الموصل، العراق 12 فبراير 2020 (شينخوا) بدأت الأسواق في مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي بالانتعاش من جديد بعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش المتطرف، وأخذت المدينة باستعادة وضعها الاقتصادي، وما يميز هذه الاسواق هو الاقبال الكبير على البضائع الصينية لرخص ثمنها وجودتها ما أدى إلى ازدهار التجارة فيها.
شارع الزهور الذي يقع في الجزء الشرقي من الجانب الايسر (الجانب الشرقي) للموصل، متخصص للترويج وبيع البضائع المستوردة من الصين حيث تعج بها الأسواق وتكاد لا تفارق مسامعك عبارة (MADE IN CHINA) صنع في الصين، التي تردد من قبل الشركات المحلية والباعة في الاسواق الموصلية للترويج للبضائع الصينية المختلفة.
وتلقى هذه الأسواق رواجا كبيرا عليها من قبل الموصلين الذين يعتبرونها شريكهم المنزلي لرخص ثمنها وجودة منتجاتها كونها تضاهي الماركات العالمية الموجودة في الاسواق الموصلية.
وتقوم الشركات المحلية بعرض منتجاتها وبأسعار تنافسية وبعضها يقوم بوضع صور المشاهير على المنتجات للترويج لها ومن بين هؤلاء المشاهير الممثل الصيني العالمي المشهور جاكي شان.
وتصل رغبة الموصلين للأقبال على شراء البضائع الصينية إلى نسبة 80 بالمائة مما موجود من باقي البضائع المطروحة في الاسواق والسبب في ذلك رخص أسعارها وجودتها، لاسيما البضائع الخاصة بالأجهزة الكهربائية مثل الغسالات والبرادات وأجهزة المطبخ والمدافيء الكهربائية وأجهزة أخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى.
وقال بشار عبدالله صاحب متجر كبير لبيع الاجهزة الكهربائية المنزلية لوكالة أنباء (شينخوا) "إن مدينة الموصل تتنافس في أسواقها عدة شركات تستورد البضائع الصينية باختلاف انواعها والتي تطرح بضائعه، ولدينا وكالات من عدة شركات باختلاف البضائع وايضا باختلاف الاسعار مع الجودة والتي تلقى رغبة كثيرة لاقتنائها والتي تناسب القدرة الشرائية للمواطنين".
وأضاف "إن شركتنا تطرح البضائع باسعار الجملة ولدينا وكلاء كثر يرغبون بشراء تلك البضائع ذات المنشأ الصيني وذلك لطلبها من قبل المتبضعين في الاسواق الموصلية لرخص أسعارها بالمفرد، ولدينا بضائع من مناشيء وشركات تركية لكن البضائع الصينية تلقى رواجا واقبالا أكثر".
وتابع "إن الاسواق التجارية في الموصل انتعشت بشكل كبير بعد تحرير الموصل من التنظيم المتطرف واستعادة الوضع الاقتصادي للمدينة عافيته من جديد لتطرح جميع البضائع المستوردة ولتتصدر البضائع الصينية المشهد الاقتصادي في المدينة وتلقى رواجا كبيرا على اقتنائها وازدياد الاقبال عليها".
من جانبه، قال أمجد سعدي مندوب إحدى الشركات التي تجوب الدوائر الحكومية للترويج عن بضائع الشركة "إن البضائع الموجودة في الاسواق الموصلية من مناشيء كثيرة، خصوصا بضائع البالة الاوروبية (الادوات المستخدمة) والتي دخلت الاسواق الموصلية أخيرا لكن ثمنها واسعارها باهظة جدا رغم متانتها وقوتها لكن تبقى البضائع الصينية تتصدر الأسواق في الموصل".
وأضاف "انتشرت المتاجر الكبيرة التي تضم البضائع الصينية لاسيما الأجهزة المنزلية والإلكترونية وهناك إقبال كبير على شراء هذه البضائع فرخص ثمنها جعل السكان يقبلون على شرائها".
وتعد مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي تعج بالأسواق والشركات التي دخلت المدينة بعد تحريرها من قبضة التنظيم المتطرف والتي شهدت اقبالا كبيرا على التجهيزات الكهربائية المنزلية بعد أن دمرت منازلها بفعل القصف والعمليات العسكرية والتنظيم المتطرف.
وقالت الخبيرة الاقتصادية ليلى ميكائيل، التي تعمل في مجال التسويق "بعد تحرير مدينة الموصل إنتعشت الأسواق الموصلية بوصول بضائع من مناشيء عالمية رصينة لكن المواطن الموصلي الذي دمرت ادواته المنزلية عاد من جديد ليبحث عن البضائع الصينية والتي تناسب دخله ومردوداته المالية الاقتصادية".
وأضافت "نعمل ومنذ سنوات بجمعيات تعاونية تشهد اقبالا من قبل المواطنين ونبيع بضائعنا بالتقسيط المريح، وهذا الامر سهل علينا إقبال الموظفين المتبضعين لرخص اسعار المنتجات الصينية التي تنافس جميع المنتجات المطروحة في الاسواق العراقية".
اما الحاج علي محسن (50 سنة) فقال اثناء تواجده في أحد المتاجر"دائما اشتري البضائع الصينية والسبب الاول رخص اسعارها وهذا يناسب دخلي المالي، والثاني أن كل البضائع الصينية مكتوب عليها ماركة الانتاج وغير مغشوشة لان بعض البضائع المطروحة في السوق يكتب عليها مناشيء عالمية لكنها في حقيقة الامر مغشوشة ولا تتطابق مع المنشأ المذكور على البضاعة".
وتنتشر في الاسواق الموصلية بضائع صينية متنوعة كالقماش ومكائن الخياطة واجهزة الهاتف النقال والزجاجيات والادوات المنزلية والاجهزة الكهربائية وغيرها وهي تشهد اقبالا كبيرا عليها من قبل أهالي الموصل.
واحتل التنظيم الارهابي مدينة الموصل في العاشر من يونيو عام 2014 وتمكنت القوات العراقية من تحريرها في العاشر من يوليو عام 2017 بعد نحو تسعة أشهر من المعارك العنيفة التي تسببت بتدمير الالاف من المنازل لان التنظيم إتخذها كمواقع له لمقاتلة القوات العراقية كما قام بتفجير العديد منها لمنع تقدم القوات العراقية.