تقع قرية جياي، التي تسكنها قومية مياو، في بلدة جيهوا على سفح جبل يوليانغ جنوب غرب مقاطعة رونغجيانغ من مقاطعة قويتشو الصينية. وتضم القرية 6 قرى طبيعية و 14 مجموعة قروية و 409 أسرة، تتكون من 1843 نسمة.
تتميز القرية بتضاريسها الفريدة، حيث الجبال العالية والأودية العميقة. ويعي السكان المحليون هنا حياة شبه معزولة، متبعين عادة التعايش بين البشر والحيوانات التي دأبوا عليها منذ آلاف السنين. ويسكن القرويون هنا بيوتا خشبية من طابقين، حيث يخصصون الطابق السفلي لتربية الخنازير والأبقار والدجاج، بينما تسكن العائلة في الطابق العلوي.
في عام 2018، جاء سون جيان، وهو موظف في وحدة حكومية تشرف على مكافحة الفقر، إلى مبنى الحزب التابع لمركز المعلومات بلجنة الحزب في محافظة رونغجيانغ، وتجوّل في القرية. ولاحظ تدفق مياه الصرف الصحي في كل اتجاه وتطاير الذباب حوله. "لقد اعتاد السكان المحليون على الحياة المختلطة بين البشر والحيوانات. ليس من السهل تغييرها"، يقول سون جيان.
نظرًا لأن الماشية تعيش على نمط الترحال المستمر، لذلك لايخصص لها أصحابها مأوا قارّا. ونظرا لتراكم الأوساخ والروث، فإن مهمة تنظيفها تصبح مشقة على كل عائلة. لذلك قرّر، فريق مكافحة الفقر ومسؤولي القرية مساعدة الجماهير على نقل مواشيهم إلى أماكن بعيدة عن المنطقة السكنية، لإعادة توطينها، ثم تنظيف الفضلات، وبعد الانتهاء من التنظيف تم تجديد الطابق الأول بالكامل وإعادة بناء مبنى صالح للعيش. وعندما رأى السكّان منازلهم قد أصبحت فضاءا صحيا يطيب فيه العيش، وخاليا من الروائح، وازداد استعداد السكان للتغيير والتجديد تدريجياً.
لكن بعد اصلاح المنازل وتنظيفها، لم تتغير العادات الحياتية للسكان كثيرا، وظلت على حالها فوضوية. ولتغيير هذه العادات المعيشية، قرر فريق مكافحة الفقر اتخاذ اجراءات تجمع بين التقييمات الصحية والمساعدات المادية. كما قام بتركيب مواقد ومداخن والنوافذ للمزارعين الذين يرغبون في الحفاظ على عادات جيدة. وتم نقل مواقد النار من الطابق العلوي إلى الطابق الأول، مما يقلل بشكل كبير من خطر نشوب حريق في منازلهم.
وقد شملت عمليات الاصلاح 98 منزلًا مهدوما و 106 منازل مختلطة (بين البشر والماشية) و 125 منزلا. تعاني من أضرارا في السقوف. وفي الوقت نفسه، تم تدعيم وتحسين 82 منزلاً وهدم 91 منزلًا قديمًا والعديد من اسطبلات الخنازير المهجورة. وتركيب 156 مصباح شوارع بالطاقة الشمسية. إلى جانب، بناء مواقف السيارات والمراحيض العامة.
تتميز قرية جياي بمنحدراتها الحادة ومرتفعاتها الشاهقة. حيث تمتد القرية على مساحة تصل فيها نسبة الجبال 99٪. بحد ارتفاع أدنى يبلغ 680 مترًا وبحد أقصى 1450 مترًا. كما تحتوي على أكثر من 10000 مو من الغابات البدائية وأكثر من 3000 مو واحات الخيزران. وتقدر نسبة التغطية الغابية في القرية بـ90%. كما تتمتع المنطقة بمناخ شبه استوائي موسمي يتميز بخصائص المناخ الدافئ والأمطار الغزيرة، وتعتبر الغابة البدائية غير التالفة كنزًا طبيعيًا بالنسبة لأهالي قرية مياو.
في مارس 2020، أنشأت القرية شركة رونغ جيانغ للمنتجات الزراعية الخاصة. حيث قامت بتحويل منتجاتها الزراعية مبيعات وأرباح تجارية، مما ساعد الناس على زيادة الدخل وتحقيق الثراء. حيث تبيع القرية براعم الخيزران الحامض والمجففة، وغيرها من المنتجات المحلية عبر الانترنت، بمبيعات فاقت 200 ألف يوان.
وفي حديثه عن اتجاه التنمية المستقبلية للقرية، ذكر سون جيان خطة تنمية أكثر طموحا. إذ تسعى القرية لتوظيف تراثها الثقافي والتاريخي في خطتها التنموية المستقبلية، والعمل على حماية البيئة طبيعية، وتفعيل طرازها المعماري الفريد في عملية التحول إلى نقطة استقطاب سياحي. وفي ذات الصدد، تقوم القرية ببناء فنادق واقامات سياحية لجذب المزيد من الزائرين اليها.
وتدخل مساطب الأرز المدرجة بالقرية في الوقت الحالي موسم النضج، وهي تعد تراثا زراعيا عريقا في القرية، وذات قيمة ثقافية هامة.