人民网 2020:02:03.08:43:03
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق اخباري : المبادرات الإنسانية الفردية تعزز ثقافة التكافل الاجتماعي لدى غالبية السوريين

2020:02:03.08:37    حجم الخط    اطبع

دمشق 2 فبراير 2020 (شينخوا) انتشرت في الآونة الأخيرة في عدد من المحافظات السورية الكثير من المبادرات الإنسانية والمجتمعية التي تساهم في دعم الكثير من الأسر السورية التي تدهورت أوضاعها المعيشية في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية وعدم قدرتهم على شرائها ، بعد انهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية بشكل كبير ، فكانت هذه المبادرات بمثابة نموذج يعزز ثقافة التكافل الاجتماعي لدى السوريين ، وتحثهم على الاقتداء بها لتصبح ظاهرة عامة .

وتنوعت تلك المبادرات الإنسانية التي تقدم بها السوريون، وشملت توزيع الخبز بكميات كبيرة بشكل مجاني ، وتقديم سلل غذائية من خلال جمعيات خيرية على الأسر السورية المحتاجة ، وتوزيع كميات من مازوت التدفئة في المناطق الباردة ،إضافة لتقديم بعض الخدمات مثل إصلاح الأدوات الكهربائية مجانا .

واعتبر بعض السوريين أن هذه المبادرات تساهم في زرع البسمة في نفوس الأسر التي لم تعد تتمكن من شراء ما يلزم لأطفالها من طعام وشراب وتعزز شعور الإحساس بالآخرين ، وبينما قلة قليلة انتقدت هذه المبادرات التي رأت فيها بأنها لا تساهم في إيجاد حل للمشكلة التي اتسعت وباتت تهدد شريحة واسعة من السوريين .

ورأت ردينة الشعار ( 35 عاما ) أن هذه المبادرات التي ظهرت في الآونة الأخيرة تساهم في إعادة الثقة للناس بأن الخير مازال في نفوس السوريين ، بالرغم من وجود الحرب التي اندلعت ودمرت الحجر والشجر، لكنها لم تكن قادرة على قتل روح الخير بداخل السوريين .

وقالت الشعار التي ساهمت ببعض الأعمال الإنسانية من خلال توزيع سلل غذائية لعدد من الأسر لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق إن " الظروف الصعبة تكشف معادن الناس والشعب السوري عاش حربا طاحنة استمرت لأكثر من تسع سنوات ،وتعرض خلالها لعدة أزمات أجبرته عن الاستغناء عن بعض السلع الغذائية الكمالية ، والاكتفاء بالحد الأدنى منها للعيش فقط " .

وأضافت الشعار أن " هذه المبادرات تمكنت من رسم ابتسامة على وجوه الكثير من الأسر السورية وبسد الرمق " ، مبينة أن تلك المبادرات تعزز ثقافة التكافل الاجتماعي بين السوريين ، وتجعلهم يشعرون بشعور بعضهم البعض .

وأكدت أن المبادرات التي انطلقت مؤخرا، تشير إلى أن " الدنيا مازالت بخير " .

وبدوره اعتبر الشيخ أبو كنان 65 عاما ، والذي اشترى كمية كبيرة من الخبز ، وقام بوضعها بسيارته الخاصة ،ووقف بمكان عام مكتظ بالناس ، وراح يوزعها على عامة الناس ، وأن هذه الخطوة تهدف إلى نشر ثقافة العمل الإنساني ، والمساهمة في مساعدة الأسر التي تركت الحرب عليها أثار سلبية ، وأوقعتها في عوز بسبب قلة النقود .

وفي محافظة السويداء ( جنوب سوريا ) تقدم الكثير من الأهالي بمبادرات إنسانية مختلفة بلغت أكثر من 50 مبادرة عبر الأيام القليلة الماضية .

وروى الشاب سلمان الظاهر 52 عاما ، كيف أن بعض المغتربين في قريته التي تقع جنوب شرق المحافظة ، قاموا بدفع بعض الديون المتراكمة على بعض الأسر في القرية لأصحاب المحلات التجارية ، وقاموا بتوزيع مبالغ مالية كمساعدة لشراء ما يلزم من طعام وشراب ودواء .

ورأى ان هذه الخطوة " مهمة " خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا ، لافتا إلى أن الكثير من السوريين في أكثر من قرية في محافظة السويداء ، قاموا بخطوات مماثلة مثل توزيع مادة مازوت التدفئة على بعض الأسر المحتاجة ، خاصة وأن السويداء تعيش ظروف جوية باردة في فصل الشتاء ، والكمية التي توزعها الدولة على السوريين لا تكفي .

في حين أشار آخرون أن تلك المبادرات لا تمثل حلا للازمة المتفاقمة نتيجة للحصار الاقتصادي الذي فرضته الدول الغربية على سوريا ، مؤكدين أنها تشكل إجراء اسعافيا ولفترة محدودة ، ولا تعالج المشكلة بشكل نهائي .

وقال أسامة الصالح وهو مدرس في إحدى المدارس إن " هذه المبادرات على انتشارها الواسع خلال الأيام الماضية ، إلا أنها لا تشكل حلا جذريا للمشكلة الاقتصادية المتفاقمة منذ سنوات " ، مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب تضافر الجهود بين الدولة السورية ، والفعاليات الاقتصادية عبر ضبط الأسعار ، ولجمها التي ارهقت جيوب السوريين .

وأشار إلى أن هذه المبادرات الفردية ، تؤكد أن الناس لا زالت تشعر ببعضها البعض ، ولكنها لا تستهدف الكل ، مبينا أن الأوضاع المعيشية لغالبية السوريين تشهد انحدارا ملحوظا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد .

وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا شديدا في الأسعار تبعا لعوامل عديدة يقف في صفها الأول التراجع الكبير في سعر صرف الليرة أمام الدولار جراء تشديد الحصار الغربي على سوريا.

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى إلى إطباق الحصار الخانق على الشعب السوري، وفيما ينهب جيش الاحتلال الأمريكي النفط السوري شرق البلاد، فإن حكومة بلاده استطاعت تعطيل نحو 60% من شحنات النفط والتوريدات الأخرى التي تعاقد عليها التجار السوريين خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تعمق المنعكسات المعيشية الناجمة عن موجة البرد القارس التي تمر بها سوريا، في ظل تراجع كبير في القيمة الشرائية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×