احتدمت الحالة الوبائية للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد ( كوفيد -19) ، مما كان له تأثير خطير على العديد من المجالات مثل أمن الصحة العامة العالمي والاقتصاد العالمي. وإن اتساع تأثيره وشدته يحددان ضرورة وإلحاحية تعزيز التآزر العالمي. ولا يمكننا أن نعطي الأمل والقوة لكل بلد وفرد تحت ضباب الوباء ، إلا من خلال إعطاء دور كامل لآلية المتعددة الأطراف ، وتحريك عجلات التعاون المتعدد الأطراف ، وترك شمس مجتمع المصير البشري تتألق على هذه البسيطة.
أثبتت الممارسة التاريخية أن التعددية يمكن أن تلعب دورا بناءا في مواجهة التحديات المشتركة للبشرية. وفي الواقع ، فقد ظهرت العديد من الآليات المتعددة الأطراف العالمية والإقليمية استجابة للتحديات، سواء كانت الأمم المتحدة أومجموعة العشرين وآبيك وغيرها. حيث يعتمد منع تفشي فيروس إيبولا وحالات الطوارئ الأخرى في مجال الصحة العامة ، والتعامل مع الأزمة المالية الدولية والأزمة المالية الآسيوية على التعاون المتعدد الأطراف على أساس القوة الوطنية. ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة وفرصة هامة لمواصلة دراسة الالتزامات التي قطعتها البلدان على التعددية. ويذكرنا التفشي المفاجئ لـ( كوفيد -19) بالحاجة إلى تعزيز وتحسين نظام الحوكمة العالمية مع وجود الأمم المتحدة في صميمه ، بحيث يمكن الاستفادة من الآليات المتعددة الأطراف بالكامل.
" من أجل التغلب على الوباء ، من الضروري تعزيز إجراءات" الاستجابة العالمية "القائمة على التنسيق والتعددية." أصدرت الجمعية العامة الرابعة والسبعون للأمم المتحدة قرارًا محددًا لـ ( كوفيد -19) للمرة الأولى هذا الشهر ، داعياً إلى تعزيز التعاون المتعدد الأطراف في الاستجابة للوباء. وفي 20 أبريل ، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بشأن ضمان حصول جميع البلدان على الأدوية واللقاحات والمعدات الطبية للاستجابة لـ ( كوفيد -19) ، واقترحت استجابة عالمية قائمة على التضامن والتعاون متعدد الأطراف ، مؤكدة أن منظومة الأمم المتحدة تلعب دوراً مركزياً في السيطرة على انتشار ( كوفيد -19) واحتوائه ، مؤكدة الدور الرئيسي الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية. وقد أوضحت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة جدية وأهمية التعاون المتعدد الأطراف في مكافحة الوباء ، وأشارت إلى اتجاه الاستجابة العالمية للوباء.
منظمة الصحة العالمية هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ومسؤولة عن الشؤون الصحية. وهي القوة الأساسية التي تنسق وتقدم الكفاح العالمي ضد الوباء في الوقت الحاضر. بل أنها منظمة لا غنى عنها في مساعدة البلدان النامية مثل أفريقيا على مواجهة الوباء. والعالم بحاجة إلى منظمة الصحة العالمية أكثر من أي وقت مضى. ودعم منظمة الصحة العالمية يعني دعم التعددية ، التي يمكن أن توحد القوى العالمية لمكافحة الوباء وتنقذ المزيد من الأرواح. وسواء كانت "77 دولة والصين" ، والعدد الهائل من البلدان النامية الممثلة بحركة عدم الانحياز ، أو الدول المتقدمة مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا واليابان ، وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، تدعم بوضوح منظمة الصحة العالمية، ومواصلة لعب المنظمة دور مهم في الاستجابة للوباء وتعزيز بناء نظام عالمي للصحة العامة. ولكن، بعض السياسيين من القوى الغربية الفردية يقفون على جوانب متضاربة من معظم البلدان ، ويصرون على تشويه سمعة منظمة الصحة العالمية وتفكيكها ، أو حتى تعكير صفو مرحلة التعاون المتعدد الأطراف، و تطغى المصالح الوطنية على المصالح العالمية وهو مظهر من مظاهر انعدام الضمير.
تدعم الصين بقوة التعددية ، وتدعم بنشاط دورالمنظمات الدولية ، وتحافظ بقوة على سلطة وفعالية النظام المتعدد الأطراف. وتتمسك الصين بمفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وتتخذ إجراءات غير مسبوقة للتنسيق والتعاون مع جميع دول العالم للتغلب على الصعوبات بعد تفشي ( كوفيد -19) في العديد من البلدان. وأخطرت الصين على الفور منظمة الصحة العالمية والبلدان والمناطق ذات الصلة بالحالة الوبائية ، وشاركت سلسلة الصحة الجينية الكاملة لـ ( كوفيد 19) مع منظمة الصحة العالمية في أقرب وقت ممكن ، مما يدل بشكل كامل على روح التعاون. وزادت الصين 30 مليون دولار أمريكي نقدًا على أساس التبرع السابق بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي نقدًا لمنظمة الصحة العالمية للاستخدام للوقاية من الأوبئة ومكافحتها ودعم تطوير النظم الصحية في البلدان النامية. كما تعمل الصين بنشاط على تعزيز مكافحة الوباء وطرح سلسلة من المبادرات المهمة على المستوى الدولي لتحسين مستوى إدارة الصحة العامة وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي سواء في إطار مجموعة العشرين ، أو على منصات التعاون الإقليمي بين الصين و 17 دولة في وسط وشرق أوروبا ، والآسيان والصين ، واليابان وكوريا الجنوبية (10+3) ، والآسيان والصين (10+1) . وقال الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريس، إن دعم الصين لتعددية الأطراف ضروري ويتطلع إلى قيادة الصين المهمة في الشؤون الدولية.
ينتشر الوباء على الصعيد العالمي وبالنسبة لجميع البلدان ، فإن التحديات مشتركة والمسؤوليات مشتركة والمصير مشترك. ومن الضروري تعزيز الحوكمة العالمية ، وزيادة التعاون في البعد متعدد الأطراف ، ومحاربة الوباء مع الجهود المتعددة الأطراف. ولا يمكننا أن نحافظ على صحة ورفاهية مشتركة ورؤية تنموية أفضل إلا من خلال بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.