تقنية الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي.. تقنيات عالية تجعل الوقاية من الفيضانات أكثر ذكاء (2)

/مصدر: CGTN العربية/  2020:07:10.10:35

في الوقت الحاضر، دخل شمال الصين وجنوبها موسم الفيضانات على نحو شامل، حيث وصلت الوقاية من الفيضانات والسيطرة عليها إلى مرحلة حاسمة مع هطول أمطار غزيرة متكررة.

وقد أصبحت التكنولوجيا المبتكرة سلاحا فعالا في عملية السيطرة على الفيضانات من تنبؤات بالطقس وأحوال المياه إلى مراقبة التحكم في الفيضانات والإنذار المسبق، وتطبيق العديد من التقنيات المتطورة مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يجعل التحكم في الفيضانات والسيطرة عليها أكثر ذكاء.

خدمة تنبؤ دقيقة

وصلت في يونيو الماضي الجولة الأولى من هطول الأمطار الغزيرة في جنوبي الصين منذ دخوله موسم الفيضان، حيث تنبأت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية الوقت المحدد بهطول الأمطار الغزيرة من خلال وسائل الرصد الدقيقة قبل وصولها بأسبوع، وذكّرت المناطق المعنية للاستعداد للسيطرة على الفيضانات.

تعتبر خدمة التنبؤات الجوية خط الدفاع الأول للوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها. في السنوات الأخيرة، تم تحديث تقنية التنبؤ بالطقس في الصين بشكل مستمر، حيث ارتفع معدل الدقة للتحذير من العواصف المطيرة في الصين في العام الماضي إلى 88%، وظل مستوى التنبؤ بمسار التيفون رائدا على مستوى العالم.

تعد مراقبة أحوال المياه والتنبؤ بها وسيلة مهمة للوقاية من الفيضانات، فمنذ شهر يوليو، تعاني بعض الأنهار بشرقي البلاد من التقاء هطول الأمطار حتى تشكل فيضانا خلال وقت قصير، وفي هذه الظروف، يعد العلم والتكنولوجيا عمادين مهمين بشكل خاص لدعم مراقبة أحوال المياه.

قامت الصين بتحديث وتحسين نظام التنبؤ بالفيضانات من خلال الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة لتحسين دقة وكفاءة التنبؤ بالفيضانات، حيث لا تحتاج وزارة الموارد المائية سوى 10 إلى 15 دقيقة فقط لجمع معلومات نظام المياه لـ120 ألف محطة للإبلاغ عن الفيضانات في البلاد، ووقت التنبؤ المتوقع لعملية الفيضان هو عشرات الدقائق فقط في الوقت الحاضر.

مراقبة أحوال اتجاه المياه عن بعد

منذ أول يوليو الجاري، دخل النهر الأصفر موسم الفيضان رسميا، قد قدم مشروع "النهر الأصفر الذكي" دعما قويا للسيطرة على فيضانات النهر الأصفر، حيث يهدف هذا المشروع إلى استخدام الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية لتتبع التغيرات في حالة المياه في النهر الأصفر، واستخدام الطائرات بدون طيار لرصد حالة النهر وإرسال الفيديو في الوقت الفعلي في أقرب وقت ممكن.

في مدينة أنتشينغ بمقاطعة أنهوي وسط الصين، استخدم مشغلو الاتصالات المحليون تقنية "الجيل الخامس + الوقع الافتراضي" لإجراء رصدات لمستوى المياه في الوقت الفعلي، حيث ينقل نظام إشارة الجيل الخامس محتوى الكاميرا البانورامية إلى المراقبين في الوقت المناسب، فيمكن للموظفين مراقبة ارتفاع مستوى الماء مباشرة من خلال نظارات الواقع الافتراضي والتعرف على حالة المياه في الموقع في الوقت الفعلي.

أما في بعض المدن في مقاطعتي فوجيان وقويتشو جنوب الصين، فيتم تمييز المناطق التي تتراكم فيها المياه بسهولة على الخرائط الإلكترونية المرئية، حيث يقف الموظفون أمام الشاشة الكبيرة أثناء هطول الأمطار الغزيرة، فيمكنهم اكتشاف مستوى الماء في أماكن مختلفة في الوقت الفعلي.

منذ دخول موسم الفيضانات، نفذت بلدية شانغهاي نسخة جديدة من "نظام الوقاية من الفيضانات والعواصف" عبر الإنترنت الذي يراقب ديناميكيات تراكم المياه تلقائيا من خلال منصة موحدة عبر الإنترنت، ويشارك المعلومات في الوقت الفعلي، وتحقيق التوجيه الذكي، واستجابة الربط متعدد الأقسام، مما يشكل نظاما علميا وفعالا للوقاية من الفيضانات.

مساعد قوي في عملية الإنقاذ

في الأيام القليلة الماضية، تم إجراء تدريبات على الوقاية من الفيضانات والسيطرة عليها في جميع أنحاء البلاد، حيث أصبحت الطائرات بدون طيار تستخدم على نطاق واسع في الإغاثة من الفيضانات.

تتمتع الطائرات بدون طيار بمزايا متأصلة في عملية الإغاثة من الفيضانات، وذلك يرجع إلى سرعة استجابتها السريعة ومجموعة واسعة من الاستطلاعات، وغير مقيدة بالتضاريس، فيمكنها نقل صور وفيديوهات عالية الوضوح لمشهد الكارثة إلى مركز القيادة، خاصة إذا كان شخص ما محاصرا، يمكن للطائرة بدون طيار أيضا استخدام معداتها للقيام بأعمال البحث وتحديد المواقع والإنقاذ.

كما تم استخدام الروبوتات التي لعبت دورا مهما خلال فترة مكافحة الوباء في الصفوف الأمامية للسيطرة على الفيضانات، فقد ظهرت روبوتات الإنقاذ سائرة على المياه مؤخرا في العديد من الأماكن، وهي على شكل قارب صغير وتم التحكم فيه بواسطة جهاز لوحي أو جهاز تحكم، حيث يمكن إنقاذ ثلاثة إلى أربعة أشخاص في مرة واحدة.

في الوقت الحاضر، تم تجهيز فرق الإغاثة من الفيضانات في جميع إدارات مكافحة الحرائق في الصين بمعدات عالية التقنية مثل الطائرات بدون طيار، وروبوتات إنقاذ على المياه والسونار تحت الماء، وقد اجتاز أعضاء الإنقاذ في المناصب الرئيسية تقييم التدريب للمؤسسات المهنية وخاضوا في أعمال السيطرة على الفيضانات الحالية.