بيروت 5 أغسطس 2020 (شينخوا) تتدفق مساعدات مختلفة من عشرات الدول والمنظمات الدولية إلى لبنان بعد أن هز انفجاران مدمران مرفأ بيروت، مما يدل على التضامن الدولي والإنساني.
لقد هز انفجاران هائلان مرفأ بيروت في حوالي الساعة 6:10 مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي (1610 بتوقيت غرينتش)، ما أسفر عن مقتل 135 شخصا، وإصابة 5000 آخرين حتى يوم الأربعاء.
-- أضرار كارثية
وفقا لوسائل إعلام محلية، فقد قدّر محافظ بيروت مروان عبود يوم الأربعاء أن الانفجارين كلفا المدينة ما بين 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار أمريكي من الخسائر في الممتلكات، الأمر الذي يعني تفاقم معاناة المدينة والبلاد وسط تعديل وزاري، ووباء كوفيد-19.
وعانت معظم المحلات التجارية في منطقة وسط بيروت الواقعة بالقرب من المرفأ، من الدمار، وكذلك المباني في مواقع أخرى في المدينة، حيث شهدت دمارا جزئيا إن لم يكن بالكامل.
علاوة على ذلك، ووفقا لما قاله رئيس نقابة أصحاب الفنادق، بيار أشقر، فقد تعرضت 90 في المائة من الفنادق في المدينة لأضرار، بينما أصيب العديد من الموظفين والضيوف.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات مع استمرار جهود البحث والإنقاذ، في حين يبقى السبب الذي أدى إلى الانفجارين غير محدد بعد، مع استمرار التحقيقات. وتكشف المعلومات الأولية عن أن نترات أمونيوم مخزنة في مستودع بالمرفأ منذ عام 2014، هي السبب المحتمل.
إضافة إلى الخسائر بين المدنيين، أصيب أكثر من 100 من موظفي الأمم المتحدة في الانفجارين، ومنهم 22 من أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الذين كانوا في المرفأ حين وقوع الانفجارين.
قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، "نتوقع أن يؤدي الدمار الذي لحق بالمرفأ إلى تفاقم كبير بالوضع الاقتصادي والأمن الغذائي في لبنان الذي يستورد حوالي 80 في المائة إلى 85 في المائة من غذائه".
وأضاف "هذا مكان يستخدم لكل من البضائع للبنان وأيضا لبعض أنشطتنا في سوريا".
وعبرت العديد من الدول والمنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، عن حزنها وعن تعازيها للبنان في ظل هذين الانفجارين الدمويين.
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان يوم الأربعاء "نعبر عن تعازينا القلبية للعائلات التي فقدت أعزاءها. وقلوبنا مع أولئك الذين تضرروا أو أصيبوا".
-- المساعدات الدولية
لقد جذبت هذه الكارثة التي ألمّت ببيروت، التعاطف والدعم العالميين، مع تدفق المساعدات الدولية إلى لبنان من المجتمع الدولي.
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة اللبنانية لتقييم مرافق المستشفيات في بيروت، ووظائفها واحتياجاتها إلى دعم إضافي، خاصة وسط تفشي وباء كوفيد-19.
وبناء على طلب اليونيفيل، نظمت الدفعة الـ18 من قوات حفظ السلام الصينية إلى لبنان فريق طوارئ من تسعة أفراد طبيين يحملون الإمدادات الطبية ومعدات الحماية، ليتوجهوا إلى بيروت.
وبادر جيران لبنان في الشرق الأوسط للاستجابة السريعة يوم الأربعاء.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيراني عن شحن 2000 عبوة من المواد الغذائية تزن 9 أطنان إلى لبنان، إلى جانب الأدوية والمعدات الطبية والمهنيين، حيث سيساعدون في إنشاء مستشفى في بيروت.
وأمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بإرسال مستشفى عسكري ميداني إلى لبنان كوحدة إنقاذ سترسل يوم الخميس.
وأمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد على التوالي بنقل المساعدات الغذائية والإمدادات الطبية إلى بيروت. في غضون ذلك، تدفقت أيضا إمدادات من قطر والكويت.
وعبر البحر الأبيض المتوسط، قام الاتحاد الأوروبي بتفعيل آلية الحماية المدنية، وتنسيق الإرسال العاجل لأكثر من 100 من رجال الإطفاء، مع المركبات والكلاب والمعدات، لمساعدة السلطات اللبنانية على إنقاذ الأرواح بالموقع.
ووفقا لما أعلنه مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارسيتش، فإن هذه الآلية ستضم مشاركين من ألمانيا وفرنسا وبولندا وهولندا واليونان وجمهورية التشيك.
ويوم الأربعاء، تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بتقديم مساعدة من بلادها إلى لبنان، بينما قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التوجه إلى بيروت يوم الخميس بعد أن وعد بإرسال وحدة من الأمن المدني وأطباء طوارئ وعدة أطنان من المعدات الطبية.
وبعد إرسال خمس طائرات روسية لمساعدة لبنان على إزالة الأنقاض الناجمة عن الانفجارين، أعلنت روسيا يوم الأربعاء، أنها سترسل مجموعة من رجال الإنقاذ المجهزين إلى العاصمة اللبنانية، إلى جانب مستشفى ومختبر متنقلين.