منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، وبالإضافة إلى أعمال مكافحة هذا الوباء والسيطرة عليه فإن المناطق التجريبية للتجارة الحرة في الصين والبالغ عددها 18 منطقة واصلت تعزيز فتح آفاق جديدة مع العالم الخارجي ومواصلة ضخ الحيوية في الإقتصاد الصيني والإقتصاد العالمي.
ولتعزيز استئناف العمل والإنتاج، اتخذت مختلف المناطق التجريبية للتجارة الحرة تدابير لمعالجة كافة الصعوبات والعراقيل. حيث قدمت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة في هيلونغجيانغ أكثر من 2000 مجموعة من لوازم الحماية ومعدات التعقيم لموظفي شركات الإنتاج مجانا، ليحل مشكلة أعمال الوقاية؛ وتمثل الموافقة على طريقة "العمل عن بعد" 98 بالمائة من عمليات المنطقة التجريبية للتجارة الحرة بتيانجين ليحل مشكلة العمل؛ وتعاونت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة بشنغهاي مع الأطراف ذات الصلة لبناء منصة خدمات صناعية "مشتركة للموظفين"، وقد انضم إليها أكثر من 10 شركات مما يساهم في الحد من مشكلة التوظيف؛ وقامت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة في مقاطعة خبي بالتنسيق مع المؤسسات المالية لزيادة المعروض الإئتماني للتجارة الخارجية والمؤسسات ذات التمويل الأجنبي، كما نسقت أيضا مع الإدارات ذات الصلة لإعطاء الأولوية لمعالجة كافة الطلبات الناجمة عن وباء كورونا، فيحل مشكلة التمويل؛ كما أصدرت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة بمقاطعة خنان مع مجلس ترويج التجارة الدولية المحلي شهادات "القوة القاهرة" لحل مشكلة عدم قدرة الشركات على الوفاء بعقود التجارة الدولية كما هو مقرر بسبب تأثير الوباء.
وقال يوان يوان نائب مدير إدارة تنسيق بناء الموانئ بوزارة التجارة الصينية:"في الوقت الحاضر، استجابت الإجراءات العملية للمناطق التجريبية للتجارة الحرة إلى مطالب الشركات وحلت مشكلة احتياجاتها الملحة كما عززت عملية استئناف الإنتاج بطريقة منظمة وتحقيق نتائج إيجابية". وإلى غاية 12 مارس وصل معدل استئناف العمل لأكثر من 20 شركة فوق الحجم المحدد في هذه المناطق إلى قرابة المائة بالمائة.
قبل أيام قليلة، تم إطلاق 59 مشروعا باستثمارات إجمالية تزيد عن 160 مليار يوان في المنطقة التجريبية للتجارة الحرة بقوانغدونغ، والتي تضمنت عددا من المشاريع الإستثمارية الأجنبية الكبيرة، وكان من بينها أول مركز تدريب عالمي تابع لشركة HSBC للخدمات المصرفية.
وقال وانغ دونغ شنغ الرئيس التنفيذي لفرع هذه الشركة في آسيا والمحيط الهادئ: "كسوق استراتيجي هام لشركتنا، فإن الإمكانيات الهائلة للتنمية الإقتصادية في الصين وتطورها الرائد في مجال التكنولوجيا المالية جذبت إليها اهتماما عالميا".
وبالرغم من تأثيرات فيروس كورنا، فإن هذه المناطق لم تخفف من جهودها فيما يتعلق بتقديم الخدمات للشركات الأجنبية وجذب الإستثمارات. وقد شجعت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة في شنشي على التوقيع عبر الإنترنت، ومنذ تفشي الفيروس تمت تسوية 16 مشروعا بنموذج العقود السحابية الإلكترونية. وفي 25 فبراير نظمت المنطقة التجريبية للتجارة الحرة بشنغهاي مجموعة من المشاريع الرئيسية الممولة من الخارج لإجراء "عقد سحابي" بشكل جماعي يتضمن 21 مشروعا بإجمالي استثمارات تزيد عن 1.7 مليار دولار. أما منطقة نانجينغ التجريبية للتجارة الحرة بمقاطعة جيانغسو فقد قامت بحملة ترويجية لاستكشاف نموذج "اتصال/ عدم الإتصال بالإنترنت"، وحسّنت باستمرار منصة الإستثمار الذكية السحابية. ومنذ 15 فبراير، نظمت نشاطين للتوقيع عبر الإنترنت، وتم التوقيع على 10 مشاريع استثمارية بقيمة إجمالية قدرها 16.8 مليار يوان.
وبالرجوع إلى بيانات شهري يناير وفبراير من هذه السنة، فقد كان أداء هذه المناطق جيدا. حيث ارتفع نمو جذب الإستثمارات الأجنبية في منطقتي شانغهاي وقوانغدونغ بنسبة قدرها 13% و 12.8 %، كما زادت هذه النسبة في هاينان وفوجيان وتشجيانغ بمعدل قدره 230.2 %و 149.5 % و 140% على التوالي أيضا.
وبصفتها "حقول تجريبية" و"أماكن رائدة" و"إصلاحات عميقة" للصين، فإن هذه المناطق تعمل على تسريع عملية الإبتكار المؤسسي وتحسين بيئة الأعمال. كما ذكرت وزارة التجارة الصينية أنها ستزيد من دعمها للإستكشاف التفاضلي لمنطقة التجارة الحرة الرائدة وتنفذ المزيد من تكامل الأنظمة والإبتكار المؤسسي في مجالات محددة.
وأضاف يوان يوان: " في الوقت نفسه سنقوم أيضا بمراجعة وتلخيص نتائج ابتكار هذا النظام في الوقت المناسب، وتكراره والترويج له على نطاق أوسع، واستغلال الأرباح لتعميق الإصلاح والانفتاح على البلد بأكمله، مما يؤدي إلى التحسين المستمر لبيئة الأعمال في الصين".