الجزائر 22 مارس 2020 (شينخوا) قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء اليوم (الأحد) رفع درجة الإستنفار إلى أقصاها بعد تسجيل 62 إصابة بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد فقط.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية إن الرئيس تبون ترأس اليوم اجتماعا لمجلس الوزراء حيث بحث قضايا ذات أولوية من بينها تطورات وباء كورونا في الجزائر.
وأشار البيان إلى أن وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد قدم عرضا عن حالة الوباء في الجزائر وبناء عليه أمر تبون "جميع مؤسسات الدولة ومصالحها برفع درجة اليقظة والإستنفار إلى أقصاها" لمواجهة الوباء.
وحذر تبون من أن "أي تراخ هنا أو تقاعس هناك يؤدي إلى إبطاء في إنقاذ حياة المصابين، ويزيد في مساحة تفشي الوباء".
ودعا الرئيس الجزائري أجهزة الأمن إلى "التعامل بشدّة مع المخالفين للتعليمات حفاظا على سلامة الأمة".
وأكد أن "الدولة تستعد لكل الاحتمالات لمنع ومحاربة تفشي الوباء" الذي قال ان بلاده ستتغلّب عليه بـ"الهدوء والتضامن والانضباط والصبر".
ويأتي قرار الرئيس الجزائري بعد الاعلان عن ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس بـ 62 حالة جديدة خلال يوم واحد فقط، وهو رقم غير مسبوق منذ الاعلان عن أول إصابة في الجزائر في 25 فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة الجزائرية جمال فورار، في مؤتمر صحفي اليوم، إن اللجنة سجلت 17 حالة وفاة و201 إصابة مؤكدة.
وكانت اللجة أعلنت أمس السبت عن تسجيل 139 إصابة مؤكدة منها 15 وفاة.
وأشار فورار إلى أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في محافظة البليدة (50 كم جنوب العاصمة) وحدها 110 إصابات مؤكدة من إجمالي 201 في كامل البلاد، بينما بلغ عدد الوفيات فيها ثماني حالات.
وأعلن وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد في مؤتمر صحفي مساء اليوم أنه تطبيقا لتعليمات الرئيس تبون سيتم "تحديد الأماكن التي يشتبه فيها أن تكون بؤرة وباء وذلك لتمكين الجهات المعنية من غلقها".
وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها السلطات الجزائرية عن احتمال غلق المناطق الموبوءة.
وقدم بن بوزيد عرضا أمام مجلس الوزراء حول وباء كورونا المستجد، تتعلق بالإجراءات المعلنة المتخذة للتصدي لهذا الوباء، وحماية المواطنين، والتي يجري تجسيدها ميدانيا سواء بتعزيز الرقابة الصحية في المراكز الحدودية البرية والبحرية والجوية، أو بالمحافظة على المخزون الوطني الاستراتيجي من المنتجات الطبية، وكذلك تحديد المستشفيات التي من الممكن تحويلها لحالات الإنعاش عند الضرورة.
وتضمن العرض أيضا الإجراءات المتخذة لتجهيز الأماكن المهيأة للحجر الصحي، في الفنادق، والمنتجعات السياحية، والفضاءات الاقتصادية وغيرها، إلى جانب محاربة المضاربين الذين يستغلون حالة الفزع من أجل إخفاء مواد ووسائل الوقاية قصد إحداث الندرة، ومن ثمة رفع أسعارها.
وبهذا الشأن، قرر الرئيس تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء تخصيص 100 مليون دولار للتعجيل باستيراد كل المواد الصيدلانية والألبسة الواقية وأجهزة التحليل الكيماوي لدعم المستشفيات بها.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الداخلية في بيان مساء اليوم عن إجلاء 7515 جزائريا من دول العالم منذ الاربعاء الماضي عن طريق النقل الجوي والبحري والبري في اطار الاجراءات الوقائية المتخذة ضد انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال بيان الوزارة إن هؤلاء تم إجلاؤهم عبر 21 رحلة جوية ورحلتين بحريتين.
وخصصت الحكومة مواقع خاصة للحجر الصحي لهؤلاء ويتعلق الأمر بـ 7 فنادق حكومية و44 فندقا خاصا بالإضافة إلى أحياء جامعية ودور شباب ومراقد.
وقرر الرئيس الجزائري في اجتماع مع كبار المسؤولين في الدولة الخميس الماضي وقف وسائل النقل الجماعي العام والخاص وحركة القطارات والتخفيض المؤقت للعمل لـ 50 بالمائة من الموظفين وغلق المقاهي والمطاعم كإجراءات إضافية احترازية لمواجهة الوباء.
وكانت الجزائر سجلت في 25 فبراير الماضي أول إصابة بفيروس كورونا لشخص من جنسية إيطالية دخل البلاد في 17 من الشهر ذاته، وتم ترحيله لاحقا.