بكين 17 مارس 2020 (شينخوا) قالت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 خارج الصين تجاوز نظيره داخل الصين، منبهة المجتمع الدولي إلى انتقال ساحة المعركة الرئيسية ضد هذا الوباء.
ومع هذا التحول، ينبغي أن تدرك الدول في جميع أنحاء العالم أن حملة منسقة على نطاق أوسع لاحتواء وإنهاء المرض لا تحتمل أي تأخير. وسيؤدي التردد وعدم التوافق إلى فوضى وعواقب وخيمة.
الأولوية الأولى الآن هي اتخاذ إجراء سريع وحاسم.
فمنذ بداية تفشي كوفيد-19، تبنت بكين أكثر الإجراءات شمولا وقوة ودقة في تاريخ البشرية لعلاج المصابين والحد من انتشار الفيروس. ونتيجة لذلك، سيطرت الصين على نطاق واسع على انتشار المرض، وأصبحت العديد من مقاطعاتها باستثناء مركز التفشي، هوبي، خالية تقريبا من الإصابات الجديدة.
حقا، قامت العديد من البلدان المتضررة بشدة، ولا سيما تلك الموجودة في أوروبا، المركز الحالي للوباء العالمي، بتنفيذ إجراءات: فقد نفذت إيطاليا وإسبانيا إغلاقات على الصعيد الوطني، وعلقت اليونان الدراسة، وشددت ألمانيا الرقابة على حدودها، وأغلقت فرنسا المطاعم والمقاهي ودور السينما.
إن إجراءات التباعد الاجتماعي هذه قد تنجح بمرور الوقت، وفقا لتجربة الصين وتضحياتها المؤلمة. لكن الفوز في هذه الحرب العالمية على فيروس غير معروف يتطلب جهود الكل مجتمعين. لا أحد قوي بما يكفي للقيام بذلك بمفرده.
فقد عملت الصين، منذ بداية تفشي المرض، بشكل وثيق مع الحكومات الأخرى والمنظمات الدولية لتبادل المعلومات المهمة وخنق الوباء.
وبعد أن احتوت الصين إلى حد كبير انتشار المرض داخل أراضيها، تساعد الصين الآن الدول الأخرى على التعامل مع هذا التحدي الميكروبي غير المسبوق. فالانتصار العالمي على هذا الوباء يضمن عدم تخلف أي بلد عن الركب.
لقد أرسلت الصين مهنيين طبيين إلى إيطاليا والعراق وإيران مع مواد ماسة الحاجة مثل مجموعات الاختبار وأقنعة الوجه والملابس والنظارات الواقية. وستثبت خبرتها في احتواء الوباء قيمتها أيضا.
وبينما بدأت الحكومات في تكثيف جهود الاحتواء، فإنه يتعين عليها أن تضع في الاعتبار أن أعمال الانعزالية أو الحمائية لا يمكن أن تساعدها على إنقاذ اليوم في هذا العصر من العولمة. إنها بحاجة إلى تنسيق سياساتها وإجراءاتها بشكل أفضل عبر الحدود.
وبغض النظر عن تعزيز التعاون في مجال الوقاية والسيطرة، يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون لتطوير العلاج الفعال والأدوية الوقائية واللقاحات. لقد فعل العالم ذلك من قبل عندما قامت الصين والولايات المتحدة والمكسيك وأستراليا باستجماع جهودها لتطوير الأدوية واللقاحات ردا على تفشي إنفلونزا أتش1 أن1 في عام 2010. ويمكنها القيام بذلك مرة أخرى.
كان هناك درس واحد مؤسف من الأسابيع القليلة الماضية: أولئك الذين فشلوا في اتخاذ إجراءات مبكرة ضد المرض شاهدوه يثير الفوضى في دولهم.
مع ذلك، يتملك التردد صانعي السياسات في بعض البلدان، يحاول البعض التعامل معه بمبدأ "دعه يذهب أو انسى الأمر"، فيما يستغل آخرون الوضع الرهيب لتشويه دول معينة لتحقيق مكاسب ذاتية، وحتى استخدام لغة عنصرية لنثر بذور الكراهية.
إنهم يخاطرون ليس فقط بوضع حياة وصحة مواطنيهم على المحك، ولكن أيضا يخاطرون بحياة الآخرين في جميع أنحاء العالم.
والآن بعد أن دخلت المعركة العالمية ضد المرض مرحلة جديدة وربما الأكثر أهمية، فإن الجنس البشري بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التكاتف في مواجهة هذا التحدي العالمي المشترك. وهنا يكمن أفضل أمل ممكن للبشرية الآن.