مسقط 10 فبراير 2020 (شينخوا) أكد رجال أعمال إيرانيون أن سلطنة عمان واحدة من أفضل دول المنطقة للاستثمار والتعاون التجاري وأنها يمكن أن تكون محطة ونقطة عبور للوصول إلى أسواق كثيرة حول العالم، مؤكدين أن ما يدعم عمان في ذلك هو ما تحظى به من أمن وأمان واستقرار ومعاهداتها التجارية مع العديد من الدول وموقعها الجغرافي المتوسط، مشددين على أن كثير منهم نقل جزء من تجارته واستثماراته إليها وآخرون يفكرون في ذلك.
جاء ذلك في مقابلات خاصة لوكالة أنباء (شينخوا) على هامش "اللقاء التجاري العماني - الايراني" الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع غرفة تجارة كيرمان الإيرانية، وغرفة التجارة العمانية - الإيرانية وتستمر أعماله خلال الفترة من 8 إلى 12 فبراير الجاري.
ويشارك في اللقاء 31 رجلا وسيدة أعمال من غرفة تجارة كيرمان يمثلون عددا من القطاعات الاقتصادية مثل (الزراعة، الطاقة، الصناعة ،المقاولات والإنشاءات، مواد البناء، وقطاع الخدمات)، وبمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال العمانيين.
وكان قد عقد اليوم (الاثنين) لقاء الأعمال العماني - الإيراني بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وترأس الجانب العماني نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان راشد بن عامر المصلحي، فيما ترأس الجانب الإيراني رئيس مجلس إدارة غرفة كيرمان الدكتور سيد مهدي زاداه.
وقال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة العمانية - الإيرانية، سيد محمد إبراهيم علوي "أرى أن عمان واحدة من أفضل الدول للاستثمار في المنطقة ولذا أسعى إلى إيجاد شراكات وفرص تعاون تجاري واستثماري بها".
وأرجع علوي السبب في رغبته في ذلك إلى ما تحظى به السلطنة من أمن وأمان واستقرار سياسي، كما يرى أنها يمكن أن تتخذ كنقطة عبور للوصول إلى أسواق عديدة حول العالم منها "الأسواق الخليجية والإفريقية والأوروبية، وحتى الأمريكية".
ولفت علوي النظر إلى أن عمان لديها العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الاقتصادية المحفزة للتجارة والاستثمار ومنها أن عمان لديها إتفاقيات بالإعفاء الضريبي والوصول إلى صفر ضرائب مع 16 دولة منها إيران ودول أوروبية وعربية وإفريقية، وحتى لديها إتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة المنصوري للتجارة والعاملة في مجال تصدير في تصدير الزعفران والفستق من إيران إلى ألمانيا على أنه مما يميز عمان هو موقعها الجغرافي المتوسط للعالم على خليج عمان وهو ما جعلها عند ملتقى خطوط الملاحة العالمية.
وأشاد المنصوري بمستوى العلاقات التاريخية والسياسية والتجارية بين بلاده و عمان ورأى أنها ميزة كبيرة للشراكات التجارية، كما رأى أن وجود الكثير من خطوط الربط بين البلدين سواء عن طريق رحلات الطيران المباشرة مع مدن إيرانية مثل (طهران و شيراز وقشم وكيش ومشهد)، أو عن طريق الموانئ البحرية مثل (بندر عباس وشاهبهار وخوران شاه والأهواز) وغيرها.
وأكد رجل الأعمال الإيراني أن الفترة الماضية شهدت توجه كثير من رجال الأعمال الإيرانيين بجزء من استثماراتهم وتجارتهم إلى سلطنة عمان، كما أن هناك الكثير يرغبون في ذلك - وهو منهم - ولكن ينتظرون لحظة الحصول على الفرصة الملائمة.
وبحسب السفارة الإيرانية في مسقط فإن عدد الجالية الإيرانية في السلطنة قد تزايد خلال الأعوام القليلة الماضية عدة أضعاف وانه بعد أن كان بالعشرات او المئات فقط وصل بنهاية العام الماضي إلى أكثر من خمسة الاف شخص ولذا فقد قامت السفارة أخيرا بافتتاح المدرسة الإيرانية في مسقط .
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بهارستان ريان، الدكتور محسن ترك زادة إنه شخصيا فعل ذلك ونقل جزء من استثماراته وأعماله قبل نحو عاميين إلى السلطنة وأن شركته التي تعمل في مجال الإلكترونيات وتنتج تحديدا الشاشات الإلكترونية الذكية باحجامها المختلفة وبتقنية وتطبيقات إيرانية خالصة تعمل في عمان تحت اسم شركة إنتاج مسقط كشركة مساهمة محدودة.
وأشار ترك زاده إلى أن منتجات شركته تلقى نجاح وقبول كبيرين في إيران وحتى في الخارج حيث يصدر إلى الامارات والعراق وأفغانستان وجورجيا وأنه منذ أن أسس فرع شركته في السلطنة بدأ في التعاون مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي وأن الأولى قد حصلت على كميات من الشاشات الكبيرة من إنتاج مصنعه في إيران وأنه يفكر جديا الآن في توسعة نشاطه في السلطنة ويسعى لإقامة مصنع في السلطنة ليكون نقطة انطلاقة بمنتجاته إلى أسواق أخرى في المنطقة وخاصة أسواق الخليج وشمال إفريقيا.
وبحسب بيانات غرفة تجارة وصناعة عمان فإن حجم التبادل التجاري بين السلطنة وإيران خلال الربع الأول من العام 2019 بلغ ما يقارب 116 مليون ريال عماني، وذلك مقارنة مع 388 مليون ريال عماني خلال العام 2018 كاملا.
وقالت الأمين العام لغرفة التجارة (العمانية - الإيرانية) الدكتورة أريزو جمالي نظري "نظرا للاقبال الكبير من رجال الأعمال في بلادي على التعاون التجاري والاستثمار في عمان فإننا كغرفة تجارة مشتركة نحرص على تبادل الوفود وعقد لقاءات بين رجال أعمال البلدين".
وأضافت نظري "سلطنة عمان دولة لها سياستها الواضحة وتحظي بالأمن والأمان والسلام والاستقرار وكلها عوامل جذب للاستثمارات ولرجال الأعمال، كما يمكن أن تكون محطة للوصول إلى كثير من الأسواق في المنطقة فهناك كثير من رجال الأعمال الإيرانيين يسعون للتعاون و الشراكة مع رجال أعمال عمانيين".
وأكدت أن هناك شركات إيرانية تسعى لافتتاح فروع أو مصانع لها في السلطنة، وأنها شخصيا تسعى لتأسيس بعض الأعمال الخاصة بها في مسقط وذلك في مجال قطع غيار السيارات وقد بدأت بالفعل في العمل على ذلك.