مقالة : مهندس مصري يبتكر روبوتا لتشخيص ورعاية مصابي كورونا (2)

/مصدر: شينخوا/  2020:07:21.09:11

طنطا، مصر 20 يوليو 2020 (شينخوا) في أكاديمية "روبوتو"، التي أنشأها في مدينة طنطا بمحافظة الغربية شمال مصر، كان المهندس محمود الكومي، يختبر "كيرا 2"، وهو روبوت ابتكره لتشخيص المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.

وصمم الكومي الروبوت "كيرا 2" على شكل أنثى، ويتميز بلون أبيض بالكامل وشاشة أمامية تعرض نتائج المسح لأي شخص يقف أمامه، كما أنه مزود بالعديد من أجهزة الاستشعار ويستطيع إجراء تحليل (كوفيد-19).

ويكفي أن يمر الشخص أو يقف أمام الروبوت ليتم مسحه وإخباره صوتيا إذا كانت درجة حرارته طبيعية أو إذا كان مشتبها في إصابته بكورونا.

كما أنه مزود من الجانب الأيمن بحاجز مكتوب عليه "ممنوع الدخول"، حيث لا يسمح للشخص المشتبه في إصابته بالمرور.

ويتكون هيكل "كيرا 2"، الذي يعد نسخة مطورة من "كيرا 1"، من قطع مجمعة مصنوعة بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد ابتكرها المهندس المصري أيضا.

وقال الكومي البالغ من العمر (26 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال لقائه داخل الأكاديمية، "كانت إمكانيات (كيرا1) محدودة، ولكن (كيرا2) لديه أجهزة استشعار أفضل لقياس درجة الحرارة بشكل أسرع، ويستطيع التواصل صوتيا لتقديم النصح والتعليمات، ومزود بمانع الدخول لحماية الأماكن الحيوية من الزوار المصابين".

وأضاف أنه يمكن استخدام "كيرا 2" في الأماكن المزدحمة مثل البنوك والمطارات والمحطات، ويستطيع الروبوت عد الأشخاص الموجودين في نطاقه، وتطهير المكان عندما يتعرف على شخص مصاب أو مشتبه في إصابته من خلال التعرف على الوجه.

وأوضح الكومي أنه "في حالة الإصابة أو الاشتباه في الإصابة، فإن الروبوت يطلق إنذارا ويقوم بإبلاغ الجهات المختصة".

وبلغ إجمالي الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد في مصر حتى مساء أمس الأحد 87 ألفا و775 حالة، من بينها أربعة ألاف و302 حالة وفاة، فيما بلغ إجمالي المتعافين الذين غادروا المستشفيات نحو 28 ألف و380 حالة.

ويتحرك الروبوت "كيرا 2 " على أربعة إطارات، وهو أيضا مزود بنظام إنترنت الأشياء (IoT) الذي يتيح التحكم عن بعد، ويمكن من خلاله التحكم في الروبوت من أي مكان في العالم عبر رابط الإنترنت الذي يمكن للمبتكر إرساله إلى أي شخص.

واختتم المخترع المصري قائلا، "لقد كان حلمي دائما منذ الطفولة أن أرى مصر دولة مصدرة للتكنولوجيا وليست مستهلكة لها فقط".

ولم تذهب جهود الشاب المبدع عبثا، حيث رحبت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية بالروبوت الذي ابتكره.

ووصف رئيس برنامج صناعة الإلكترونيات بوزارة الاتصالات المهندس ياسر عبد الباري، ابتكار الكومي، لاستخدام الروبوتات في مجال الخدمات والرعاية الطبية بأنه "واعد جدا وجاء في وقته تماما".

وقال عبد الباري ل(شينخوا) "عندما سمعنا عن المشروع تدخلنا لمساعدته على الفور للوصول للنموذج المتكامل الثالث من الروبوت، وذلك بتقديم وتسهيل تعامله في مناطق الدعم التكنولوجي بوزارة الاتصالات".

وأضاف أن "الروبوت مصمم للتعامل مع جميع الأمراض المعدية والتعقيم، ويمكن تطويره مستقبلا ليشمل تطبيقات أخرى في مجالات مختلفة، لذا فهو مشروع مهم للغاية".

أما عن تكاليف إنتاج "كيرا 1 " ونسخته المطورة "كيرا 2 " فقد تم تغطيتها من قبل رجل أعمال بالغربية ينتمي لحزب (مستقبل وطن)، إذ قام بتقديم الدعم المالي للمشروع إيمانا بأهمية تشجيع المبتكرين من أجل تقدم البلاد.

وقال رجل الأعمال محمد عريبي، أمين حزب (مستقبل وطن) بالغربية، "من واجبي كأمين للحزب دعم وتشجيع المبتكرين في محافظة الغربية، وعلى جميع رجال الأعمال تشجيع الشباب المبدعين الذين لديهم أفكار بناءة ومفيدة للبلاد".

وأضاف عريبي ل(شينخوا) "نحن نرى أن التعليم والبحث العلمي هما أساس التنمية، ونحن دائما على استعداد لدعم المبدعين مهما كانت أعمارهم".

وقد تم إنشاء أكاديمية "روبوتو" لتعليم الأطفال المبدعين في هذا المجال، والأكاديمية مليئة بالأدوات والملحقات الإلكترونية ومزودة بملصقات الروبوتات والأشكال، والعبارات العلمية معلقة في كل مكان على جدرانها الملونة.

وكان عبد الرحمن حسام، وهو طالب في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر (16 عاما)، واحدا من اثنين من الأولاد المبدعين الذين عملوا كمساعدين للكومي خلال ابتكاره لإصدارات روبوت كيرا.

وقال المبتكر الصغير لـ (شينخوا) "إنني بالفعل أحب العلوم، وقد تعلمت أشياء كثيرة هنا في الأكاديمية، مثل برمجة وتصميم الروبوت، واشتركت من خلال الأكاديمية في العديد من المسابقات العلمية على مدار السنوات القليلة الماضية".