دمشق 24 مايو 2020 (شينخوا) لأول مرة لا تنتصب الأراجيح والألعاب في الساحات العامة في سوريا، ويغيب الأطفال عنها، ولا نراهم يمرحون ويغنون ويملؤون الساحات صخبا وفرحا، حيث التزم الجميع البيوت خوفا من الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيدـ19)، وغابت مظاهر عيد الفطر هذا العام.
وطيلة السنوات الماضية من الحرب التي شهدتها سوريا، والقذائف التي كانت تسقط بشكل عشوائي على دمشق العاصمة وبعض المحافظات السورية، لم تمنع الأطفال والناس من الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، ولم تغب الألعاب وبائعي الحلوى، وظلت طقوس الأعياد موجودة ولو على نطاق ضيق.
في هذا العام، تغيرت طقوس الاحتفال بعيد الفطر مع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد، واقتصر تبادل التهاني بين الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أو من خلال الاتصال الهاتفي بين الأقارب والأهل. والتزم الأطفال بالبقاء بالبيت، وامضوا جل وقتهم أمام شاشات التلفاز أو اللعب على الكمبيوتر بألعاب مختلفة أو ممارسات هوايات مختلفة.
ولاحظ مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق خلو الساحات العامة والحدائق من الألعاب، وسط إجراءات مشددة فرضتها الحكومة السورية على الأشخاص الذين حاولوا نصب أي نوع من الألعاب بقصد جذب الأطفال.
وعبر الطفل حسام العبد (12 عاما) عن حزنه لغياب مظاهر الاحتفال بعيد الفطر لهذا العام بسبب كوفيد-19 الذي يهدد العالم بأسره. وأشار إلى أن الإجراءات المتخذة تصب في مصلحة الأطفال في النهاية.
وقال حسام، الذي لبس ثياب العيد وجلس في صالون منزله، ينتظر أن يأتي أحد للمعايدة عليه، لوكالة ((شينخوا))، بدمشق إن "فرحة العيد لدى الأطفال هي النزول إلى الساحات العامة واللعب مع الأطفال في الأراجيح، وشراء الأطعمة والحلويات من العيدية التي يحصلون عليها من الأهل والأقارب"، مؤكدا أن الساحات خلت هذا العام من الألعاب ومن الأطفال، ولم نسمع أي حركة تدل على حيوية العيد.
وأشار حسام إلى أنه أمضى وقته مع العائلة وفي تناول الطعام الذي أعدته أمه. وملأ حسام أيضا بعض وقت فراغه في غرفته يعزف على آلة الأورغ ويغني، متمنيا أن يكون عيد الأضحى القادم أفضل، ويعوض الأطفال ما فاتهم من لهو ومرح بهذا العيد.
ومن جانبها، روت ياسمين (14 عاما) الساعات الأولى البطيئة التي مرت من اليوم الأول لعيد الفطر، مبينة أن طقوس العيد تبدلت و"لم تعد كما كنا نعرفها قبل ظهور مرض فيروس كورونا الجديد".
وقالت ياسمين التي جلست مع عائلتها صباحا، وبيدها هاتفها المحمول، "كنا ننتظر صباح العيد، حتى نلبس ثيابنا الجديدة، ويأتي الأهل والأقارب والجيران لتبادل التهنئة بعيد الفطر"، مشيرة إلى أن صناعة الحلوى بالمنزل هي أيضا من الطقوس التي غابت عن العيد بسبب انتشار كوفيدـ19، منعا لانتشاره وكإجراء احترازي.
وأضافت ياسمين "اتصلت بجدي الذي يجاورنا بالسكن في منطقة المزة بدمشق، وتكلمت معه صوت وصورة لتبادل التهنئة"، مشيرة إلى أن اتصالها بجدها خفف عنها الكثير، وساعدها على التأقلم مع الوضع الراهن.
وبدورها، رأت أم ياسمين لأن إقناع الأطفال بهذا الوضع الجديد شكل تحديا كبيرا، قائلة "واجهت صعوبة بإقناع أولادي بالبقاء في المنزل خلال عطلة عيد الفطر".
وأضافت أم ياسمين وهي موظفة حكومية لـ((شينخوا))، "قبل أيام وأنا أقنع أولادي بالإجراءات الجديدة، وعملت على رسم صورة لكل طفل يخرج ويلعب في الشارع قد يعرض عائلته للخطر"، مشيرة إلى أنها جهزت بعض الألعاب البسيطة والمسلية للأطفال لكي يلعبوا بها خلال فترة العطلة، إلى أن تقرر الحكومة ما يجب فعله في المستقبل.
يشار إلى أن الحكومة السورية أصدرت تعلميات منعت من خلالها أي مظاهر تجمعات تتعلق بالعيد خاصة ألعاب الأطفال بكل مكوناتها وصالات الألعاب على مستوى جميع الوحدات الإدارية بالمحافظات السورية.
كما أعلنت أيضا الاستمرار بإغلاق المنشآت السياحية والمنتزهات والمطاعم والمقاهي والحدائق العامة خلال فترة العيد.
وسجلت سوريا حتى الآن 86 حالة إصابة بكوفيد-19، شفيت منها 41 حالة وتوفيت 4 حالات.