مقالة : ارتداء أقنعة الوجه يبقى عامل انقسام بالولايات المتحدة مع تزايد حالات العدوى بكوفيد-19

واشنطن 30 يونيو 2020 (شينخوا) لا يزال ارتداء قناع الوجه، الذي يقول خبراء الصحة العامة إنه من بين أكثر الوسائل فعالية للحد من انتشار كوفيد-19، عامل انقسام بين الأمريكيين، رغم استمرار انتشار فيروس كورونا في البلاد، بمعدل مثير للقلق.

قال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، للجنة الصحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء "لدينا الآن أكثر من 40 ألف حالة جديدة في اليوم. لن أتفاجأ إذا وصلنا إلى 100000 في اليوم إذا لم يتم عكس هذا المنحى. لذا، فإنني قلق للغاية".

وأضاف أن حالات تفشي المرض في أجزاء مختلفة من البلاد عرضت "البلاد بأكملها للخطر" و"من الواضح أننا لا نتحكم في ذلك".

قال فاوتشي إن "الأقنعة مهمة للغاية"، و"إن الناس يحمون بعضهم البعض. أي شيء يعزز استخدام الأقنعة، سواء أكان ذلك بأقنعة مجانية أو أية آلية أخرى، أنا أؤيدها تماما".

من جانبه، وجّه روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، في نفس جلسة الاستماع، نداءً مماثلا، خاصة للشباب الأمريكيين.

وقال ريدفيلد إنه "من الأهمية بمكان" أن يتحمل الأمريكيون المسؤولية الشخصية لإبطاء انتقال كوفيد-19 وتبني الاستخدام العالمي لأغطية الوجه.

تم الإبلاغ عن أكثر من 2.6 مليون إصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، وتجاوز عدد الوفيات 126000 حالة حتى بعد ظهر يوم الثلاثاء، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز.

وأفادت 15 ولاية أمريكية، يوم الإثنين، تسجيل أعلى معدلات حالات الإصابة خلال سبعة أيام، وفقا لبيانات الجامعة أعلاه، وعشر ولايات منها وهي ألاباما وألاسكا وأريزونا وفلوريدا وأيداهو ومونتانا وكارولينا الجنوبية وتينيسي وتكساس ووايومنغ، لم تضع متطلبات ارتداء قناع الوجه على مستوى الولاية، وفقا لتقرير من شبكة ((سي أن أن)).

في 3 أبريل، طرحت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، توصية بضرورة أن يرتدي المواطنون "أقنعة قماشية غير طبية" للمساعدة في كبح انتشار كوفيد-19 في الأماكن العامة.

لكن نصيحة الصحة العامة هذه تحولت في بعض الحالات إلى نقاش حول ما إذا كان هذا المطلب يعد تعديا على الحقوق الشخصية.

وفقا لاستطلاع أجرته شبكة ((سي بي أس)) الإخبارية، يوم الأحد، قال 59% ممن شملهم الاستطلاع من الجمهوريين، إنهم يعتقدون أنه خيار شخصي لارتداء قناع في الأماكن العامة، في حين قال 76% من الديمقراطيين إنها مسؤولية عامة.

كان القادة الديمقراطيون أكثر صراحة حول أهمية أقنعة الوجه، بينما رفض العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض والجمهوريين، مرارا وتكرارا، اتباع هذه الممارسة.

في كلمة ألقاها في ويلمنغتون، ديلاوير، يوم الثلاثاء، قال المرشح الرئاسي الديمقراطي المفترض جو بايدن، إنه ينبغي أن يكون هناك توجيه فيدرالي بأنه "على الجميع ارتداء قناع الوجه في الأماكن العامة، خلال هذه الفترة".

وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، يوم الأحد، إن تفويضا فيدراليا لارتداء الأقنعة في الأماكن العامة "طال انتظاره"، وانتقدت الرئيس دونالد ترامب لأنه لم يقم شخصيا بارتداء قناع في الأماكن العامة.

مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في عدة ولايات في الجنوب والجنوب الغربي الأمريكي، مؤخرا، دعا عدد متزايد من القادة الجمهوريين إلى استخدام أقنعة الوجه في الأماكن العامة، ومنهم نائب الرئيس مايك بنس، وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

وأظهرت البيانات التي جمعتها منظمة ((الأقنعة للجميع))، وهي منظمة تطوعية تدعو لارتداء أغطية الوجه وسط الجائحة، أن حوالي 18 ولاية نفذت قواعد متفاوتة الشدة، على مستوى الولاية، ما أجبر المواطنين على ارتداء قناع علني.

يوم الإثنين، أعلن حكام ولايتي أوريغون وكنساس، أنهما سيجعلان أغطية الوجه أمرا مفروضا على السكان، على أن يتم التنفيذ يومي الأربعاء والجمعة على التوالي.

وفي بعض الولايات، ومنها النقاط الساخنة الجديدة لتفشي الفيروس في فلوريدا وتكساس، والتي لا تضع متطلبات لارتداء قناع الوجه، أدخلت بعض المدن والمقاطعات هناك إجراءاتها الخاصة فيما يتعلق بضرورة تغطية الوجه.

إن الأمر الفيدرالي بضرورة ارتداء قناع الوجه، لن يسهم فقط في خفض المعدل اليومي لتزايد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بكوفيد-19 فحسب، بل يسهم أيضا بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من تلقي ضربة هبوط بـ 5% في الناتج المحلي الإجمالي، في ظل مزيد من عمليات الإغلاق المتطاولة، وفقا لما أوردته شبكة ((سي أن بي سي)) يوم الثلاثاء، نقلا عن مؤسسة الخدمات المالية ((غولمان ساخس)).