مقالة : تطوير أحدث التكنولوجيات الطبية والرقمية في الصين يدفع البلاد والعالم لتجاوز جائحة كورونا الجديد

بكين 16 مارس 2020 (شينخوا) انتشر مقطع فيديو في نهاية الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي الايطالية، تعالت فيه من وسط أحد شوارع مدينة روما الإيطالية أصوات تردد النشيد الوطني الصيني، بينما كان هناك آخرون يصيحون باللغة الإيطالية قائلين: "شكرا للصين"، وذلك بعد وصول وفد صيني خاص مكون من 9 خبراء متخصصين في مجالات طبية وتكنولوجية مختلفة إلى إيطاليا يوم الخميس الماضي، حاملا معه التجربة والتكنولوجيات الصينية المتقدمة التي استعانت بها الصين في معركتها ضد فيروس كورونا الجديد في الأشهر الماضية، بالاضافة إلى كمية من المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها محليا.

وعلاوة على ذلك، أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا أن معظم أنواع اللقاحات الصينية الخمسة للتغلب على جائحة مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، سوف تدخل التجارب السريرية في غضون الـ30 يوما القادمة، واصفة إياها بالخطوة المهمة لكبح انتشار الجائحة التي تجتاح العالم كله، وإزالة الذعر المثار بين الناس.

وبينما رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى انتشار كوفيد-19 إلى مستوى "جائحة" عالمية قبل أيام، نجحت الصين في السيطرة على تفشي فيروس كورونا الجديد في أغلب أراضيها، وشرعت في اعادة تنشيط طاقتها الإنتاجية الضخمة وتوجيه جهودها لمساعدة الدول الأخرى.

وكشفت التجربة الصينية أن التكنولوجيات المتقدمة لعبت دورا محوريا في معركة احتواء فيروس كورونا الجديد في الصين. فكيف كان ذلك؟

تُرجع مجلة "تشيوشي" في مقالة نشرت على موقعها الالكتروني يوم الأحد المنصرم، تُرجع كل ذلك إلى تنفيذ البلاد سلسلة من مشاريع الابتكار لتطوير أحدث العلوم والتكنولوجيات في مجال الوقاية من انتشار الأمراض المعدية وكذا تكنولوجيات ضمان الأمن البيولوجي على مدار العقد الماضي.

وقد طورت البلاد، قبل ظهور الفيروس، مجموعة من أحدث التكنولوجيات والوسائل الطبية على مستوى العالم لعلاج المرضى المصابين بالأمراض المعدية الشديدة الجديدة والطارئة، على أساس انشاء شبكات مختبرات قادرة على الانذار المبكر من تفشي الأمراض المعدية الشديدة والطارئة ومراقبتها، بالإضافة إلى إطلاق سلسلة من منصات تنمية التكنولوجيات ذات الصلة، بحسب المقالة التي أعدتها وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية.

وفي الوقت نفسه، انشأت الصين أيضا نظاما تكنولوجيا خاصا بها في مجال الفحص والتشخيص السريع لمسببات الأمراض.

فعلى سبيل المثال، قام علماء صينيون بتحديد وإصدار تسلسل الجينوم لفيروس كورونا الجديد خلال أقل من 7 أيام في هذه الجولة من انتشار كوفيد-19 في الصين، غير أن الأمر كان قد استغرق أكثر من 5 أشهر لتحديد تسلسل الجينوم لفيروس سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) في عام 2003.

ومع تفشي كوفيد-19 في الصين خلال الفترة الماضية، نجح العلماء الصينيون في تطوير مجموعات تقليدية لاختبار الحمض النووي للفيروس لتشخيص الإصابة بكوفيد-19، ومن ثم تم تطوير أطقم اختبار متطورة تتسم بعضها بقدرة متميزة على اختبار 6 فيروسات للجهاز التنفسي في المرة الواحدة خلال 1.5 ساعة، وذلك بفضل تجنيد وتشجيع الحكومة على مشاركة عدد كبير من الهيئات العلمية وشركات المعدات الطبية والأدوية والأشخاص المتخصصين في عموم البلاد.

ومن حيث علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد، قام العلماء الصينيون بمسح شمل أكثر من 5000 دواء لسارس، وميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، وفيروسات كورونا الأخرى، واختاروا الأدوية الأحسن فعالية واستخدموها في التجارب السريرية، حتى توصلوا إلى خطط استراتيجية علاجية متنوعة في الاصدار السابع لـ "البرنامج الوطني الطبي لمعالجة المرضى المصابين بـ كوفيد-19" الذي تم نشره من قبل لجنة الصحة الوطنية مؤخرا. ويعكف هؤلاء العلماء حاليا على اختبار مجموعة جديدة من الأدوية في التجارب السريرية، كما ذكرت المقالة.

وفيما يتعلق بالوقاية من جولات انتشار الفيروس من جديد، يركز المتخصصون الصينيون على خمس طرق بحث وتطوير رئيسية لانتاج لقاحات مضادة لكوفيد-19 تتمثل في الآتي : اللقاحات المعطلة، واللقاحات باستخدام تكنولوجيا إعادة التركيب الجيني، واللقاحات باستخدام الفيروس الغدي كناقل، واللقاحات باستخدام فيروس الأنفلونزا كناقل، ولقاحات تلقيح الحمض النووي. وتحتل الصين مرتبة متقدمة في هذا المجال على مستوى العالم، وفقا لما أفادت الوزارة في المقالة.

ويعتمد العلماء الصينيون أحدث التكنولوجيات الرقمية المتمثلة في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها في الدراسات الاستراتيجية الخاصة بالتنبؤ باتجاهات انتشار الفيروسات وكيفية احتوائها، بحسب المقالة.