مقابلة : خبيران عمانيان: تراجع أسعار النفط عالميا بسبب انتشار كورونا

مسقط 9 مارس 2020 ( شينخوا ) ‏تراجعت أسعار النفط عالميا اليوم (الاثنين) بشكل حاد، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 35.84 دولار للبرميل، وهبطت أسعار النفط في أسواق آسيا بأكثر من 20%، فيما انخفضت أسعاره منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم بنسبة 30 %، وهو ما أطلق عليه البعض انهيار أسعار النفط، فيما سماه محللون اقتصاديون ببداية حرب أسعار بين المنتجين الرئيسيين، وهو ما أطلق عليه خبراء عمانيون حرب اقتصادية ترجع لأسباب سياسية واقتصادية .

يقول الأكاديمي والخبير في الشأن الاقتصادي الخليجي، والرئيس السابق للجنة الاقتصادية بمجلس الشوري العماني الدكتور صالح المسن: لا شك أن تراجع أو انهيار أسعار النفط أمر له شقان أحدهما اقتصادي اجتماعي والآخر سياسي .. أما الأول فهو بسبب ما يشهده العالم اليوم من انتشار حاد لفيروس كورونا المستجد حيث أثر ذلك على الإقبال العالمي على النفط ومن ثم فإن الأمر مرتبط بالعرض والطلب وأن نقص الطلب على النفط يعني زيادة المعروض وتراجع في الأسعار .

وأشار المسن إلى أن الشق السياسي متعلق بما حدث من خلاف بين منظمة "أوبك" وروسيا التي رفضت التوصل إلى خفض الإنتاج اليومي للنفط، كما أن روسيا لها رغبة في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تتوجه للإنتاج من نفطها الصخري ، حيث أن تكلفة الصخري عالية وتقدر بأكثر من 25 دولارا للبرميل وبالتالي فهي نوع من حرب الأسعار السياسية .

وقال المسن "يبدو أن العالم قد دخل اليوم في نوع من الحروب التجارية التي ربما تدخله في نوع من الفوضى الاقتصادية، كما أنها تؤثر بشكل مباشر على أسواق المال العالمية وقد شهدنا اليوم حجم تراجع البورصات العالمية وانهيار مؤشراتها".

وأكد الخبير الاقتصادي العماني على أن هذا الانهيار العالمي لأسعار النفط سيؤثر حتما على الوضع الاقتصادي على الدول الخليجية والسلطنة واحدة منها وذلك لأنها دول تقوم ميزانيات معظمها على النفط.

وبالتالي فإنه اذا استمر انهيار أسعار النفط العالمي بهذا الشكل ولفترة طويلة فقد لا تستطيع بعض الدول البترولية أن تفي الحاجات الأساسية كما قد لا تغطي موازنات بعضها حتى الرواتب والأجور ومن ثم فقد يشكل الأمر عبئا إضافيا على الدين العام لتلك الدول.

وقال مستشار وزارة المالية العمانية الدكتور عبد الملك بن عبدالله الهنائي " بشكل عام أسعار النفط خاضعة للتقلبات السياسية أكثر من كونها خاضعة للطلب والعرض وبالطبع هناك انخفاض في الطلب، ولكن كما يبدو من رفض روسيا التعامل مع أوبك على تخفيض الإنتاج، كان هناك هدف آخر واخراج منتجين نفط صخري من السوق".

وأضاف " إن تهاوى أسعار النفط ، في اعتقادي موضوع فيه جانب سياسي، سيحل عما قريب، وأعتقد قبل نهاية هذا الشهر، وربما ترتفع الأسعار إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن، ولكن قد يأخذ وقتا طويلا إلى أن تعود إلى مستوى الأسعار السابقة وهي فوق 60 دولارا، والسياسة دائما فيها أخذ وعطاء".

وأردف الهنائي قائلا:" التأثير كبير جدا ، خاصة في البلدان التي تعتمد إيراداتها على النفط، ولا يمكن تجاوزها الآثار بكاملها، ولكن يجب إتخاذ خطوات للحد من تلك الآثار".

وكانت السعودية كأكبر بلد مصدر للنفط قد خفضت الأسعار في تعاملات اليوم بعد فشلها في إقناع روسيا، بدعم خفض كبير في الإنتاج يوم الجمعة الماضي ، كما كانت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" و حليفتها روسيا قد عملت في السابق على فرض قيود على الإنتاج .

يذكر أن سلطنة عمان واحدة من الدول الخليجية التي تعتمد ميزانيتها بنسبة تصل إلى أكثر من 70 بالمائة على النفط وهي تنتج أكثر من 950 ألف برميل يوميا، وقد احتسبت سعر النفط على أساس 58 دولارا أمريكيا للبرميل في ميزانية العام الجاري.

وقد بلغت جملة الإيرادات المقدرة للميزانية العامة للسلطنة للعام الجاري (2020 ) نحو 10 مليارات و700 مليون ريال عماني (الريال يساوي 2.6 دولار). وقدر إجمالي الإنفاق العام بنحو 13 مليار و 200 مليون ريال عماني .