بكين 22 إبريل 2020 (شينخوا) قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه "لم يتم إخفاء أي شيء في استجابة المنظمة لكوفيد-19 عن الولايات المتحدة من اليوم الأول"، رافضا اتهام واشنطن بأن المنظمة حاولت التستر على الجائحة.
فمنظمة الصحة العالمية لم تنشر فقط تفاصيلا كاملة عن المرض منذ تفشيه في يناير، وإنما قام أيضا بعض مسؤولي الصحة الأمريكيين العاملين بدوام كامل في مقر المنظمة بنقل المعلومات في الوقت الحقيقي إلى البيت الأبيض -- وهذا دليل على أن واشنطن عرفت الحقيقة من البداية.
وقال تيدروس في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن نحو 15 موظفا من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض تم انتدابهم إلى منظمة الصحة العالمية منذ يناير، وانضموا إلى اثنين من المسؤولين الأمريكيين المكلفين بالعمل فيها لفترة طويلة، وهذه علامة على شفافية المنظمة، مضيفا أن "جميع الدول تحصل على المعلومات على الفور".
وبالإضافة إلى ذلك، تشاور أيضا كبار المسؤولين الصحيين الذين عينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصفة منتظمة مع منظمة الصحة العالمية على أعلى المستويات عندما تفشي كوفيد-19، وفقا لتقرير نشرته صحيفة ((واشنطن بوست)) يوم الاثنين.
وفي مذكرة مؤرخة بـ29 يناير، حذر بيتر نافارو المستشار التجاري لترامب من أن "نقص الحماية المناعية أو علاج حالي أو لقاح سيترك الأمريكيين بلا حول ولا قوة حال تفشي فيروس كورونا الجديد على الأراضي الأمريكية". ويعد هذا أعلى درجات الإنذار التي تم تداولها في الجناح الغربي، حسبما أفادت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في وقت سابق من الشهر الحالي.
وأكد نافارو في المذكرة أن "خطر حدوث سيناريو جائحة من أسوأ الحالات ينبغي عدم إغفاله" في ضوء المعلومات الواردة من الصين.
ومن ناحية أخرى، سعت منظمة الصحة العالمية، باعتبارها هيئة متخصصة للصحة العالمية، جاهدة إلى تحقيق مقاصدها المتمثلة في جمع المعلومات حول كوفيد-19 وإصدار التحذيرات في حينه.
وفي يوم 5 يناير، نشرت منظمة الصحة العالمية أول خبر لها عن تفشي مرض وتمحور حول الفيروس الجديد، حيث تضمن تقييما للمخاطر ونصائح وتقارير الصين حول الفيروس. وجاء نشر المنظمة لهذا الخبر بعد يومين من قيام الصين باطلاع المنظمة وكذا الدول والمناطق ذات الصلة على تفشي المرض.
وفي يوم 12 يناير، ذكرت المنظمة في بيان صحفي أن "الصين تشاركت التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد، وهو أمر سيكون له أهمية كبيرة للدول الأخرى لكي تستخدمه في تطوير مجموعات تشخيصية محددة".
وقال تيدروس في مؤتمر صحفي عقد يوم 11 مارس إن "كوفيد-19 يمكن وصفه بأنه جائحة"، وذلك بعدما أعلن عن حدوث حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي في نهاية يناير، ليرسل بذلك أعلى مستوى من الإنذار.
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية على وجه السرعة عن حدوث حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي وسرعان ما قامت بعدها بتصنيف كوفيد-19 بأنه جائحة، هكذا غرد لورنس جوستين أستاذ قانون الصحة العامة في جامعة جورجتاون، مضيفا أن "الولايات المتحدة وأوروبا كان أمامهما الوقت للاستعداد. ولم تفعلا! من السهل إلقاء اللوم على منظمة الصحة العالمية، لكن هذا خطأنا".