القاهرة 15 أبريل 2020 (شينخوا) في مصنع مزدحم في قلب المنطقة الصناعية الحرة بالعاصمة المصرية القاهرة، تعمل مجموعات من الموظفين ليلا ونهارا لتشغيل آلات حديثة تم جلبها من الصين مؤخرا، لإنتاج ما يصل إلى 750.000 قناع وجه طبي يوميا.
وتم افتتاح المصنع، بالمشاركة بين شركة (يوروميد) للصناعات الطبية في مصر وشركة (نينغبو أ بلس) المحدودة الصينية للاستيراد والتصدير، الأسبوع الماضي بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 1.5 مليون قناع وجه جراحي عال الجودة عند اكتمال خطوط الإنتاج، حيث ستصل خمسة خطوط إنتاج أخرى من الصين بحلول الشهر المقبل.
وقال عمر عبده المدير التنفيذي لشركة (يوروميد) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه الشراكة قامت بجمع مكاننا الملائم وتراخيصنا وقدراتنا مع التكنولوجيا الصينية والآلات المتطورة للغاية، لإنتاج منتج عال الجودة من شأنه أن يساعد العالم في خضم أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)".
وأضاف أن الإنتاج سيسهم في تلبية احتياجات الأسواق المحلية المصرية والصينية، بالإضافة إلى مساعدة الدول الأخرى في مكافحة العدوى التي يسببها فيروس "كوفيد-19".
وأشار إلى أن يوروميد تقوم بإنتاج مستلزمات طبية عديدة منذ عام 2004، وتوقع أن تنافس خطوط الإنتاج الجديدة لأقنعة الوجه عالية الجودة في السوق الدولية حتى بعد انتهاء الأزمة.
ومن المتوقع أن يضاعف المشروع المصري الصيني القدرة الإنتاجية لمصر لأقنعة الوجه، وأن يزود الحكومة المصرية بأقنعة الوجه بسعر أقل بكثير من مثيله في السوق الدولية، لدعم جهودها في مكافحة الفيروس.
وتابع المدير التنفيذي ليوروميد، أن "الربح ليس الغرض الرئيسي من هذا المشروع المشترك، لكنه يسعى لمساعدة مصر والصين والعالم كله في خضم هذه الأزمة العالمية".
وتعمل خطوط الإنتاج الخمسة الحالية دون توقف منذ افتتاح المصنع الأسبوع الماضي.
وقال هو شياو جون المدير العام لشركة (نينغبو أ بلس) المحدودة الصينية، إنه تم تثبيت خمسة خطوط إنتاج بالفعل.
وأوضح المدير الصيني، في تصريحات لـ(شينخوا) أن شركته هي المسؤولة عن توفير رأس المال للمشروع، وكذلك معدات الإنتاج والمواد المساعدة، في حين أن الجانب المصري مسؤول عن شراء بعض المواد الخام وتوفير أماكن الإنتاج والعمالة.
وتتكون أقنعة الوجه الجراحية المنتجة من ثلاث طبقات، الطبقة الأولى عبارة عن نسيج غير منسوج مضاد للدماء، والطبقة الثانية هي قماش مركب ذائب، والثالثة تتكون من قماش غير منسوج.
وأردف هو، قائلا إن الأقنعة يتم إنتاجها وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي وحصلت على علامة CE من خدمة سلامة الأجهزة الطبية الألمانية (MDSS) التي تؤكد امتثالها لجميع متطلبات سوق الاتحاد الأوروبي.
وأعرب عن أمله في أن يساهم المشروع المشترك في الوقاية والسيطرة على انتشار الفيروس في إفريقيا والعالم بأسره.
وأشار إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر، عند ملتقى إفريقيا وآسيا وأوروبا، واتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ستعزز من تصدير إنتاج المصنع في المستقبل القريب.
ويتبنى المصنع سياسة عمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بواقع ثلاث ورديات في اليوم، ويعمل في كل وردية من 40 إلى 50 عاملاً .
وقال باسم خلف الله مدير قسم الهندسة في يوروميد ومدير مصنع الأقنعة، إن تأهيل المهندسين والعمال لتشغيل المصنع باستخدام آلات صينية عالية التقنية في وقت قصير جدا شكل تحديا كبيرا.
وأوضح أنه كان من المفترض وجود فريق صيني في مصر للمساعدة في إدارة وتشغيل المصنع، إلا أن أعضاء الفريق لم يتمكنوا من الحضور بسبب تعليق الرحلات الجوية في مصر.
واستطرد "لقد قمنا بتثبيت خطوط الإنتاج بأنفسنا، لكن المهندسين الصينيين ساعدونا كثيرا خلال العملية عبر مكالمات الفيديو".
والتف عشرات العمال المصريين حول الماكينات الصينية، بعضهم يتابع العمل الآلي للماكينات، وآخرون يقومون بالتغليف اليدوي للأقنعة التي تم إنتاجها، وجميعهم يرتدون أقنعة الوجه الطبية وأغطية الرأس والقفازات الطبية.
وقال أحمد جمال (26 عاما)، وهو أحد العاملين في المصنع، إنه يعمل منذ ثلاث سنوات في المصنع الخاص بإنتاج الحقن التابع لشركة يوروميد قبل أن ينتقل الأسبوع الماضي إلى مصنع إنتاح الاقنعة.
ورأى جمال، أن العمل في مصنع الأقنعة تجربة جديدة ومثيرة بالنسبة له، وتعد ميزة إضافية في مسيرته المهنية، لأن المصنع يستخدم أحدث التقنيات في صناعة الأقنعة الطبية.
واختتم قائلا "أشعر أيضا بأني أساهم في مساعدة الناس على مكافحة انتشار المرض، وهو شعور جيد حقا يدفعني للعمل بجد أكبر".