مطار على ارتفاع 4500 متر فوق سطح البحر غيّر حياة منطقة بأكملها في الصين (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:07:03.16:28

3 يوليو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تقع محافظة آري التابعة لمنطقة التبت ذاتية الحكم على الحدود الجنوبية الغربية للصين، وهي تعرف لدى السكان المحليين باسم "سقف العالم". تبلغ مساحتها 304 آلاف كلم مربع وبمعدل ارتفاع قدره 4500 متر على سطح البحر، يتجاوز عدد سكانها على 120 ألف نسمة. يقع المكتب الإداري في بلدة شيتشيانخه بمحافظة آري على بعد أكثر من 1300 كيلومتر من أقرب مدينة إليه وهي مدينة هوتان في شينجيانغ، كما يبعد 1400 كيلومتر عن مدينة لاسا و5100 كيلومتر عن بكين.

وقال أحد المسؤوليين له صلة بمطار آري كونشا لصحيفة العشب: "قبل سنة 2010 كانت آري تعتمد بشكل أساسي على الطريق الرابط بين هوتان في شينجيانغ ومدينتي ريكاتسي ولاسا في التبت، لكن الطريق بعيد وأحواله سيئة، وللسفر من بلدة شيتشيانخه إلى لاسا كنا نحتاج إلى 40 ساعة على الأقل".

ومن أجل سد الفجوة في نقل الطيران المدني في شمال غربي الصين، بدأت في مايو 2007 أشغال بناء مطار كونشا في الجنوب الغربي لبلدة شيتشيانخه الواقعة على ارتفاع 4274 متر. وللتغلب على العديد من الصعوبات مثل سوء الأحوال الجوية وقصر فترة البناء والمسافات الطويلة لنقل مواد البناء، أكمل المهندسون والفنيون بناء المطار في فترة قصيرة تجاوزت الثلاث سنوات بقليل، وبذلك استطاعوا من بناء جسر جوي يربط بين محافظة آري ولاسا وحتى بين جميع مناطق البلاد.

في 1 يوليو 2010، مع الهبوط السلس لطائرة إيرباص من نوع A319، تم رسميا افتتاح المطار الرابع في منطقة التبت ذاتية الحكم، وهو مطار آري كونشا. وحتى الآن هناك أربع وجهات لهذا المطار وهي لاسا وكاشغر وأورومتشي وشيآن. في غضون 10 سنوات، بلغ عدد الرحلات في المطار الـ 7169 رحلة، وتم نقل 491367 راكبا، وتم شحن 365 طنا من المواد.

يعد مطار آري كونشا رابع أعلى مطار على مستوى سطح البحر في العالم، وتبلغ مساحة مبنى المطار حوالي أربعة آلاف متر مربح، كما أن سعته القصوى تبلغ 4 طلعات جوية في الساعة، بضمان نقل 300 راكب في الساعة على أقصى تقدير، كما أنه مصمم لاستيعاب 120 ألف راكب في السنة.

يتأثر هذا المطار كثيرا بمناخ المرتفعات الذي تقع فيه محافظة آري، كما أنه يواجه العديد من الصعوبات مثل النقص في إمدادات الطاقة وإمدادات المياه والتدفئة، وتأثير الضغط العالي في المناطق المرتفعة على كافة المرافق والمعدات والتشغيل الآمن لها، والنقص الشديد في المواد الأساسية. لكن ومع هذا، حافظ مطار آري كونشا لمدة 10 سنوات من الملاحة على وضع أمني مستقر بشكل عام وشكل سلسلة من التجارب التي يمكن استنساخها وتطبيقها على عمليات أخرى في المطارات الواقعة في الأماكن المرتفعة.

كان هذا المطار رائدا في وضع أول سياج أمني ساعد في القضاء على كافة مخاطر السلامة المحتملة. حيث تم بناء طبقة عازلة مصممة خصيصا للحفاظ على أنابيب مياه التدفئة، وحل مشكلة تصدعها أو انفجارها جراء البرد القارس خلال فصل الشتاء، كما يعمل حتى الآن على تجارب مختلفة لحل كافة المشاكل المتعلقة بتأثير المرتفعات على المعدات والمنشآت.

لقد تم اختصار المسافة من محافظة آري إلى لاسا من أكثر من 40 ساعة إلى ساعتين فقط بالطائرة. كما يمكن الوصول من آري إلى جميع أنحاء البلاد في غضون يوم واحد. لقد حسّن النقل الجوي السريع والمريح إلى حد كبير تنقلات متساكني هذه المحافظة، كما كشف النقاب عن الكنوز السياحية التي تتمتع بها آري إلى عدد متزايد من السياح.

وقال أحد المسؤولين بالمطار:" لقد أدى افتتاح مطار آري كونشا إلى كسر القفل الذي كان يقيد حركة السكان ويشل الاقتصاد، كما حفز على الحيوية الاجتماعية وغير مظهر التنمية الاقتصادية وذلك بسبب تدفق الأشخاص والخدمات اللوجستية".

كما لعب الطيران المدني دورا مهما في التنمية الاقتصادية لمحافظة آري. حيث أن جلب الاستثمارات بات يتمتع بأسس أكثر صلابة، كما أن الموارد السياحية عالية الجودة صارت تتمتع بظروف أفضل بكثير. ووفقا للبيانات الصادرة عن إدارة محافظة آري، بعد فتح المطار أمام حركة المرور، ارتفع عدد السياح الذين استقبلتهم المحافظة من 61300 في عام 2010 إلى 1.099 مليون في عام 2019، بمتوسط زيادة سنوية قدرها 38 بالمائة، وبإيرادات سياحية من 60 مليون يوان في عام 2010 إلى 1.374 مليار يوان في 2019، بزيادة سنوية متوسطة قدرها 42 بالمائة، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للمحافظة من 1.85 مليار يوان في 2010 إلى 6.204 مليار يوان في 2019، بزيادة سنوية قدرها 14 بالمائة في المتوسط.

لقد غيرت الملاحة الجوية في المطار أيضا حياة السكان المحليين. حيث لم يعد من الصعب على المواد القادمة من المناطق والمقاطعات الأخرى أن تتواجد في محافظة آري، ويتم تقديم الخضروات الطازجة والفواكه والمأكولات البحرية على طاولات الطعام للسكان المحليين، كما صار العمل والتعليم والذهاب إلى المستشفيات ملائما أكثر بالنسبة لكل السكان في المحافظة.