل في المشروع، وقد شهد بناء المحطة منذ البداية وحتى النهاية وبدايتها بانتاج الطاقة الكهربائية.

وشاركت الشركات الصينية بشكل فعال في عملية إعادة الإعمار في العراق بعد الحرب.

ولكون تشان وزملاءه غير قادرين على الخروج بسبب المخاطر الأمنية، فان الحياة بالنسبة لهم في العراق هي مجرد معسكر.

فقد كانت الظروف في الموقع صعبة جدا مع تفشي الوباء وفرض الإغلاق بحيث أصبح حتى الحصول على ماء الصنبور مشكلة.

وبسبب نقص الخضار، تمكن الموظفون الصينيون من تهيئة أرض وزراعتها بالخضراوات المنزلية للمساهمة في تقليل المعاناة والحنين إلى الوطن.

وبعد رفع السلطات العراقية للحظر على الطيران نهاية شهر يوليو الماضي واستئناف الرحلات الجوية بين الصين والعراق، تمكن الموظفون الصينيون من بدء التناوب على العمل وتفادي بقاء الجميع في المشروع لفترة طويلة.

فمنذ قدوم يوان منغ، مترجمة (23 عاما)، مسؤولة عن الاتصالات التقنية بين المهندسين الصينيين والعراقيين، للعمل في العراق في نوفمبر الماضي، لم تخرج من مقر الشركة لإلقاء نظرة على هذا البلد الذي يظهر غالبا في الأخبار.

ومقارنة مع خبرتها السابقة في العمل بدول جنوب شرق آسيا، فان يوان لا يمكنها التسوق وشراء الأشياء التي تحبها في العراق، وخلال استراحتها لا يمكن سوى متابعة الأعمال الدرامية وتصفح الانترنت في غرفة نومها، وبعد تفشي الوباء والإغلاق التام أصبحت تواجه تحديا نفسيا كبيرا بسبب العزلة عن العالم، لكنها تعوضه من خلال التواصل مع عائلتها.

وقالت يوان "غالبا ما يتصل بي والداي عبر الفيديو، ويتحققان من عدد الإصابات الجديدة في العراق كل يوم".

ولمواجهة مخاوف والديها، فان يوان منغ تعرف كيف تريح والديها حيث تخبرهما بأن إجراءات الحماية في الموقع جيدة جدا، مبينة أنها في كل مرة تدخل الملعب، ترتدي الكمامة وتقوم بقياس درجة الحرارة، لافتة إلى أنه سيكون بإمكانها العودة إلى المنزل قريبا بعد رفع الحظر.

وقال تشان البالغ من العمر (33 عاما) "نحن الآن في فترة الذروة من العمل مع مواجهة موجة تفشي (كوفيد-19) حيث علينا الالتزام بعملنا في مثل هذه البيئة القاسية، وعلينا أن نقوم بعملنا بشكل جيد" مضيفا "أعتقد أن هذا هو أكثر ما علمنا إياه الوباء".

إشادة العاملين العراقيين

حظي عمل شركة شانغهاي إلكتريك بإشادة العمال والتقنيين العراقيين الذين يعملون مع الشركة لجهودها الكبيرة في توفير الطاقة الكهربائية وتوفير فرص العمل ومساندة المجتمع المحلي العراقي.

وقال عمر راجي حمود الموظف العراقي في الشركة لعدة سنوات "وفرت شركة شانغهاي إلكتريك الكثير من فرص العمل لي ولغيري من العراقيين".

وأعرب عن أمله بان تتعاون الحكومة العراقية مع الحكومة الصينية لتنفيذ مشاريع جديدة توفر الطاقة الكهربائية للعراق، واصفا المشروع الذي نفذته الشركة بانه "مشروع كبير جدا وناجح ويوفر الكهرباء للعراق والعراقيين".

وأشار حمود إلى أن الشركة الصينية وفرت الكثير من الخدمات لمدينته من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب بالاضافة إلى تقديم مساعدات انسانية لبعض المناطق فضلا عن تقديمها الكثير من المساعدات للمدارس وحثها الطلبة على التعلم.

ويتذكر حمود كيف كان العراق يعاني من نقص كبير في الكهرباء الذي تزامن مع الحرب ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) وكيف ساهمت الشركة الصينية في إنتاج ورفع الطاقة الكهربائية في عموم العراق.

وأعرب حمود عن أمنياته بان تقوم هذه الشركة بتنفيذ مشاريع مشابهة لهذا المشروع في بقية المحافظات العراقية، لأن الشركات الصينية شركات كادحة وتعمل في كل الاختصاصات من كهرباء وتعبيد طرق وكل شيء، على حد وصفه.

من جانبه، قال المهندس أمير علي جاسم، الذي يعمل في قسم التشغيل "المحطة ملتزمة بالإجراءات الوقائية منذ بداية أزمة كورونا في شهر مارس الماضي ولديها كادر طبي والادارة وفرت كل السبل لحماية الكادر" .

وأكد اتخاذ إجراءات صارمة لمنع وقوع اصابات بـ"كوفيد-19" منها تقليل عدد الموظفين ، وإجراء فحص لدرجة حرارة اي موظف يدخل فإذا كانت درجة حرارته مرتفعة فيتم عزله وإرساله إلى المستشفى، اما اذا كانت درجة حرارته طبيعية فيدخل كابينة خاصة للتعقيم، فضلا على التشديد على ارتداء الكمامات والكفوف وتعقيم القاعات مرتين يوميا الاولى في الصباح، والثانية عصرا، بالاضافة إلى وجود المعقمات داخل كل قاعة أو غرفة.

وأشار إلى أنه تم وضع حاجز بين الموظفين للمحافظة على التباعد الجسدي، فضلا عن وجود بوسترات وملصقات لتذكير الموظفين بالالتزام بالتعليمات الصحية، مبينا أن أي شخص لا يلتزم بهذه الاجراءات تتم معاقبته اداريا.

ووصف عمل الشركة بانه عمل رائع لتوفيرها الطاقة الكهربائية للعراق في الظروف الصعبة، معربا عن أمله في أن تنفذ شركة شانغهاي إلكتريك المزيد من مشاريع الطاقة الكهربائية في العراق.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×