بيروت 2 يوليو 2020 (شينخوا) اتهم رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، اليوم (الخميس) "جهات محلية وخارجية"، لم يسمها، بالعمل على انهيار لبنان بصورة تنطوي على خسائر ضخمة، مشيرا في هذا السياق إلى رصد "مخططات واجتماعات سرية ورسائل مشفرة"، لكنه تعهد بمواصلة مواجهة هذه التحديات.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية عن دياب، قوله خلال اجتماع للحكومة "اليوم، نحن في لحظة الاصطدام.، لكن وبكل أسف خلال الأسابيع الماضية وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير وخسائر ضخمة".
وتابع "بكل أسف، هناك جهات في الداخل لا تهتم لمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية".
وأضاف دياب "هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".
لكنه شدد على مواصلة مواجهة هذه التحديات، قائلا "لقد اخترنا مواجهة التحديات وسنكمل بمواجهتها"، في إشارة إلى استمرار عمل الحكومة بخلاف ما يثار من تكهنات حول احتمالات استقالة الحكومة على وقع الأزمات في البلاد.
ومضى قائلا "نعلم جيدا أن هناك قرارا كبيرا بحصار البلد (..) حصار سياسي-مالي لتجويع اللبنانيين".
وأشار إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية "يأتي في سياق مؤامرة ضد لبنان والحكومة".
وقال إن أطرافا، لم يسمها، تحاول تعطيل الإجراءات الحكومية لمعالجة ارتفاع سعر الدولار والمضاربة على الليرة اللبنانية، معتبرا أن "لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة".
وتجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس الأربعاء تسعة آلاف ليرة، فيما تم التداول به بثلاثة آلاف و900 ليرة لدى شركات الصيرفة المرخصة، في وقت تنفذ الحكومة إجراءات لمحاولة السيطرة على السوق السوداء.
وأدى تراجع سعر صرف الليرة إلى فقدان اللبنانيين حوالي 80 في المائة من قيمة رواتبهم وارتفاع الأسعار.
وقال دياب "يطالبوننا بإجراءات مالية ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد ويعطلون فتح الاعتمادات للوقود والمازوت والدواء والقمح ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعونهم ويتركونهم يموتون من دون أدوية، وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني".
وتابع "سكتنا كثيرا عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية والدبلوماسية، حرصا على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن (..) بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان".
وأشار إلى رصد "اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل".
لكنه أكد أن "الحكومة لديها خيارات عديدة، وسيكون لها رد واضح وصريح" إزاء تلك المخططات، مشددا على أنها "لن تقبل أن يكون لبنان وشعبه صندوق بريد داخليا لمصالح ومفاوضات وتصفية حسابات خارجية".
وأضاف: "لن نقبل بمحاصرة اللبنانيين وتجويعهم".
وقال دياب "إن الحكومة تعمل على فك الارتباط بين سعر الدولار وبين كلفة المعيشة. ونحن في المرحلة الأخيرة من إنجاز هذه المهمة"، مضيفا أن "الحكومة ليست معطلة، ولن يمنعها قطع الطرقات من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة للبنانيين".
ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية تفاقمت بفعل تداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وذلك على وقع احتجاجات شعبية مستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي للمطالبة بالإصلاح في البلاد.
وتأمل حكومة دياب في وقف التدهور وحل المشاكل المالية والاجتماعية وتنفيذ إصلاحات وتنشيط القطاعات المختلفة لإنعاش الاقتصاد بعدما أقرت في 29 أبريل الماضي خطة إصلاح وإنقاذ اقتصادي تستمر 5 سنوات، وشرعت في التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية.