واشنطن 19 يوليو 2020 (شينخوا) أسهم انتعاش الاقتصاد الصيني في تشجيع العديد من الاقتصاديين الأمريكيين، في وقت أشارت فيه بيانات مؤخرا إلى أن الصين هي أول اقتصاد رئيسي يخرج من الركود الناتج عن كوفيد-19.
قال جيفري ساتش، استاذ الاقتصاد الشهير بجامعة كولومبيا، في حديث مع ((شينخوا)) عبر البريد الالكتروني إن "هذه أخبار مشجعة جدا. السيطرة على الوباء جعلت الانتعاش ممكنا في الربع الثاني"، و"في عالمنا اليوم، الصحة العامة الجيدة هي المفتاح لنتائج اقتصادية جيدة".
لقد توسع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 3.2 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الجاري، بعد انكماش بـ6.8 في المائة بالربع الأول، وفقا لبيانات صدرت حديثا عن المكتب الوطني للإحصاء.
أما نيكولاس لاردي، وهو زميل بارز فى معهد أبحاث معهد بيترسون للاقتصاد العالمي، ومقره في واشنطن العاصمة، فقال لـ((شينخوا)) في مقابلة هاتفية مؤخرا، إن القطاع الصناعي الصيني يتعافى "بشكل أسرع"، بينما شهد قطاع الخدمات أيضا توسعا، مع قيام البلاد "بعمل جيد بشكل مذهل" في الجانب التجاري.
وأشار هذا المتابع المخضرم لشئون الصين، إلى أن مبيعات التجزئة، التي انخفضت قليلا في يونيو مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، حققت "نتائج جيدة فعلا" مقارنة بالاقتصادات الأخرى و "تحسنت بشكل كبير".
وأضاف لاردي "أعتقد أننا سنشهد المزيد من الانتعاش في مبيعات التجزئة، الأمر الذي سيسهم في نمو قطاع الخدمات".
وكتب آندي روثمان، وهو استراتيجي الاستثمار في مؤسسة ماثيوز آسيا للاستثمار ومقرها سان فرانسيسكو، في تحليل مؤخرا، أن الانتعاش الاقتصادي الصيني على شكل حرف V (يعني عودة سريعة واضحة للنمو)، استمر للشهر الرابع على التوالي في يونيو، مدفوعا بالطلب المحلي القوي.
وقال روثمان إن انتعاش مبيعات السيارات والمنازل في الصين الشهر الماضي يعكس أن "المستهلكين من الطبقة المتوسطة والأثرياء لديهم الأموال الكافية والثقة الواضحة في المستقبل، للإنفاق".
وقال لاردي لـ((شينخوا)) إنه يرى أن الانتعاش الاقتصادي للصين سيستمر في النصف الثاني من العام، مع تمكن البلاد من وضع كوفيد-19 تحت السيطرة.
وألقى الضوء على أن الصين تمكنت من "كبح" تفشي الفيروس بشكل مجموعات صغيرة في ووهان، ومؤخرا في بكين، من خلال إجراء اختبارات مكثفة، والحجر الصحي، وإجراءات تتبع المخالطة الوثيقة.
وأوضح لاردي "أعتقد أن (الصينيين) لديهم الموارد والالتزام لتفادي التأثير السلبي لفيروس كورونا الجديد خلال النصف الثاني"، و"أرى أن الفيروس من غير المرجح أن يكون عاملا مهما في المستقبل".
وتوقع هذا الخبير الاقتصادي أن الصين ستحقق نموا بنسبة 2 إلى 3 في المائة هذا العام، وهي توقعات أكثر تفاؤلا من توقعات صندوق النقد والبنك الدوليين، اللذين توقعا معدل نمو يقارب 1 في المائة للصين.
أما يوكون هوانغ، وهو زميل بارز في برنامج آسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، فقد عبر عن رأي أكثر حذرا، وقال في حديث مع ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني، إن "البيانات الأخيرة مشجعة وتشير إلى أن الصين هي أول اقتصاد رئيسي يخرج من الركود الناجم عن الفيروس، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الانتعاش قد استقر بالفعل أم سيتسارع".
وأضاف هوانغ، الذي عمل مديرا للبنك الدولي في الصين للفترة من 1997 إلى 2004، أن "الحذر ناجم عن النمو المتواضع في الاستهلاك، حيث أن العائلات حذرة، وهناك مخاوف بشأن آفاق التصدير بالنظر إلى النكسات المحتملة للفيروس في الولايات المتحدة وأوروبا".
ولكن الباحث الاقتصادي لاردي، ركز على مرونة الصين في جانب التصدير، وقال إنه "قبل عدة أشهر، كان الكثير من الناس يقولون إن القطاع الخارجي سيكون عبئا كبيرا على نمو الصين، لكن من الواضح أن ذلك لم يحدث".
وأضاف لاردي أن التجارة العالمية انخفضت بنسبة 16 في المائة منذ بداية العام حتى الآن، بينما ارتفعت صادرات الصين في يونيو بـ0.5 في المائة عن العام السابق، مشيرا إلى أنه "أداء قوي جدا" مقارنة ببقية العالم.
وقال لاردي "في هذا العام، عندما ينكمش النمو العالمي ويتوسع بالصين، على أساس الحسابات التقليدية، فإن مساهمة الصين للنمو العالمي لا حصر لها، لأن نموها إيجابي والنمو العالمي سلبي"، و"لذا، أعتقد أنها ستلعب دورا إيجابيا للغاية."
وقال ساتش، وهو أيضا مستشار بارز في الأمم المتحدة، إن الانتعاش الاقتصادي الصيني سيساعد على قيادة الانتعاش العالمي.
واقترح ساتش أن تتعاون الصين مع اليابان وكوريا الجنوبية والدول الأخرى التي كبحت الفيروس، من أجل دعم الدول الأخرى، وخاصة في أفريقيا وآسيا، لتقوم بالشيء نفسه، مؤكدا على أن "هذا سيسرع العودة إلى التنمية المستدامة عالميا".