بغداد 31 مارس 2020 (شينخوا) حظيت الجهود والمساعدات الطبية التي قدمتها الصين للعراق بإشادة كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي، كونها ساعدت العراق في مجابهة فيروس كورونا المستجد.
ووصلت أول دفعة من المساعدات والأجهزة الطبية وفريق من الخبراء المختصين مساء يوم السابع من مارس الجاري، تحت عنوان الصداقة وقت الشدائد، ما منح السلطات الصحية العراقية قدرة على التصدي لفيروس كورونا وزيادة الفحوصات للحالات المشتبه بها.
كما قام الخبراء الصينيون ببناء مختبر حديث ومتطور في دائرة مدينة الطب في العاصمة بغداد خلال فترة أسبوع، الأمر الذي منح السلطات الصحية العراقية إمكانية أكبر لفحص المزيد من الحالات المشتبه بها.
وجاءت كلمات الشكر والتقدير من رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي في أول اجتماع للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية العراقية لمكافحة جائحة كورونا، والتي شكلت قبل عدة أيام، حيث قدم عبدالمهدي الشكر والتقدير والامتنان لجمهورية الصين الشعبية على مساندتها ومساعدتها العراق في ظرفه الصعب.
من جانبه أشاد وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي بجهود الصين لمساندة العراق في مواجهة فيروس كورونا المستجد واصفا موقفها ب "التاريخي الذي لا يمكن نسيانه".
وقال علاوي في مقابلة تليفزيونية مع قناة ((الفرات)) المحلية العراقية " إن موقف الصين لن ننساه، لا أنا ولا صحة العراق في التاريخ".
وأضاف "الموقف الشريف الذي اتخذته الصين في إسناد وزارة الصحة، لم تقم به أي دولة أخرى، فقد أرسلت لنا طائرات فيها مساعدات وأجهزة طبية وجلبوا لنا أشعة متطورة جدا لفحص مرض كورونا".
وأثنى علاوي على جهود فريق الخبراء الصينيين قائلا " إن الخبراء الصينيين ساعدونا في تشكيل لجنة الخبراء لأن لدينا أطباء لديهم خبرة في معالجة فيروس الطيور الذي ظهر عام 2014 ، كما زار الخبراء الصينيون بعض المحافظات لتوعية وتدريب وتدريس كوادرنا الصحية في مراكزنا الطبية".
وتابع " أن الصينيين قدموا لنا أرقى جهاز اتصالات دولي من شركة هواوي، وعن طريق هذا الجهاز سيقوم الخبراء الصينيون بتدريس وتدريب كوادرنا من الموصل حتى البصرة، حيث سنقوم بإعداد برنامج يومي لكل محافظة عبر الكاميرات الدقيقة في هذا الجهاز".
وأشار إلى أن الجانب الصيني وعد بتزويد العراق بعد إنتهاء ازمة كورونا، بكاميرات ممتازة لصالات العمليات بحيث يتمكن الأطباء العراقيون من خلاله الحصول على أي مساعدة من أي طبيب آخر في العالم.
وأكد علاوي أن الإمكانيات الموجودة حاليا لدى وزارة الصحة، جيدة بفضل جهود الصين ومساعداتها لنا، مشيرا إلى أنه في تواصل مستمر مع السفير الصيني في العراق تشانغ تاو وكذلك مع فريق الخبراء.
وفي رده على سؤال حول الدول التي قدمت مساعدة للعراق أجاب علاوي "لم تقدم لنا أي دولة مساعدة سوى الصين".
ويواصل فريق الخبراء الصينيون تقديم المساعدات والارشادات للكادر الطبي العراق فقد زار عدة محافظات جنوبي وشمالي البلاد والقى العديد من المحاضرات العملية التي نالت الاستحسان والتقدير من قبل الكوادر الطبية العراقية.
إلى ذلك قال المواطن محمد المزروعي الذي التقينا به على مقربة من إحدى المؤسسات الصحية العراقية لوكالة أنباء (شينخوا) "تحية تقدير واحترام كبيرة للصين قيادة وحكومة وشعبا على وقفهم الكبيرة معنا في محنتها".
وأضاف "نتيجة المساعدات الطبية والأجهزة المتطورة التي تبرعت بها الصين أنقذت حياة العديد من العراقيين، كما تعلمنا من التجربة الصينية التي نفذتها مع الشعب الصيني وانتصرت على الفيروس، نحن الأن في وضع أفضل".
وتابع " الكلمات والمشاعر لا تكفي للتعبير عن احترامي لما قدمته الصين، كون الصين أثبتت أنها الصديق الحقيقي والحميم للعراق وشعبه، لذلك أصبحت الأن أكثر إيمانا بالمقولة الشعبية الصديق وقت الضيق" وسكت للحظات ثم قال "شكرا من كل قلبي للصين العظيمة وشعبها العظيم".
يذكر أن محطات التليفزيون العراقية المحلية ووسائل الإعلام العراقية وخاصة قناة ((العراقية)) المملوكة للدولة تجري يوميا لقاءات وبرامج حوارية عن فيروس كورونا وتشيد بالتجربة الصينية في مجابهة هذا الفيروس وبالمساعدات الصينية للعراق لتجاوز الظروف الصعبة.
وكان السفير الصيني في العراق تشانغ تاو أكد أن الصين تحرص كل الحرص على تعزيز التعاون مع الأصدقاء العراقيين للتغلب على فيروس كورونا بصورة مشتركة، كاشفا عن نية الصين إرسال دفعتين من المساعدات الطبية للعراق في وقت قريب.
وحسب بيانات وزارة الصحة العراقية فإن عدد الإصابات في العراق بفيروس كورونا المستجد حتى يوم أمس الإثنين بلغت 630 إصابة توفي منها 46 فيما تماثل للشفاء 152 شخصا.
على صعيد متصل الناشط السياسي، والقيادي في الحزب الشيوعي العراقي ماهر عياش عبد الجبوري لـ (شينخوا) نشكر حكومة وشعب الصين الصديق على وقوفهم إلى جانب شعبنا العراقي والانسانية لتصديهم لفيروس كورونا وهذا دليل على إنسانيتهم وحبهم للإنسانية .
وأضاف الجبوري "إن الصين استطاعت أن تستوعب وأن تكون القطب الأوحد في مساعدة العالم والإنسانية لتصديه لهذا الفيروس الفتاك وعلى جميع الأصعدة".
وتابع " أن مستقبل الصين هو أن تكون الأولى وبلا منازع لمساعدة واستقطاب الدول النامية والفقيرة والتي تحتاج للدعم وإقامة العلاقات وتطبيق نوع من الاقتصاد الأشتراكي لوصول الشعوب لبر الأمان والطمأنينة".