بكين 28 يونيو 2020 (شينخوا) يقول المثل العربي "لا يعجز القوم إذا تعاونوا"، ومنذ اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، يعمل الجانبان الصيني والعربي يدا بيد على مكافحة الوباء ويدعمان بعضهما البعض، ما أوفى بتعهداتهما ببناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية عبر الممارسات الفعلية، بينما تتمتع علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية الآن بأساس أقوى، وصداقة أوثق بين الشعبين وآفاق أكثر إشراقا للتعاون.
وتضرب العلاقات الصينية-العربية جذورها في أعماق التاريخ، وتواصل تطورها وتجددها على مر الزمان. وقد أثبتت الأيام أن الصين والدول العربية ظلتا صديقين عزيزين وأخوين شقيقين وشريكين حميمين بغض النظر عن تغيرات الأوضاع في الساحة الدولية والصعوبات والمخاطر التي تواجهها.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في يوليو 2018 إقامة الشراكة الاستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل بين الصين والدول العربية، ما فتح صفحة جديدة للعلاقات بين الجانبين.
يعيش عالم اليوم تغيرات لم يشهدها منذ مائة سنة، وخاصة وباء فيروس كورونا الجديد الذي أضر بسلامة حياة البشرية، وشكل صدمة لاستقرار السلاسل العالمية للصناعة والإمداد، وخلق ضغطا متزايدا على تراجع الاقتصاد العالمي، وسرع إحداث تغيرات عميقة للمنظومة العالمية والنظام الدولي.
وفي المرحلة التي عاشت الصين فيها أصعب الظروف خلال مكافحة الوباء، عبرت حكومات الدول العربية عن التضامن مع الجانب الصيني، كما قدمت عدة دول عربية للصين المستلزمات الطبية لمكافحة الوباء. وفي حين اجتياح الوباء الدول العربية، أرسلت الصين فرق الخبراء الطبيين إلى فلسطين والعراق والجزائر والسودان وغيرها، وقدمت مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إضافة إلى تجربة الصين في الوقاية والسيطرة على الوباء واستئناف العمل والإنتاج، الأمر الذي قدم دعما كاملا للجانب العربي لمكافحة الوباء.
ومن جهة أخرى، عقد الاجتماع الاستثنائي لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية خلال الفترة ما بين 22-24 يونيو 2020، عشية الاحتفال بالذكرى الـ99 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تحت عنوان "العمل يدا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد".
وأرسل الرئيس شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رسالة تهنئة إلى الاجتماع، كما أرسل عدة قادة من الدول العربية كلماتهم عبر مقاطع فيديو ورسائل مكتوبة إلى الاجتماع، ما جسد اهتمامهم البالغ بتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية- العربية، ودعمهم الثابت لتعميق التواصل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية.
ويعتبر مؤتمر الحوار منصة هامة للتعاون والتبادل بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية. وقد لعب الاجتماع الذي انعقد على الخلفية الاستثنائية لتفشي وباء فيروس كورونا الجديد، دورا إيجابيا لحشد قوة الجانبين الصيني والعربي في مكافحة الوباء وتعميق التبادل والتعاون بينهما ودفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية.
وقال الرئيس شي في رسالة التهنئة إنه في مواجهة الوضع الجديد والتحديات الجديدة في أعقاب وباء كوفيد-19، فإن الحزب الشيوعي الصيني على استعداد للعمل جنبا إلى جنب مع أحزاب الدول العربية لتحقيق دور أفضل لهذه المنصة من خلال التواصل الاستراتيجي المكثف ومشاركة تجربة الحوكمة على خلفية الوقاية من المرض والسيطرة عليه.
وأعلنت الصين خلال الاجتماع الاستثنائي أنه خلال السنوات الثلاث القادمة سيدعو الحزب الشيوعي الصيني 200 قيادي من أحزاب الدول العربية لزيارة الصين سنويا، كما يستعد لإرسال الوفود لزيارة الدول العربية تلبية لدعوات الجانب العربي، من أجل إجراء التبادل المعمق حول حوكمة الدولة والطرق التنموية ومكافحة الفقر وبناء الحزب وغيرها.
وكما يقول المثل الصيني "باتحاده يشتعل الفحم، وبتفريقه ينطفئ"، سترتقي العلاقات الصينية-العربية إلى مستوى جديد من خلال التشارك في مكافحة الوباء والجهود المشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد، ما يضخ ديناميكية قوية للمضي قدما بالمعركة الدولية ضد الوباء وضمان سلامة الشعوب ورفاهيتها.