人民网 2020:02:18.16:22:18
الأخبار الأخيرة

مقالة : أكواب قهوة مجانية للأطقم الطبية...مساهمة من شاب إيراني فضل البقاء في ووهان وسط تفشي الفيروس (2)

/مصدر: شينخوا/  2020:02:18.15:23

    اطبع
مقالة : أكواب قهوة مجانية للأطقم الطبية...مساهمة من شاب إيراني فضل البقاء في ووهان وسط تفشي الفيروس

بكين 18 فبراير 2020 (شينخوا) في شارع هادئ قليل الحركة بمدينة ووهان الصينية، هناك مقهى يختلط فيه عبق رائحة طحن حبوب البنِّ وإعداد القهوة مع رائحة المطهرات والكحول الطبي. فرغم أن معظم مراكز التسوق والمتاجر في ووهان، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، لا تزال مغلقة، إلا أن مقهى "واكاندا" مفتوح، بل ويعمل فيه بكل نشاط على مدار اليوم 7 عمال لإعداد نحو 500 كوب من القهوة يوميا، وإرسالها إلى ثلاثة مستشفيات محلية مجانا.

قبل ذلك، كان المقهى قد أغلق بابه يوم 21 يناير الماضي بمناسبة حلول عطلة عيد الربيع التقليدي الصيني. ولكن عندما أعلنت المدينة في وقت لاحق عن إغلاق غير مسبوق للحد من انتشار الفيروس إلى أجزاء أخرى من الصين وخارجها، بدأ صاحبة المقهى وزملاؤها يفكرون في كيفية الوقوف بجانب الأطباء والممرضات المتواجدين في مستشفى قريب ويعملون ويعيشون في ظل أوضاع صعبة، إذ أنه بالإضافة إلى محدودية الإمدادات الخاصة بالمعدات الواقية كالأقنعة، تطلب العمل الدقيق الجاري لمكافحة الفيروس من العديد منهم عزل أنفسهم عن أسرهم والإقامة في المكاتب أو الغرف الفندقية أو الشقق المستأجرة. وفي الوقت ذاته، صار احتياجهم إلى القهوة في ازدياد نتيجة شعورهم بالتعب والتوتر وسط ضغوط العمل.

لذلك، قرر كل عامل في المقهى البقاء واستئناف العمل لإرسال أكواب القهوة للأطباء والممرضات خاصة وبشكل مجاني. ومنذ 26 يناير حتى 14 فبراير، أي خلال فترة 20 يوما، بلغ عدد أكواب القهوة التي أرسلها المقهى إلى الأطباء والممرضات مجانا 7850 كوبا. وعلى كل كوب ورقي، كانوا يكتبون عبارات من قبيل "ووهان، كوني قوية!" و"شكرا لكم!".

وقال سينا كرامي (29 عاما)، الذي قدم منذ قرابة عامين من إيران للعيش في ووهان، لمراسلة وكالة أنباء ((شينخوا))، "عندما بدأ تفشي فيروس كورونا الجديد، سألنا أنفسنا، أنا وزملائي بجامعة ووهان وجميعهم صينيون وبعضهم من مدن أخرى بالصين، عما يجب أن نفعله في ظل هذه الظروف، ثم قررنا البقاء معا وبذل قصارى جهدنا لتقديم كل ما نستطيع لأي شخص يحتاج إلى المساعدة، مثل الأطباء والممرضات في المدينة".

وأضاف "لقد أتيحت أمامي فرصة للعودة إلى بلدي، لكنني لم أفعل"، موضحا أن "السفارة الإيرانية لدى الصين نشرت صورا على تطبيق ((ويتشات)) لمجموعة من الإيرانيين في ووهان وهم يستعدون للصعود على متن طائرة لإعادتهم إلى البلاد. لكنني قلت لنفسي إنه إذا غادر جميع الأجانب، فإن سكان ووهان سيبقون وحدهم. وطالما اعتبرت نفسي كأحد سكان ووهان، لذلك قررت البقاء مع أصدقائي لمواجهة الفيروس. وحتى ولو كانت مساهمتنا صغيرة، فإننا سنواصل القيام بذلك كل يوم".

وفيما يتعلق بقراره البقاء في ووهان، قال سينا إن عائلته شعرت بالقلق للغاية، و"من أجل التخفيف من حدة قلقهم، لم أخبرهم بأنني أعمل في صنع القهوة، ناهيك عن أنني أذهب في بعض الأحيان إلى المستشفى لتوصيل القهوة. لقد أخبرتهم أنني ألزم المنزل طوال الوقت ولا أخرج أبدا".

"لكن بعد ذلك، ومع تواتر نشر المزيد من التقارير عن هذا المقهى المعروف على شبكة الإنترنت، وصلت الأخبار إلى إيران، وعرف أفراد عائلتي في النهاية ماذا أفعل في ووهان، لذلك انتابهم قلق شديد"، هكذا ذكر سينا.

ولكن الشاب الإيراني سرعان ما لفت إلى أن عائلته مقتنعة بقراره وفخورة به، ووافقت على بقاءه في ووهان. وذكر بصوت ينم عن السعادة والارتياح "في إيران، يقول جميع أفراد أسرتي إنهم فخورون بي".

وأضاف "تحدوني ثقة تامة بأن الصين قادرة على التغلب على الفيروس. هناك ضغط كبير، هذا صحيح، لكنهم (الصينيون) يبذلون قصارى جهدهم لمحاربة الفيروس. وقد يستغرق هذا بعض الوقت، لكن الحكومة الصينية تتخذ كافة التدابير والإجراءات لاحتواء التفشي في ووهان بشكل مذهل".

وكانت السفارة الإيرانية لدى الصين قد ذكرت في أول فبراير الحالي أن "مليون كمامة تبرعت بها جمعية الهلال الأحمر الإيراني قد وصلت إلى الصين، أملا في تقديم مساهمة صغيرة للصين...وسوف نكافح تفشي الفيروس جنباً إلى جنب مع الأصدقاء الصينيين".


【1】【2】【3】【4】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×