القاهرة 22 أبريل 2020 (شينخوا) مع اقتراب شهر رمضان، قلص المصريون استعداداتهم لاستقبال أكثر شهور التقويم الإسلامي روحانية، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في البلاد.
وسجلت مصر حتى اليوم (الأربعاء) 3659 مصابا بفيروس كورونا المستجد، و276 حالة وفاة، حسب وزارة الصحة والسكان.
وأعلن مفتي مصر الدكتور شوقي علام، في بيان اليوم (الأربعاء) أن الجمعة المقبل سيكون أول أيام شهر رمضان الكريم، وذلك بعد أن استطلعت دار الإفتاء هلال شهر رمضان بواسطة اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية.
ولطالما اعتاد المصريون أن يتوافدوا على الأسواق بأعداد كبيرة، لشراء المواد الغذائية وأنواع مختلفة من الحلويات والمشروبات استعدادا لحلول شهر رمضان.
إلا أن الأسواق هذا العام شهدت إقبالا ضعيفا من المشترين، جراء الإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذتها الحكومة المصرية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك حظر التجول الليلي.
وفي أحد متاجر حي المعادي الراقي بالقاهرة، وقفت غادة وهي معلمة تبلغ من العمر 32 سنة، تراقب أطفالها وهم يلتقطون الزينة التقليدية التي تستخدم لتزيين المنازل احتفاء بقدوم شهر الصوم عند المسلمين.
وقالت غادة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "هذا العام مختلف تماما، لقد أثر تفشي الفيروس على روتيننا اليومي وحبسنا في المنازل، لكن مازال من الممكن الحفاظ على تقاليد رمضان المبهجة".
وبعد جولة سريعة داخل المتجر، انتهت غادة من شراء زينة وفوانيس رمضان التقليدية لأطفالها، في محاولة منها لجلب السعادة لعائلتها وسط الظروف الصعبة الناجمة عن انتشار الفيروس المميت.
وكما هو الحال في كل عام، اشترت غادة ياميش رمضان، مثل المكسرات والفواكه المجففة التي يتم تناولها عادة خلال شهر الصوم المبارك.
بدوره، قال محمود عزمي صاحب محل بقالة في المعادي، إنه يركز على بيع المعلبات لجذب الزبائن.
وأوضح عزمي، وهو يرتدي قفازات وقناعا للوجه، أن العملاء بدأوا بشراء المواد الغذائية التي تستهلك عادة خلال شهر رمضان، خاصة المكسرات والمشروبات.
وأضاف عزمي، بينما كان يرش أيدي أحد العملاء بالكحول، "اتوقع أن يأتي المزيد من العملاء للشراء في الأسبوعين المقبلين"، مشيراً إلى انخفاض عدد المشترين هذه الأيام مقارنة بالعام الماضي.
وتفرض مصر حاليا حظر تجوال ليلي لمدة 10 ساعات في جميع أنحاء البلاد حتى 23 أبريل الجاري، وسط توقعات بأن يمتد الحظر خلال شهر رمضان للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قررت السلطات المصرية تعليق جميع الأنشطة الدينية الجماعية، بما في ذلك الصلوات الجماعية في المساجد، خلال شهر رمضان.
كما تم تعليق الأنشطة العامة الأخرى المقررة لهذا الشهر، بما في ذلك الموائد الخيرية للفقراء.
وفضلت دلال صبحي، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 45 عاما، تجنب أية اتصالات اجتماعية غير ضرورية، وقالت إنها تميل إلى صناعة زينة رمضان مع عناصر بسيطة في منزلها.
وسمحت صبحي، لأطفالها بقص أوراق صغيرة وتلوينها ولصقها معا لعمل أشكال مختلفة يتم استخدامها لتزيين المنزل خلال شهر رمضان.
وأضافت لـ (شينخوا)، "لقد استخدمت زينة العام الماضى لطاولات وجدران غرفة الطعام، وسأقوم بتعليق الزينة التي صنعناها في المنزل فى غرفة المعيشة".
وأشارت إلى أن أطفالها كانوا سعداء للغاية أثناء صنع الزينة، مما ساعدهم على التخلص من الملل لبعض الوقت.
وتابعت السيدة بحزن، "سنفتقد الكثير من السعادة والتسلية هذا العام، خاصة الحفلات والولائم العائلية"، معربة عن أملها في أن تنتهي فترة حظر التجول قريبا.