بقلم: سيلم عبد السلام -طالب جزائري بجامعة شنغهاي-
كلما سمعنا الصين تبادر إلى أذهاننا مختلف الانجازات المحققة على مر السنين الماضية. شيء لا يختلف فيه اثنان "مكانة الصين المرموقة بين دول العالم"، الأمر الذي تلخصه الوقائع المعاشة حاليا في خضم حرب الصين مع فيروس كورونا. هذا الأخير يعتبر واحد من بين التحديات الكبرى التي واجهتها الصين على مر التاريخ.
مواقف شجاعة، مشاعر جياشة، استماتة لا متناهية، احترافية في تسيير الوضع والسيطرة عليه. هذا أقل ما يمكن أن يقال حول الحكومة الصينية خلال حربها ضد فيروس كورونا. كل هاته الأشياء تداولتها أغلب وسائل الإعلام خلا نقل وقائع هاته الحرب، وقائع رسمتها وجوه أطباء غادروا عائلاتهم لما سمعوا نداء الإغاثة. مواقف منظمات هبت لمد يد العون من مختلف أنحاء الصين، كل هذا وذاك ما هو إلا تجسيد لروح العمل الجماعي، والوقوف جنبا لجنب في خضم هاته المحنة التي ستزول عن قريب تكليلا لهاته المجهودات، وتكريما للضمير الإنساني لكل التضحيات.
الصين حكومة وشعبا أظهرت تناسقا كبيرا فيما بينهما. الشيء الذي لوحظ لما فرضت الحكومة توصيات بالتقليل من الخروج والتجمعات تجنبا لانتشار العدوى. وكذا الأخذ بكافة الإجراءات الوقائية اللازمة، كل هاته الإجراءات قوبلت بقلب رحب لما فيه فائدة للجميع، رغم أن المعروف عن الشعب الصيني انه شعب نشيط و له نشاطات كثيرة خاصة تزامنا مع عطلة الربيع الصيني. الشيء الذي يحسب إيجابا لمدى الوعي والتحلي بروح المسؤولية كيد عون للحد من تفشي هذا الوباء.
في سياق آخر، اتسمت الحرب ضد فيروس كورونا بميزة جديدة، ألا وهي تطبيق التكنولوجيا وسبل البحث العلمي في مجابهة هذا الوباء لتسمى "الحرب الذكية ضد فيروس كورونا". دون أن ننسى أخذ العبرة من التجربة التي خاضتها الصين ضد فيروس سارس عام 2003، الأمر الذي ساعد في احتواء الفيروس والتقليل من تفشيه.
كما كانت وسائل الإعلام الصينية وكذلك مختلف مواقع التواصل الاجتماعي طرفا مهما في هذه الحرب، حيث يتم تزويد المواطنين بمختلف المستجدات حول الفيروس وكذا كافة التحديثات الجديدة والتطورات حول نسب انتشار الفيروس، أضف إلى ذلك برامج مختلفة للتوعية بأهمية اخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.
في الجانب الآخر حرب إعلامية اقل ما يقال عنها أنها كاذبة نشبت ضد الصين، وذلك من خلال نشر أخبار كاذبة وفيديوهات قديمة أو مزيفة في محاولة لتشويه مكانة الصين على الساحة الدولية. الأمر الذي اتسم بعدوانية زائدة وعنصرية غير مبررة ضد الصين شعبا وحكومة. لكن هاته الأخيرة تبرهن يوما بعد يوم على أن تلك المكانة لم تصنع من فراغ، بل هي نتاج تطور متواصل منقطع النظير على مدى السنين الماضية.
أما نحن كأجانب مقيمين بدولة الصين، فالكل يقف جنبا لجنب مع الصين دعما لها في محنتها الحالية. وكذلك مشاركة الأخبار الحقيقية حول الوضع المعاش بعيدا عن الزيف والأكاذيب المتداولة هنا وهناك.
في الأخير فإن الصين شعبا وحكومة ستبقى صامدة خلال هاته الحرب بكل إمكانياتها المادية والبشرية، ونتمنى زوال هاته المحنة عاجلا لا آجلا. (تحرير: وليد)