يوم 21 يوليو من دون أي مبررات مسبقة، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية فجأة وبشكل أحادي من الصين بأن تغلق قنصليتها العامة في هيوستن، منتهكة بذلك وبشكل خطير القانون الدولي والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية والأحكام ذات الصلة من المعاهدة القنصلية الصينية الأمريكية، وألحقت الضرر الشديد بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مما يعتبر عملا غير معقول ينّم عن سياسة غطرسة واستعلاء. ووفقا لمبدأ المعاملة الدبلوماسية بالمثل، في صباح يوم 24 يوليو، أبلغت وزارة الخارجية الصينية السفارة الأمريكية في بكين، بأن الصين قررت سحب موافقتها على إقامة القنصلية وتشغيلها، وطرح متطلبات محددة للقنصلية العامة لوقف جميع أعمالها وأنشطتها. وبالتالي فإن استجابة الصين الصحيحة والضرورية لأفعال الولايات المتحدة غير المعقولة تتوافق مع القانون الدولي والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية وتتوافق مع الممارسات الدبلوماسية.
منذ فترة ما، أظهرت الولايات المتحدة جنون "المكارثية" الذي اتسمت به من قبل وذهبت إلى أبعد الحدود على الطريق الخاطئ لافتعال المشاكل والتسبب في تصعيد التوترات. تواصل الولايات المتحدة اليوم وصم الصين وإلقاء اللوم عليها على أنها السبب في المشاكل، كما تعمل طوال الوقت على مهاجمة النظام الاجتماعي الصيني دون أي مبررات، مما يُصعّب الأمور على الموظفين الدبلوماسيين الصينيين في الولايات المتحدة، كما تقوم بتخويف واستجواب الطلاب الصينيين الذين يدرسون على أراضيها ومصادرة أجهزتهم الإلكترونية الشخصية وحتى الوصول إلى حد الاعتقال من دون أسباب واضحة. لقد أغلقت الولايات المتحدة بشكل أحادي القنصلية الصينية في هيوستن لفترة غير محددة هذه المرة وهو تصعيد غير مسبوق اتخذته تجاه الصين. وقد أشار الرأي العام الدولي إلى أن هذا التدهور المستمر للعلاقات الصينية الأمريكية سيكون له تأثير خطير على السياسات والاقتصاد العالمي.
لقد التزمت الصين دائما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولم يكن التسلل والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أبدا من تقاليد الدبلوماسية الصينية. كانت البعثة الدبلوماسية الصينية في الولايات المتحدة ملتزمة دائما بتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبي البلدين. ووفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، عملت الصين دائما وأبدا على تسهيل أداء واجبات البعثات الدبلوماسية الأمريكية وأفرادها في الصين.
لكن في المقابل، فرضت الولايات المتحدة قيودا من دون أي مبررات على الدبلوماسيين الصينيين في الولايات المتحدة، كان الأول في أكتوبر من العام الماضي والثاني جاء خلال شهر يونيو من هذه السنة وفتحت الحقائب الدبلوماسية الصينية بشكل خاص في مناسبات عديدة واستولت على وثائق وأغراض دبلوماسية رسمية صينية. وبسبب الوصم الوحشي والتحريض على الكراهية من قبل الجانب الأمريكي، تلقت السفارة الصينية في واشنطن مؤخرا هي وبقية البعثات الدبلوماسية الصينية الأخرى (القنصليات) في الولايات المتحدة والموظفين فيها العديد من التهديدات بالقتل والرشق بالقنابل. كما غالبا ما ينشر موقع السفارة الأمريكية في الصين علنا مقالات تهاجم الصين. إذن من الذي يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ومن الذي ينخرط في أعمال القرصنة والتجسس؟ هي في الحقيقة تعرف نفسها جيدا لكنها تزيف الحقائق وتلعب دور الطفل البريء. في الواقع، إذا قمنا بمقارنة من حيث عدد السفارات والقنصليات وعدد الموظفين الدبلوماسيين بين الصين والولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة تمتلك العدد الأكبر، لكنها تزعم دائما بأن علاقتها مع الصين غير متكافئة، وهذا ينافي كل الحقائق وبالتالي فإنه أمر غير معقول.
إن الوضع الحالي بين الصين والولايات المتحدة هو وضع لا تريد الصين أن تراه، لكن المسؤولية تقع كلها على الولايات المتحدة. إن أي استفزاز ينتهك البديهيات محكوم عليه في النهاية بالفشل. يجب على الولايات المتحدة أن تلغي القرار الخاطئ على الفور لتهيئة الظروف الملائمة لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.