بغداد 19 يوليو 2020 (شينخوا) أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اللقاءات التي أجراها اليوم (الأحد) مع كبار القادة العراقيين أهمية دور العراق في استقرار المنطقة.
وكان ظريف قد وصل بغداد صباح اليوم والتقى مع نظيره العراقي فؤاد حسين وأجرى معه مباحثات، حول تعزيز أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، كمشروعات البنية التحتية كالربط السككي، والكهرباء، والتجارة، والاستثمار، ومواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وبعد ذلك زار ظريف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وأجرى معه مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المجالات، وفقا لبيان صادر عن مكتب الكاظمي.
وأشار البيان إلى أن ظريف نقل للكاظمي، اهتمام إيران على أعلى المستويات بزيارته المرتقبة لطهران، لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.
يذكر أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أعلن أن الكاظمي سيزور ايران قريبا خلال الأيام المقبلة، مبينا أنه قال لظريف "نريد علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار انطلاقا من المصلحة العراقية والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأكد الكاظمي على العمل المشترك لدعم أمن المنطقة واستقرارها، وعلى أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني.
ونقل البيان عن الكاظمي قوله "إن العراق يسعى إلى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة، بما ينعكس إيجابا على كل شعوبها بالمزيد من الاستقرار والرفاه والتنمية المستدامة".
من جانبه، قال ظريف "إن إيران تتطلع إلى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق، والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات".
كما أجرى ظريف والوفد المرافق له مباحثات مع الرئيس العراقي برهم صالح حول آخر المستجدات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي وسبل تعزيز فرص السلام والاستقرار، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وشدد الرئيس صالح وفقا لبيان رئاسي خلال استقباله لظريف، على حرص العراق ليكون عامل استقرار ومركزا لتلاقي المصالح المشتركة لدول المنطقة وبما يرسخ السلم والأمن الإقليمي.
وقال صالح "إن المنطقة بحاجة لبناء علاقات متوازنة وتفاهم وتنسيق مشترك ورؤية واضحة للوصول إلى حلول جذرية للأزمات والتوترات من خلال الاعتماد على الحوار البناء والصريح بين جميع الأطراف الدولية".
وأكد أن العراق يولي أهمية لحماية سيادته وأمنه واستقراره ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
بدوره أعرب ظريف عن رغبة بلاده بتوسيع آفاق التعاون والتنسيق الثنائي بين العراق وايران، ومساندة بلاده للعراق في مختلف الصعد، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين دول المنطقة من أجل دعم الاستقرار ومواصلة مكافحة الإرهاب.
كما استقبل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الوزير الايراني وبحث معه ضرورة العمل من أجل دعم استقرار المنطقة وترسيخ السلم والأمن الإقليمي فيها.
ونقل بيان صادر من المكتب الاعلامي للبرلمان عن الحلبوسي قوله "إن العراق عانى الكثير من عدم الاستقرار، وهو يحرص على بناء علاقات متوازنة مع الجميع، على أساس الاحترام المتبادل".
كما نقل البيان عن ظريف قوله "إن العراق بدأ يأخذ دوره الفاعل كقوة إقليمية، ولا بد أن يكون محورا لاستقرار المنطقة"، معربا عن رغبة بلاده في تفعيل الاتفاقات بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون مع العراق في المجالات كافة.
والتقى ظريف بالقاضي فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، ورجل الدين البارز عمار الحكيم، ومن المقرر أن يلتقي ايضا مساء اليوم بالقادة الاكراد في اربيل شمالي العراق.
وكان ظريف أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، قوة العلاقة بين بغداد وطهران قائلا "إن العلاقات الايرانية - العراقية لن تتزعزع، وبالنسبة لنا فان العراق القوي يحق له أن تكون له علاقات بناءة مع جميع دول الجوار، ويمثل ذلك استقرارا للمنطقة".
وأعرب عن ترحيب بلاده بالدور الفاعل للعراق في المنطقة والخليج، مؤكدا ضرورة إبعاد العراق والمنطقة عن التوترات الدولية وحماية السيادة الوطنية للعراق.
ومن المتوقع أن يقوم الكاظمي في أول جولة خارجية له بعد تسلمه منصبه في مطلع مايو الماضي يستهلها بزيارة الرياض وبعدها طهران ومن ثم سيزور واشنطن.
ويرى المراقبون أن توقيت زيارة ظريف لبغداد يؤكد أهمية دور العراق بتقريب وجهات النظر الإيرانية السعودية لتخفيف حدة التوتر في المنطقة.
وقال المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن توقيت زيارة ظريف إلى بغداد هذا اليوم يكتسب أهمية كبيرة، خاصة وأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيزور الرياض يوم غد، وسيبحث مع القادة السعوديين آخر التوترات في المنطقة".
وأضاف "إن طهران ومن خلال ظريف تسعى لحصول دعم العراق لها من أجل تخفيف حدة التوتر بينها وبين الرياض، من خلال تأكيد ظريف على أهمية دور العراق في المنطقة، بما ينعكس بصورة ايجابية على علاقتها مع واشنطن".
وتابع الشيخ "أن الزعماء العراقيين الذين استقبلوا ظريف أعلنوا رفضهم للتدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية، وهذا واضح من خلال البيانات الرسمية التي صدرت عقب اللقاءات مع المسؤول الإيراني، وكذلك أعطوا رسائل تطمين له بأن العراق لن يسمح لأن تكون أراضيه منطلقا لأي عدوان على أية دولة".
وترتبط بغداد بعلاقات قوية مع كل من واشنطن وطهران، التي تشهد العلاقات بينهما توترا خاصة بعد فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران، ويمكن للعراق أن يخفف هذه التوترات بدوره الدبلوماسي والسياسي.