تشانغشا 3 فبراير 2020 (شينخوا) منذ اندلاع فيروس كورونا الجديد في الصين، يتصل محمد جهاد مصطفى، طالب مصري يدرس اللغة الصينية في الصين، بأمه في مصر كل يوم عبر منصة ويتشات الصينية الشهيرة للتواصل الاجتماعي، قائلا لها "أنا بخير، يا أمي، لا تقلقي!".
ومع حلول عطلة عيد الربيع، على الرغم أن عائلته حثته مرارا وتكرارا على العودة إلى مصر، لكنه قرر البقاء في الصين.
يذكر أن محمد، وهو طالب بدرجة الماجستير في جامعة الاتصالات في الصين، يحب تعلم اللغة الصينية وكذلك يهتم جدا بالثقافة الصينية، حيث تخصص في دراسة اللغة الصينية أثناء التحاقه بالجامعة في مصر.
وفي سبتمبر 2017، التحق محمد بجامعة نانكاي في بلدية تيانجين بشمالي الصين بعد حصوله على منحة دراسية، ثم أكمل دراسته في جامعة الاتصالات في الصين بعد تخرجه.
وأوضح محمد إن اسمه الصيني هو "ليو تشنغ شي"، حيث أن الرمز "تشنغ" يعني الاستقامة والنزاهة، وأما حرف "شي" فهو بمعنى الفجر في اللغة الصينية.
وأضاف محمد أنه في الآونة الأخيرة، تتابع عائلته الأخبار الصينية على شاشة التلفزيون كل يوم، وهم قلقون للغاية على سلامته منذ تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين.
وقال محمد "لكنني أخبرتهم أنني لن أواجه مشكلة هنا، حتى لو حدث شيء ما، فإن الناس هنا سيساعدونني بالتأكيد."
جدير بالذكر أن ثقته ليست بدون أساس. بعد اندلاع الفيروس، اتصلت الجامعة به في أقرب وقت ممكن. ومن جهة أخرى، يستفسر معلمو الجامعة عن حالة الطلاب الأجانب واحدا تلو الآخر عبر منصة ويتشات كل يوم، بالإضافة الى إصدار آحدث إشعار للطلاب حتى يتمكنوا من معرفة التقدمات المحرزة في مكافحة الفيروس والإجراءات الوقائية في الوقت المناسب.
ويعيش محمد في مساكن الطلبة بالجامعة، حيث يقوم عمال النظافة بتنظيف وتطهير محل اقامته يوميا. فيما يعتقد إن كل الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الصين لمكافحة الفيروس إنسانية وعلمية جدا.
مع ذلك، لم يطمئن أفراد عائلته في مصر حتى رأوا أخبارا عن أن مسؤول منظمة الصحة العالمية يشيد بجهود الصين لمكافحة الفيروس.
وقال تيدروس أدهانوم غبريسوس، الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، بعد زيارته إلى الصين مؤخرا إن إجراءات الصين لمكافحة فيروس كورونا الجديد لا تحمي شعبها فحسب، بل تحمي شعوب العالم أجمع، مشيدا بأن الصين تعزز التعاون مع منظمة الصحة العالمية والبلدان الأخرى على أساس مبدأ التضامن والتعاون.
وأضاف محمد "أخبرت أسرتي أيضا أن الصين تقوم ببناء مستشفى في مدينة ووهان، مركز تفشي فيروس كورونا الجديدة، من أجل علاج المرضى في غضون عشرة أيام فقد، وهم مذهولون بهذه السرعة لأن بناء مستشفى في مصر قد يستغرق عدة سنوات".
وقال محمد لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن الصين قد اتخذت العديد من الإجراءات، مثل تمديد عطلة عيد الربيع وتأجيل فتح المدارس والجامعات، الأمر الذي يعد معقولا وعلميا، مضيفا "أعتقد أن الصين ستجد حلاً بالتأكيد".